إلى الأعزاء الطلاب المبتعثين
نبارك لكل الشباب والفتيات الذين تم أو سيتم التحاقهم بالجامعات العلمية العريقة في أصقاع الأرض داخل أرض الوطن أو خارجه. ونشكر كل الآباء والأمهات الذين بذلوا جهوداً مضنية خلال سنوات مديدة لإمداد الوطن بكوادر وسواعد من أهل العزيمة والإرادة والأخلاق والثقافة والمثابرة في التحصيل العلمي والمعرفي. شكرا لكم أعزائي الطلبة والطالبات النجباء على سعيكم الحثيث والجاد في استحصال ونقل المعارف والعلوم والتقنيات الحديثة من دول الابتعاث إلى أرض وطنكم الحبيب لكي نكون وإياكم والأجيال القادمة مكتفين ذاتيا في المجال العلمي والبحث التقني. ولكي نكون جميعا عبر سواعدكم الفتية بعد مداد الله أقوى اقتصاديا في قادم السنين، ونرفل في نِعم الله بما حبانا الله من موارد طبيعية وعقول ذكية وإدارات أمينة. مقدرين حسن تمسككم بالأخلاق المحمودة والسلوكيات النبيلة وأداء الأمانة بكل إخلاص والوفاء للمجتمع وللوطن. وثقوا بأننا نحبكم ونبتغي لكم الخير ولم ولن ننساكم من دعائنا أثناء أداء صلواتنا.
مقدما، شكرا لكم طلاب الجامعات في الداخل والخارج وبالخصوص المبتعثين في ترسيخ الثقافة والهوية الإسلامية وتعميق الانتماء الروحي بالدين الناصع في أنفسكم ودحض الأفكار الهدامة وتفنيد الشبهات ونبذ الشذوذ في فضائكم الشخصي والتركيز على قطف أفضل ما لدى الأقوام والمجتمعات الأخرى في ميادين الطب والعلوم والهندسة والفن والبحث المعرفي والتقنيات الحديثة.
عزيزي المبتعث حيثما كنت تذكر الأمور التالية:
1 - ركز على هدفك الأساس من الابتعاث
2 - دارهم ما دمت في دارهم، فلست مسؤولاً عن إصلاحهم
3 - تجنب الاستدراج والخداع والإغواء التي قد ينصبها الآخرون لك أثناء إطلاق أي حديث معك / أو توجيه دعوة لك لحضور نشاط ما فيما يسمى بالجندر أو الحرية الشخصية
4 - ”لست عليهم بمصيطر“ الآية الكريمة تخبرنا بأن هناك أقواماً لا يريدون الهداية، وإنما تمرغوا بالغواية. فاجتنبهم وكنحذر عند التعامل معهم.
5 - لا تدخل نفسك فيما لا يعنيك من شؤون الجدال القائم بين أبناء الأقوام الآخرين فيما يخص موضوع الجندر وشؤون بلادهم الداخلية وصراعات أحزابهم وتياراتهم.
6 - تجنب قدر المستطاع أهل الشر وأماكن الشبهة ودعوات الإغواء، ولو كانت دعواتهم تأتي تحت عنوان تجمع طلابي أو حفل عشاء تعريفي.
7 - قد تصادف بعض أحفاد القردة والخنازير ممن خسف الله بهم الأرض لكذبهم وانحرافاتهم، فتجنب أن تتكلم معهم إلا بقدر الحاجة الملحة في موضوع محدد، ولا يتعارض ذلك مع أي قانون داخل تلكم البلدان. واحذر أن تثق بهم في حال من الأحوال.
8 - أثبت لأهلك وأحباءك وأبناء مجتمعك ووطنك أن استثمارهم فيك لن يضيع هدر وأنك جدير بثقتهم ومحل فخر واعتزاز لهم وإنك ستكون مثالاً أعلى يُحتذى به عبر الزمن للأجيال القادمة.
9 - لا يغرر أحدهم بك فتكون ضحية ساذجة، أو تتهور أو تستغفل أو يأخذك حماس مفرط، أو تقع فريسة استدراج مفحم.
