الحب بين الـ ”أنا“ والـ ”نحن“
كيف سيكون حال محبتنا وكراهيتنا لو كل واحد منا ركز على مصالحه الشخصية دون مراعاة مصالح الذين يعيشون معه في المنزل أو المدرسة أو العمل؟ إلى أين سوف تفضي أوضاعنا، في الحب والكراهية، لو عمل أهل كل هوية للحصول على حقوقهم دون النظر لحقوق أهل الهويات المختلفة الذين يعيشون معهم تحت سماء واحدة، وعلى أرض مشتركة في القرية أو المدينة أو الوطن؟. بلحاظ إننا - جميعاً - لا يمكننا أن نغير جلدنا التاريخي، ولكن بإمكاننا أن نجعله بوعينا الحضاري وعاءً اجتماعياً - وطنياً - يستوعب الجميع وسيغذي أواصر الوحدة والتكاتف. [1]
قلما نجد بلداً في العالم لا يتشكل سكانه من أصول مختلفة. نجد ذلك في كل البلدان الغربية تقريباً. يعيش في كل مدينة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا أناس من عشرات العرقيات والأصول والهويات المختلفة. ومن منظار مستقبل الحب والكراهية بين الناس، لا بد من مراجعة وجهة النظر التي تعتقد أن الخيارات المتاحة لتواجد المسلمين في المجتمعات الغربية تنحصر بين بديلي الذوبان في الهوية المحلية أو الانعزال بعيداً عن المجتمع.
فالاندماج الاجتماعي كخيار ثالث لا بد من أن يكون حلاً وسطاً مقبولاً لطرفي العلاقة «الأقلية المسلمة والأغلبية الغربية»، إذ ينظر للاندماج على أنه جسر رابط يقع بين الانصهار الكامل والعزلة التامة. وهو تعبير عن التفاعل والمساهمة الإيجابية للأقلية في المجتمع الجديد، بحيث يشارك المهاجرون في الثقافة الجديدة مع الحفاظ على هويتهم الثقافية، وبذلك تعبر هويتهم الثقافية عن قيمة مضافة للثقافة السائدة، وليس خضوعاً لها. إن الاندماج، وعكس استراتيجية الاستيعاب لا يعني الذوبان والانصهار والتخلي عن الهوية الثقافية الخاصة، بل يعني الاحتفاظ بقوام النسق الثقافي مع درجة من التكامل والتوافق مع النسق المغاير بما يفضي إلى المتانة والوحدة في المجتمع والوطن. [2]
في المقطع المرفق رؤية حول الموضوع بعنوان ”نماذج الاندماج: الانصهار والتعدد الثقافي“: