الشذوذ الجنسي تحت مجهر الدِّين
خلقَ اللهُ جلَّ وعلا الخلقَ بصورتهمْ التي هم عليها والتي تناسبهم بما لديهم من إمكانات ومتطلبات، ووضع ما يؤهلهم للقيام بما يتطلب منهم من واجبات والتزامات.
فالعبث بخلق الله والسير في الطريق الذي يخالف أوامر الله ونواهيه ستكون عواقبه وخيمة، ومؤداه إلى الهلاك المحتوم.
قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30]
كما جَاءَ الهدي النبوي في التحذير والوعيد مِنْ هذا السلوك فقد ورد عن النبي الأكرم ﷺ أنه قال: [لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال].
يطلُّ علينا المنحرفون الذين ينادون ويشرِّعون الشذوذ الجنسي الذي يعد من كبائر الذنوب ونكبات الدهر والتي يتم مِنْ خلاله مخالفة للأديان السماوية والفطرة السليمة.
الشذوذ الجنسي هو توجه جنسي يتسم بالانجذاب الشعوري، أو الرومنسي، أو الجنسي بين أشخاص مِنْ نفس الجنس. وقد يعتبر الشذوذ الجنسي هويّة يشعر بها الإنسان بناءً على هذه الميول والتصرفات المصاحبة له، بالإضافة إلى الشعور بأنه جزء من جماعة تشاركه هذه الميول. فالذكر ذو الميول الشاذة يلقب «شاذًا»، أو بالمصطلح التراثي «لوطي». بينما الأنثى ذات الميول الجنسية الشاذة ”سحاقية“، بالإضافة إلى المغايرة وازدواجية الميول الجنسية وهي التصنيفات الرئيسة الثلاث للميول الجنسية عند البشر. فالذي ينجذب للجنس الآخر يلقب «مغايراً» أو بالمصطلح غير الحيادي «سوياً»، بينما الذي ينجذب للجنسين يدعى مزدوج الميول الجنسية. وكانت يعتبر الشذوذ الجنسي مرضًا نفسيًا عند جمعية علم النفس الأمريكية، لكن تمت إزالتها من قائمة الأمراض بعد تظاهر الشاذين جنسيًا، الذين يعتقدون أن النظريات النفسية هي مساهم رئيس في الوصمة الاجتماعية المناهضة للشاذين جنسياً، وعطّلوا الاجتماعات السنوية لجمعية علم النفس الأمريكية لعام 1970 و1971.
إنَّ ممارسة الشذوذ الجنسي محرم بإجماع المسلمين، لورود نصوص في القرآن الكريم كما جاء ذلك في سورة الشعراء ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 165]، والآية ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ [الشعراء: 166]. وفي سورة الأعراف، الآية: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 80] والآية: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ [الأعراف: 81] وهو يحرم لعلل أخرى حيث يرى بعض المسلمين أن اللواط له إضرار بالصحة والخلق، والمثل الاجتماعية، وانتكاس للفطرة، ونشر للرذيلة، وإفساد للرجولة، وجناية على حق الأنوثة، ويرون بها خراب الأسرة وتدميرها.
أقرَّ جمهور فقهاء السنة والصاحبان من الحنفية بأنّ اللائط يعاقب بمثل الزاني، بحيث يرجم المحصن ويجلد غيره. الشافعية يقولون بأن ”حد اللواط هو حد الزنا“ بدليل ما رواه البيهقي عن أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال: ”إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان“. المالكية والحنابلة يرون بوجوب الرجم في اللواط بغض النظر إذا ما كان الفاعل محصناً أو غير محصن، ويرجم المفعول به أيضاً إن كان بالغاً، راضياً بالفعل ”. أبو حنيفة خالف فذهب إلى أن“ اللوطي يعزّر فقط ولا يحد ”، من منطلق إنه لا اختلاط للأنساب بالمثلية، ولا يترتب عليه حدوث مناعات تؤدي إلى القتل، ولا يتعلق به المهر، فليس هو زنا كما يرى“. إلا أبي محمد وأبي يوسف من الحنفية فقد أفتيا ”أن الحد في اللواطة كالزنا. وفي حالة تكرار اللّواط يقتل حسب ما أفتى معظم الحنفيّة“. تختلف المذاهب الفقهية بمن يجوز له تنفيذ الحد، الشائع بينها أن يقوم الإمام أو نائبه بفعل.
