تدني مستوى الرضا عن الحياة بالنسبة للزوجين عندما تكون الزوجة هي العائل الوحيد للأسرة - بحث جديد
بقلم وهيلين كواليوسكا، استاذ مساعد في السياسة الاجتماعية، جامعة باث
4 يوليو 2023
المترجم؛ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 208 لسنة 2023
Couples in which the woman is the only earner report lower life satisfaction - new research
Helen Kowalewska، lecturer in Social Policy، University of Bath
July 4,2023
الكثير من النساء، ولو مؤقتًا على الأقل، ستصبح العائل الوحيد لعوائلهن في مرحلة ما من مراحل حياتهن الزوجية [1] . تغيير اتجاهات التوظيف وأدوار الزوجة والزوج في الحياة الأسرية أثَّر في الكثير من العوائل. لكن دراستنا الجديدة المحكمة [2] تُبين أنه بالنسبة للزوجين، يصبح مستوى الرفاهية [3] أدنى حين تكون الزوجة هي العائل الوحيد للأسرة، مقابل ما إذا كان الرجل هو العائل الوحيد أو إذا كان كل منهما موظف له دخل.
بيانات المسح الاجتماعي الأوروبي الذي أجرى على مدار ال 14 عامًا الماضية، أفاد كل من الرجال والنساء [الأزواج والزوجات] عن تدني في مستوى الرضا عن الحياة [4] عندما كانت الزوجة هي العائل الوحيد للأسرة، وكان الرجال هم الأكثر معاناة. هذا الشعور بقي صحيحًا حتى بعد التحكم في الدخل ووجهات النظر تجاه دور الرجل والمرأة في الحياة والخصائص الأخرى.
قمنا بتحليل استجابات المشاركين على الاستطلاع الذي استطلع آراء أكثر من 42 ألف شخص في سن العمل من تسع دول. البيانات كانت تقيس مستويات الرفاهية وذلك بسؤال المشاركين في الاستطلاع بتسجيل مدى رضاهم عن الحياة بنحو مجمل في الوقت الحاضر، من درجة صفر «غير راضٍ تمامًا» إلى درجة عشرة «راضٍ تمامًا». أعطى معظم الناس درجات عن مستوى رضاهم عن الحياة تتراوح بين خمسة وثمانية [5] .
تمنحنا ”درجات الرضا عن الحياة“ هذه شعورًا عن مدى الاختلاف بين مستويات رفاهية المجموعات المختلفة. قبل الأخذ في الاعتبار بأي من الضوابط مثل نسبة الدخل بين الزوج والزوجة وكذلك وجهة نظر كل منهما إلى دور الآخر، بلغت درجة رضا الرجال عن الحياة الزوجية 5,86 عندما كانت الزوجة هي العائل الوحيد، مقابل 7,16 عندما كان الرجل هو العائل الوحيد. أما بالنسبة للنساء، فقد بلغت درجة الرضا 6,33 حين كانت الزوجة هي العائل الوحيد وبلغت 7,10 عندما كان الزوج هو العائل الوحيد.
يبدو أن الأزواج [الزوج والزوجة] في ألمانيا يعانون أكثر من غيرهم حين تكون الزوجة هي العائل الوحيد، تأتي بعدها المملكة المتحدة وأيرلندا وإسبانيا. ولكن، تبدو المشكلة شاملة إلى حد ما في جميع أنحاء أوروبا، حتى في البلدان التي تتمتع بالمساواة بين الجنسين مثل فنلندا.
في الأسر التي فيها الزوجة هي العائل الوحيد، يبدو أن الرجال يعانون أكثر من النساء من الناحية النفسية. وجدنا أن إعالة الزوجات لعوائلهن يمثل عبئًا نفسيًا ثقيلًا على أزواجهن لدرجة أنهم يفضلون ألا تعمل زوجاتهن على الإطلاق. بعد الأخذ في الاعتبار الخصائص الأساسية والدخل ووجهة نظر كل من الزوجات وازواجهن تجاه دور الآخر، يفيد الرجال العاطلون عن العمل بارتفاع كبير في مستوى الرضا عن الحياة عندما يكون كلا الزوجين عاطلين عن العمل.
مشاهدة الزوج زوجته وهي تذهب إلى عملها «أو تعمل من المنزل» كل يوم قد يؤدي بالزوج العاطل عن العمل إلى الشعور بعدم الرضا عن نفسه. ولكن عندما تكون زوجته عاطلة عن العمل، قد يشعر الزوج العاطل عن العمل أن افتقاره للوظيفه يبدو أقل ”شذوذًا“.
الأزواج الرجال في عوائل تعولها زوجات أفادوا عن أدنى مستوىً للرفاهية عندما كانوا عاطلين عن العمل لا بكونهم ”غير نشطين «خاملين»“ «غير منشغلين بالبحث عن عمل و/ أو يقومونن بأعمال منزلية أو لديهم مسؤوليات رعاية أخرى لأطفالهم / بوللديهم». ترتبط البطالة بأكبر التكاليف من الناحية النفسية [6] ، مثل شك الشخصطفي جدارته وقيمه الذاتية [أي يشك الشخص في جدارته ومدى قيمته] والارتياب والوحدة [7] والوصم [8] . في هذه الدراسة، لم نقم بإدراج غير النشطين [العاطلين عن العمل أو غير المنشغلين بالبحث عن عمل] لأسباب تتعلق بمشكلات صحية أو بإعاقات.