10 - وجود أجهزة ذكية في يدك بسقف غير محدود في فضاء الإنترنت الرقمي لا يعطيك الحق في الولوج لكل المواقع المحظورة في بلدك، ولا يعطيك الحق أن تحرق نفسك ومواردك وسمعك ووقتك وعقلك وبصرك فيما لا يرضي الله. فنحن نعلم بأن بعض الدول أضحت الإباحية الجنسية بكل صنوفها دين غير متوج.
11 - تجنب خوض التجارب الغير محمودة العواقب، ولا تجعل لأهل السوء عليك سلطان. فرب لذة اتبعتها حسرات، ورب رشفة انتهت إلى إدمان، ورب سهرة انتهت إلى هلاك. ورب مشاهدة لقطة فضولية انتهت إلى خراب دار وحرق أموال.
12 - تجنب المصاحبة التي قد تعنون بعنوان المساكنة. ففي بعض الدول الغربية قد تعنون المصاحبة بعنوان المساكنة. وهنا قد يقع بعض الطلاب السُذج فريسة لبعض الخبيثات من المجتمعات الأخرى، وقد تدعي كيدا بأن علاقتها بأحد المبتعثين علاقة مساكنة. وإن ثبت ذلك في الأماكن الرسمية، فإنه بجري للمرأة المدعية ما يجري للزوجة من حقوق ومناصفة أملاك وإلحاق نواتج فراش!!
احتياطيات مهمة لحماية النفس من أي تورط قانوني أو غير قانوني في بلدان الابتعاث لا سيما.
مع تفشي وتنوع أشكال الإجرام واختلاف مصادرهزأضحى مهم جدا للمبتعث تبني الأمور التالية وكل شخص وتقديره:
1 - تركيب كاميرا مراقبة داخل غرفته وتشغيلها عند مغادرته الغرفة إن كان ساكناً مع مجموع بشرية مختلف المشارب في ذات الشقة. وكذلك تركيب وتشغيل كاميرات مراقبة عند مداخل شقته الخارجية في بلاد الابتعاث. وتثبيت داش كاميرا في سيارته إن كان لديه سيارة لحفظ حقوقه المدنية.
2 - الاستعانة بسفارة وطنه حتى في الاستشارات القانونية عند إطلاق بلاغ كيدي أو غير كيدي ضده من قبل أي أحد. فالسفارات لها اتصالات فعالة لمنع تفاقم بعض الأمور وتوفير حماية لأبناء بلادهم والمرافعة بتوكيل محام كفء بالنيابة عنهم.
3 - تجنب الانخراط في أي تعامل مالي غير موثق مع أي شخص غير معروف لدى المبتعث عز المعرفة ومنضبط في سلوكه وتحديد سبب وصفة التحويل المالي.
4 - اعتذر وتجنب عن قبول أي دعوة ظهور إعلامية في تلفاز مع أي جهة أو برنامج تلفزيوني أو صحيفة إعلامية قد تسبب للمبتعث المتاعب، أو تجعل منه أضحوكة، أو تقلل من قيمة دينه ومجتمعه ووطنه. فبعض الإعلاميين في الخارج أهل دهاء ومكر وبعض المبتعثين غض طري وذو تجارب محدودة فالأولى الاعتذار عن أي ظهور إعلامي.
5 - الحذر من اتباع اليمين المتطرف واليسار الليبرالي في دول الغرب والشرق. فحزب اليمين المتطرف يكره كل الأجانب حتى الطلاب المبتعثين واليسار الليبرالي المتطرف يريد من المغتربين أن يندمجوا في ثقافة ذوي الألوان والانسلاخ عن دينهم. ومن هذا وذاك التيار قد تجد شرطياً غربياً يحمل أفكار غريبة، ويخون شرف المهنة، ويلصق التهم بالأجانب كيديا. وعليه عزيزي الطالب المبتعث، اعرف حقوقك ووثق أي شي يحدث لك بالصوت والصورة، وارسل نسخة منه إلى أحد إخوانك. وإن لزم الأمر وتطورت الأحداث اتصل بمحامي ثقة وسقارة بلدك دون أي تسويف.
ختاما، تمنياتي لكم جميعا بالنجاح والتوفيق. فبلدكم في مراحل بناء متعددة وأنتم خير من سيساهم في ذلك.