أما فقهاء مذهب أهل البيت اتفقوا على أن اللواط يُعتبر من أشنع المعاصي والذنوب وأشدها حرمةً وقُبحاً وهو من الكبائر التي «يهتزُّ لها عرش الله»، ويستحق مرتكبها سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به القتل، فيما لو دخل القضيبُ أو شيء منه في الدُبُر، وكان كل من الفاعل والمفعول عاقلاً بالغاً مختاراً، ولا فرق بين أن يكون كلاً منهما مُحْصَناً أو غير مُحْصَن، أو مسلماً أو غير مسلم. وعن كيفية إجراء الحد ذهب المشهور إلى أن الحاكم مخيَّرٌ بين أن يضربه بالسيف، أو يحرقه بالنار، أو يلقيه من شاهق مكتوف اليدين والرجلين، أو يهدم عليه جداراً، وله أيضاً أن يجمع عليه عقوبة الحرق والقتل، أو الهدم والإلقاء من شاهق.
التوبة من اللواط وفق المذهب الشيعي الإسلامي: «إذا تاب مرتكب اللواط قبل أن تقوم عليه البينة سقط عنه الحد فاعلاً كان أو مفعولاً، وإذا تاب بعدها لم يسقط عنه الحد. أما إذا أقرَّ باللواط ثم تاب، كان الخيار في العفو وعدمه للامام».
هنالك الكثير من الأمراض التي يسببها الشذوذ الجنسي، وهي العلاقة الجنسية التي تجمع فردين من جنس واحد تكون سبب في الإصابة بعدد كبير من الأمراض، وتحديدًا الأمراض الجنسية المنقولة وكثير من الأشخاص يظنون أن الإيدز، أو فيروس المناعة البشرية هو المرض الوحيد الذي يصيب الشواذ، ولكن الواقع عكس ذلك حيث توجد العديد من الأمراض التي يسببها الشذوذ كما يلي:
- الإصابة بالتهابات القناة البولية التناسلية.
- التهاب الكبد ب.
- سرطان الشرج.
- التهاب فتحة الشرج.
- الثآليل التناسلية.
- الإصابة بالأمراض الجنسية المنقولة مثل فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس الورم الحليمي البشري.
- التهاب الكبد ج.
- الإصابة بالهربس التناسلي.
- مرض الزهري ضمن الأمراض الجنسية التي تهدد الشاذين:
- الإصابة بالبواسير.
- توسيع العضلة الشرجية.
- مرض السيلان.
- الإصابة بالكلاميديا.
الأمراض الجنسية والجسدية السابقة تعد كذلك ضمن أضرار المثلية الجنسية والشذوذ، والتي توضح السبب وراء تحريم الله عز وجل هذا السلوك ليس فقط لأنه يخالف الفطرة بل لأنه سبب في أمراض خطيرة تهدد الإنسان.
أضرار الشذوذ الجنسي لا تقتصر فقط على الصحة الجسدية والمجتمع، بل هناك أضرار نفسية كشفت عنها البحوث الطبية التي أجريت حول الوضع النفسي للشاذين الجنسيين، وكانت النتيجة أن هؤلاء الشواذ هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والنزعة الانتحارية وخاصة بين الشباب وتكثر معدلات الانتحار بين مجتمع الميم.
بالإضافة إلى ذلك الأضرار النفسية للشذوذ تزداد بمرور الوقت حيث أنهم بالتقدم في العمر يكونون عرضة للإدمان، وتعاطي المخدرات والمسكرات التي تنتهي بنتيجة وخيمة عند التقدم في العمر.