آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:18 م

متى نرتقي بالمنبر الحسيني وتنقيتهِ من الشوائب!

عبد الله الجفال

مازال للمنبر الحسيني والثورة الحسينية صدى عند جميع شعوب العالم قاطبة، تستلهم منها الدروس والعبر، للمسلم والمسيحي والغير المسلم، فهي ثورة عالمية إنسانية ضد الظلم والاضهاد والرق، وليس مهما أن تكترث شعوب العالم بتفاصيلها وجزئيتها طالما بقيت تتماشى مع العقل والفطرة السليمة التي من شأنها أن تحثها على البحث عن مصالحها وحريتها ونبذ الظلم ومقارعة الظالمين وإرساء العدل وإفشائه بين العالمين متسلحة بسلاح الإرادة والصبر والتضحيات والدماء التي ستصبح حبراً يسطر على مدى التاريخ مشرقا وبماء الذهب مكتوبا كثورة الإمام الحسين .

هذا ما يجعلنا نتطلع لأن يرتقي خطباء المنابر بطرحها فما قبل 5 عقود يختلف عن ما بعده فهنالك اليوم أجيال منفتحة ومثقفة تعي ما يقوله الخطباء فلا بد أن يواكب الطرح هذه العقول ويتماشى وواقعهم المعاش.

وفي رأي القاصر تقع المسؤولية في هذا الجانب على الخطيب بالدرجة الأولى وأصحاب المآتم في الدرجة الثانية، فالخطيب لا بد أن يبتعد عن الخرافات والموروثات الموضوعة من أجل استعطاف المستمعين وجر الدمعة والصراخ والعويل بحيث تضج المجالس أو الحسينيات بالصراخ. ولربما يُنال استحسان الخطباء وأصحاب المآتم هذا العويل والصراخ المتأتي من قصص خيالية محزنة، فمثلاً بعد مقتل حبيب يؤتى برأس حبيب للكوفة، ويشاهده ابنه وهو بعمر السابعة كما يُقال وحبيب احدودب ظهره لكبر سنه بحدود 90 سنة فهل يعقل لديه ابن بهذا العمر؟ إلا إذا كان قد تزوج بامرأة أخرى تصغره كثيرا في العمر؟ فلماذا ضياع الوقت والتطويل بأمور لم تحصل فيما الأجدر بالخطيب اختصار المجلس بمواعظ وأحاديث موثقة شريفة ولاسيما بهذه الأيام الحسينية بما يفيد المستمعين، وما أحوج الشباب وأحوجنا لحل قضايا الطلاق المتفشية بهذا الزمن وعقوق الوالدين والتنصل عن المسؤوليات والتفسخ الخلقي والهجمات الشرسة من أعداء الدين وتبني بعض الأفكار المنحرفة التي تنخر بعقول الشباب بهذا الزمن، بدل التعويل على الصراخ والعويل، وتلك المسائل التي يعرفها جميع الخطباء كزفة القاسم ورجوع علي الأكبر فهي غير مثبتة وإنما جرت العادة على استحضارها لذرف الدموع.

وأنا أوصي أصحاب المآتم بأن لا يثقلوا على الخطباء بطلباتهم كاشتراط مدة معينة للقراءة، وطلب ذكر كذا وكذا أو التلويح بعدم دعوته للسنة القادمة، فيلجأ للحشو وتلفيق الوقائع غير المثبتة من أجل التطويل، وجعل المجلس ينهي بحدود 45 دقيقة، فلا بد في ختام القول من تنقية ثورة الإمام الحُسين من الخُزعبلات والخرفات وتجنب الكذب على اللهِ ورسوله.

السلامُ على الحُسين وعلى علي ابن الحُسين وعلى أولادِ الحُسين وعلى أصحابِ الحُسين.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
احلام
[ المملكة العربيه السعوديه /سيهات ]: 31 / 3 / 2024م - 10:10 م
احسنت الفكر والنشر