المساهمة في إنجاح الشركات الصغيرة المحلية
بعد تسجيل الاندفاع الكبير للانخراط في الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة من قبل بعض شباب وفتيات أبناء المجتمع في معظم مدن بلادنا الحبيب، كنت متردداً بعض الشيء في كتابة هذا المقال. إلا أن الواجب الأخلاقي والاجتماعي والوطني فرض نفسه علي، وكتبت هذه الأسطر علها تلقى من يستفيد منها.
هذا المقال في سلسلة ”المساهمة في إنجاح مشاريع الشركات الصغيرة“، آملا أن يستفيد الإخوة الشباب والفتيات من المواطنين ذوي المشاريع التجارية من هذا المقال في حفظ وتنمية رؤوس أموالهم وفتح فرص أكبر في أسواق العمل لأبناء وطنهم.
أسباب النجاح لأي مشروع تجاري عديدة، وقد يصعب حصرها في عجالة أو مقال، إلا أنني سأركز على إدراج الأمور التالية واستبعد أخرى:
المنتج الجيد: فالبعض اهتم بالسعر وضحى بالجودة. يجب أن تكون جودة المنتج في رأس الأولويات.
احتياج السوق: عدم وجود احتياج يعني طلب شبه منعدم.
انعدام المنافسة أو شبه الانعدام لوجودها: الإغراق حتما يكدس البضائع ويقلل الطلب. فتكرار نفس نوع النشاط التجاري في شارع واحد يعني حصة جدا قليلة من السوق.
وجود سيولة كافية ”تمويل“ لمواجهة تقلبات الظروف والأحداث الطارئة.
وجود نموذج عمل ناجح
التركيز على إنجاح العمل واستحواذ رضا الزبائن وجودة المواد الأساسية الداخلة في التصنيع.
أسباب متنوعة متراكمة ”الشراكة الناجحة / جدوى اقتصادية صحيحة / نظام مدفوعات سريع / توصيل فعال للمنتج“.
الاستحواذ والتوسع والانتشار في حالة النجاح للنسخة الأولى
إدارة كل عناصر الموارد بكفاءة عالية
ضبط الميزانية التشغيلية
وجود خطط تسويق ذكية وعلمية لترويج المنتج
وجود أسعار منافسة ومناسبة، وفي متناول الأغلب من الجمهور المستهدف
شخصيا، أفتخر باقتحام شباب وفتيات الوطن عالم التجارة وتكوين الشركات وولوج عالم صناعة الأغذية والملبوسات وحقول الضيافة والأطعمة والترفيه والتطوير والاستشارات الهندسية وتحليل البيانات والتجارة الإلكترونية والبرمجيات والتسويق والتصميم والسفر السياحي والنقل وإدارة المُنتجعات. ولكن لابد من عقلنة الاندفاع والاستفادة من دروس إخفاقات الآخرين وتوظيف عناصر القوة ومعالجة عناصر الضعف لدى رائد الأعمال المستجد قبل الولوج.
بحمد الله تزداد يوما بعد يوم آليات التعليم المستمر منشآت / دورات مجانية من بعد من عدة جهات رسمية / دورات من جامعات وأدوات انتشار المعرفة عبر النت يوتيوب / إنستجرام / تيك توك / فيس بوك / جوجل / غرف التجارة / مواقع الوزارات المعنية وأبواب فنون التسويق سناب شات،... إلخ. إرادة وبصيرة نافذة وتركيز على الهدف وتسخير الوقت والطاقة لذلك وإصرار عقلاني ستجعل من الشاب / الفتاة المتحمس /ة شخص أكثر إبداعاً وإنتاجاً وازدهارا وتفوقاً واستحصال للكرامة المالية ويد عُليا.
كتبت قبل عدة سنوات مقال عن الأحزمة الغذائية المتقاربة من بعضها البعض في بعض المدن ومداخلها لكثرة المطاعم والمقاهي المتجاورة. والتي قد سببت أو قد تسبب تكدس المعروض وحدة المنافسة وما قد يؤدي به ذاك من قلة المبيعات عند البعض وحتمية خروجهم من السوق للأبد.
الآن كتبت هذه الأسطر لتحفيز الإخوة المقبلين على فتح مشروع تجاري فردي أو شراكة بعقلنة الأمور والتوكل على الله العلي القدير بعد الإلمام والجهوزية التامة وحسن اختيار الموقع واستبيان الحاجة للمشروع في تلكم المنطقة وتوافق الأسعار مع متوسط مداخيل الشريحة المستهدفة من الزبائن.
كنا وما زلنا وعلى طول الوقت نحض المواطنين بتشجيع التعامل مع أبناء الوطن وتحفيزهم وتشجيعهم في التعامل التجاري معهم. إلا أنني وبعد عقد عدة جولات مسح ميدانية للأسعار وأسلوب التعامل وجدت أنه من الضروري التنبيه على عدة أمور، وسأكتفي بضرب أمثلة. فمثلا لا يُعقل أن يبيع أحدهم معجنات بيتزا في حي عادي بمدينة عادية بسعر يناهز سعر ذات المقاس والصنف من معجنات البيتزا في قلب شارع سياحي عالمي مثل شارع الشانزليزيه بباريس الفرنسية أو شارع روبنجي بوسط مدينة طوكيو اليابانية!!! ولا يُعقل أن أحدهم يعرض منتجعاً صغيراً/ مزرعة صغيرة تشمل بركة سباحة ومجلس في أطراف مدينة بداخل أرض الوطن بإيجار يومي لمدة لا تتجاوز 12 ساعة بسعر يتجاوز تكاليف حزمة سياحية لفرد لمدة ثمانية أيام في فندق خمسة نجوم شامل الفطور والمسبح والجاكوزي والسونا والجيم ومركز ترفيه وإطلالة رائعة وطقس جميل في مدينة عالمية مكتظة بالأنشطة والبرامج الترفيهية لكل أفراد الأسرة. والأدهى والأمر إنه إذا كلمت أحدهم بقصد الاستفسار والاستيضاح قبل أن تجزم بالحجز ممن افتقد أصول التعامل في كسب الزبائن على المدى البعيد يقول لك ومن طرف خشمه وبكل صلافة: المكان كما شفت في الصور وما في أي خصومات، وهناك غيرك يستأجر وهو ساكت. إن أعجبك السعر حجزت لك أو خلك محلك!!
إخواني: أخواتي رواد الأعمال الجدد
ارحموا من في الأرض يرحمكم الله. إجادة أدبيات التجارة وأدبيات التعامل مع الزبائن وقوانين السوق. لا تعتمد على الملاءة المالية التي لديك ولا عدد أجهزة الحاسوب والكاميرات والديكور الأبهة داخل المحل. فإن كنت حريصاً على مشروعك، فقده بيدك وتحت إشرافك، حتى يصلب عوده وتنتظم أموره. إما أن يوكل كامل المحل بأيدي أحد العمال من الجنسيات المختلفة، ويكتشف متأخرا بأن الأمور تدار بطريقة مغايرة لتصوراته، فصح النوم يا مدير.