في الواقع، يفضل الزوج العاطل عن العمل العمل بدل زوجته التي تعول الأسرة. مستوى رفاهية الزوج يصبح أعلى بشكل ملحوظ حين تكون المرأة عاطلة عن العمل وليس الزوج، على الرغم من أن الزوجات يبلغن عن مستوى متدنٍ من الرفاهية عندما يكون أي من الزوجين عاطلاً عن العمل.
قد تساهم بعض العوامل في تدني مستوى رفاهية الزوجين حين تكون الزوجة هي العائل الوحيد. على سبيل المثال، لدى هؤلاء الأزواج متوسط دخل أسري أقل من الأسر ذات العائلين وأقل من دخل الأسر التي يكون الزوج هو العائل، ومن المرجح أن يجدوا صعوبة أو ”صعوبة بالغة“ في تدبير أمورهم بدخلهم المنخفض الحالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن المزيد من الأزواج في الأسر التي تعيلها زوجات يذكرون مستوي صحة ”ضعيف“ أو ”سيئ“ أو ”بالغ السوء“ وعن مستويات تعليم متدنٍ.
عندما قمنا بالتحكم في «بتحييد تأثير» هذه الخصائص الأساسية وغيرها «مثل السن وعدد الأطفال» بالإضافة إلى وجهات النظر تجاه دور الزوج والزوجة في الأسرة وحصة كل منهما في المساهمة في دخل الأسرة، فإن مستوى رفاهية المرأة تصبح أدنى بقليل فقط «-0,048 نقطة رضا عن الحياة» عندما تكون المرأة هي العائل الوحيد لا الرجل.
ومع ذلك، حتى بعد أخذ هذه العوامل في الاعتبار، لا يزال مستوي رفاهية الرجال أدنى بمقدار نصف نقطة رضا عن الحياة «-0,585» عندما تكون المرأة هي العائل الوحيد. في ألمانيا، هذا الاختلاف يفوق الرضا عن الحياة بنقطة كاملة «-1,112».
لذلك، على الرغم من أن دراستنا تفيد بأن خصائص الأسرة الزوجية التي تعيلها الزوجة لوحدها تفسر في الغالب تدني مستوى رفاهية الزوجة، إلا أنها لا تأخذ في الحسبان التعارض مع رفاهية الزوج.
الذكورة «الرجولة» والبطالة والرفاهية
في العديد من الدول، يظل دور العائل دورًا محوريًا لشعور الرجل بالذات [9] . الإعالة المالية للأسرة هي أمور مهمة خاصة بالرجولة [10] ومما يرقى إلى كون الزوج أبًا ”صالحًا“ [11] . عندما يتم عكس هذه الأدوار، يمكن للأزواج أن يواجهوا ”آليات / قوانين“ الضبط الاجتماعي [12,13] مثل اغتيابه والسخرية منه وسوء نظرة العائلة والأصدقاء والأشخاص الآخرين الذين يعرفونه له، بالإضافة إلى صعوبات في الصحة العقلية [14] .
قد يكون الرجال العاطلون عن العمل معرضين بشكل خاص للعزلة والوحدة [المترجم: ربما ذلك لممارسة الضبط الاجتماعي [12,13]، لأنهم أقل احتمالًا من النساء للاستفادة من الشبكات الاجتماعية أو شبكات اجتماعية قائمة على الرعاية [15] ، مثل تشكيل صداقات مع زملاء المدرسة.
ومع ذلك، أصبحت البطالة جزءًا طبيعيًا من الحياة العملية، بما فيهم المهنيون من الطبقة الوسطى الذين كانوا تقليديًا محميين أكثر من احتمال البطالة. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن معايير وجهة نظر كل من الزوجين إلى الذكورة والأنوثة فيما يتعلق بالإعالة تؤثر في كيف بتعامل الزوجان مع حالة البطالة، حيث يعطي الزوج قيمة أكبر لحالة كونه موظفًا مقارنة بالزوجة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تدفع ضائقة الزوج بموجب كون الزوجة هي القائمة على اعالة الأسرة إلى امتناع الزوجة عن تولي وظائف أفضل أو البحث عن أدوار ذات رواتب أعلى، مما يزيد من تعزيز عدم المساواة بين الذكور والإناث في معدلات التوظيف والتقدم الوظيفي والدخل.
من الواضح أنه لا يزال هناك طريق طويل لفك الارتباط بين الإعالة والذكورة «الرجولة». تحدي هذا التصور المثالي لكون الذكور هم الذين يتحملون الإعالة يعتبر أمرًا بالغ الأهمية حتى لا يشعر الرجال بالفشل عندما يعجزون عن تحقيق ما هو متوقع منهم.