حليب الصدر يعزز تطور أدمغة الأطفال الخدج
جامعة ادنبره
28 فبراير 2023
المترجم؛ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 205 لسنة 2023
Breast milk boosts premature babies" brain development
28 February، 2023
توصلت دراسة إلى أنه كلما زاد إرضاع الأطفال الخدج بحليب الصدر أثناء وجودهم في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، زاد مستوى تطور الدماغ حتى يصبح مشابهًا لتطور أدمغة الأطفال المولودين بعد انتهاء فترة الحمل الكاملة.
القشرة المخية [1] - وهي منطقة الدماغ الخاصة بالتعلم / الاكتساب والتفكير - عادة ما تكون متخلفة تطوريًا في الأطفال الخدج مقارنة بتطورها لدى الأطفال المولدين بعد فترة حمل كاملة، ولكن عند الرضع الخدج الذين رضعوا مستويات عالية من حليب الصدر، يصبح تطور القشرة المخية سريعًا أشبه بتطوره لدى الأطفال المولودين بعد نهاية فترة حمل كاملة. عرًّف الباحثون المستويات المرتفعة من حليب الصدر على أنه إرضاع الرضيع حصريًا بحليب الصدر لما يزيد عن 75٪ من أيام بقاء الخديج في وحدة العناية بالخدج في المستشفى، وعرفوا المستويات المنخفضة منه على أنه إرضاع الخديج حصريًا من حليب الصدر لمدة أقل من 75٪ من أيام بقائه في المستشفي.
القشرة المخية [1]
يقول الخبراء إن إرضاع الأطفال الخدج بحليب الصدر يمكن أن يساعد في الحد من المشكلات التطورية / النمائية [1] ومشكلات التعلم المرتبطة بالولادة المبسترة.
[المترجم: الولادة المبسترة هي التي تحدث قبل اكمال الاسبوع ال37 من بداية الحمل والطفل يسمي حينئذ خديجًا أو مبسترًا «3»؛ مشكلات التعلم المرتبطة بالولادة قبل الأوان تتمثل في ازدياد احتمال تعرض الطفل لمشكلات في القراءة والرياضيات ومشكلات في المهارات الحركية واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ومشكلات أخرى أخرى [4] ]..
في كل سنة، يولد في جميع أنحاء العالم 15 مليون طفل قبل الأوان «الولادة المبسترة» - أي قبل الأسبوع ال 37 من بداية الحمل - ولا تزال الولادة المبسترة أكبر سبب للوفاة والإعاقة بين الأطفال حديثي الولادة.
الأطفال الذين يولدون مبكرًا هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات تؤثر في حياتهم بأكملها، مثل صعوبات التعلم ومشاكل البصر والسمع والقضايا السلوكية والشلل الدماغي F5D. [المترجم: المشكلات السلوكية منها السلوكيات الخارجية مثل التحدي والاندفاعية وفرط النشاط والعدوانية. أما السلوكيات الداخلية فمنها العزلة والقلق [6] ].
قام باحثون من الجامعة بتصوير أدمغة 212 طفلًا كانوا جزءًا من دراسة ال Theirworld Edinburgh Birth Cohort، جامعة أدنبرة، وهي دراسة ترصد تطور ونماء الأطفال الخدج بعد الولادة وحتى بلوغهم مرحلة الرشد [مرحلة الرشد تبدأ عند بلوغ العشرين سنة، بحسب التعريف].
ضمت المجموعة 135 طفلًا ولدوا قبل الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل و77 طفلًا ولدوا بعد تمام فترة الحمل الكاملة. جمع الباحثون معلومات عن كيفية تغذية الأطفال الخدج أثناء وجودهم في غرف العناية المركزة لحديثي الولادة، وتم تصوير أدمغة جميع الأطفال بعد حوالي 40 أسبوعًا من انعقاد حمل امهاتهم بهم.
تصوير الدماغ كشف أن القشرة الدماغية للأطفال، الذين حصلوا على كميات عالية من حليب الصدر - إما من أمهاتهم أو من حليب مستحلب من متبرعات «مرضعات»، كانت أكثر نضجًا مقارنةً بالقشرة الدماغية لأولئك الذين حصلوا على كميات أقل من حليب الصدر [انظر أعلاه للتعرف على الفرق بين الكميتين] وكانت صور أدمغة الخدج الذين حصلوا علي كميات عالية من حليب الصدر مشابهة لصور أدمغة الأطفال المولودين بعد تمام فترة حمل كاملة.
يقول الخبراء إن حليب الأم يحتوي على العديد من العناصر - مثل الدهون والبروتينات والمعادن بنسب متوازنة ومواتية، ومجموعة من العوامل النافعة الأخرى التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي للأطفال - وتدعم تطور الدماغ.
إلَّا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الدور الدقيق لهذه العوامل في مساعدة أدمغة الأطفال الخدج لمواكبة التطور الملحوظ في أدمغة الأطفال الذين ولدوا بعد انتهاء فترة حمل كاملة.
تفيد النتائج التي توصلنا إليها بأن تطور الدماغ في الأسابيع التي تلي الولادة المبسترة قد يتحسن عند الأطفال الذين يرضعون كميات كبيرة من حليب الصدر. يجب دعم أمهات الأطفال الخدج لسحب «استحلاب» حليب الصدر، إذا كن قادرات على ذلك، أثناء وجود أطفالهن الخدج في وحدة العنناية بحديثي الولادة لأن هذا قد يوفر أفضل فرصة لتطور دماغ الطقل الخديج تطورًا صحيًا / سليمًا في مرحلة مبكرة.
نُشرت النتائج في دورية حوليات طب الأعصاب [7] Annals of Neurology:
ارضاع الطفل الخديج بمستويات عالية من حليب الصدر مقابل ارضاعه بمستويات منخفضة في الأسابيع التالية للولادة المبسترة مقترن بتطور القشرة المخية تطورًا يشبه إلى حد كبير تطورها في الرضع المولودين بعد فترة حمل كاملة. ويبدو أن هذا التأثير له علاقة بجرعات حليب الصدر التي يتعرض لها الخديج. التطور الصحي للقشرة الدماغية يُعد ضروريًا لتطور شبكات دماغ عصبية والتي تعد أساسًا لانبثاق القدرات المعرفية [8] . قد يوفر حليب الصدر تدخلاً علاجياً لتحسين تطور القشرة المخية المبكر بعد الولادة المبسترة، وبالتالي الحد من احتمالات الاصابة بالأمراض النفسية وضعف القدرات المعرفية العصبية [التي تؤثر بشكل أساس في القدرات المعرفية بما فيها التعلم والذاكرة والإدراك وحل المشاكل [9] في مرحلة الشيخوخة].
