كبار السن والعزلة الاجتماعية
كثير من كبار السن يعيشون عزلة اجتماعية صعبة ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها؛ الإحساس بغياب الدور القيادي في مجال أعمالهم، وخصوصاً بعد سن التقاعد حيث ينتابهم نوع من هذا الإحساس، والذي يضعهم في تلك الحالة من العزلة والابتعاد عن الأنظار.
السبب الثاني يعود إلى الحالة الصحية التي تنتابهم، فالأمراض المتكررة أو المزمنة تلعب دوراً هامّاً في حجبهم عن الآخرين وحرمانهم من أشياء كثيرة كانوا معتادين على القيام بها كتواجدهم في المساجد وحضور المناسبات الدينية ومشاركة المجتمع في الأفراح والأتراح.
السبب الثالث لهذه العزلة الاجتماعية هو تغيّر الحالة الاقتصادية. فبعد أن كانوا أصحاب رؤوس أموال وأصحاب وِجَاه ونفوذ اجتماعي خسروا أو تقلّصت تلك الأموال إلى حد ما فأصبحوا عاجزين عن تخطي تلك المرحلة ما جعلهم يلجأون إلى العزلة عن المجتمع لاقين باللّوم والتقصير على أفراد مجتمعهم.
ففي قرارة أنفسهم أنّهم مَنْ خدم وبنى وعمّر البلاد وصنع الأجيال، كما وأنّهم مَنْ علّم الأبناء. إنّهم يرون أنّ مجتمعاتهم تتخلّى عنهم، وتهمشهم وتحرمهم من أي دور عدا انتظار أجلهم المكتوب لهم.
لا شكّ أنّ هذا خطأ الجميع؛ سواء كبار السن أو أفراد المجتمع.
سبب آخر لهذه العزلة هو تسلّط الزوجة أو اللامبالاة من الأبناء، وذلك من خلال رفض الزوجة عيش الوالدين الكبيرين في كنف أبنائهم مهما كانت الظروف. قد يتبجح البعض منهم بأعذار واهية لم ينزّل الله بها من سلطان كالسفر والخروج من البيت للتنزّه والترفيه عن النفس وغير ذلك من الأمور التي لو فكّرت فيها الزوجة أو الابن وكيف تطفي مثل هذه الأمور السعادة على كبار السن لما حصل كل هذا.