ماذا يعني لك الإسلام؟!
لو تم سؤال شخص مسلم السؤال التالي: ماذا يعني لك الإسلام؟
الجواب قد يكون ضمن الأجوبة التالية أو خارج تلك الأجوبة المدرجة أدناه:
جواب 1: أسلوب حياة يشمل النظافة والعبادة والعلاقات والآداب والسلوك والأفكار والأخلاق والعقائد.
جواب 2: الالتزام بمجموعة أوامر ونواهٍ وعبادات وممارسة شعائر وأداء مناسك.
جواب 3: ألفاظ بالشهادتين «لا إله إلا الله... محمد رسول الله…. «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا».
جواب 4: التوحيد «إن الله لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر ما دون ذلك».
جواب 5: حسن النية «إنما الأعمال بالنيات»
جواب 6: دعوة الناس لله ونشر الفضيلة والمحبة والطهارة في السلوك.
جواب 7: حسن المعاملة «الدين المعاملة»
جواب 8: أداء تكاليف عبادية مع حسن التلفظ بالنية وتلاوة القرآن وإجادة الصلاة والتمسك بالنصوص وأداء العبادات.
جواب 9: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
وقد يكون هناك أجوبة أخرى تشمل حفظ الحقوق وأداء الأمانة. لا أعلم أي جواب يمثلك. وعلى ضوء أي جواب تتبناه من قائمة الأجوبة بالأعلى أو أي جواب آخر لم يتم إيراده، وإمكانية أن تقيس ذلك في نفسك ومحيطك لتحقق من وجوده على الأرض في مجتمعك ومنطقتك.
في أرض الواقع نجد أن هناك مسلمين في مناطق جغرافية مختلفة من عدة توجهات وخطوط وتيارات فكرية تشكل التطرف والراديكالية أو الماركسية أو الشيوعية أو الرأسمالية أو النيوليبرالية أو القومية …. إلخ في توجهاتها وأفعالها وممارساتها. ونرى بعضاً من المسلمين يتراقصون في المراقص والنوادي الليلية، ويسكرون ويتلفظون بألفاظ نابية، ويأتون بأفعال مشينة يندى لها الجبين، ويعتدون على الحُرمات. فهل نسقط كل أولئك من قائمة المسلمين أم نحتويهم أم نواجههم أم نتعارك معهم أم نناصحهم أم نغض الطرف عنهم أم ننعتهم بما يليق بهم أم نشجب أفعالهم أم نعزلهم ونعتزلهم؟!
إهدار الطاقات في الحروب الكلامية الجانبية يُسمى استنزاف. والمدقق في مجريات الأحداث يرى بأن الصلحاء والشرفاء والأمناء المخلصين يتم استنزاف طاقاتهم في جملة من هوامش الأمور والمجادلات العقيمة والحوارات غير المجدية. فيأتي موسم عبادي روحي، ويذهب ويأتي موسم عبادي روحي آخر، ويذهب وتطوى السنين، ويتم إشغال الأوفياء في دولاب النزاعات وكشف الشبهات ورد الافتراءات دون ارتداع من أولئك المعتدين على حقوق الآخرين. فتخسر البشرية جملة من فوائد اكتشاف كنوز الإسلام وجواهر أخلاقه وحصاد فضيلة التقوى. الحج والعمرة وصيام شهر رمضان وحسن بناء الأسرة والنواصي بالحق وتعميق مفهوم التقوى وحسن التعاون والتكافل الاجتماعي خطوط عريضة رسمها الإسلام لإضاءة طريق الخير للإنسانية. من المؤسف أن بعض المسلمين عمدا أو جهلا، أو علوا في الأرض أو غرورا يسعى لإطفاء نور الله في الأرض، ويخلق انطباعات مشينة عن الإسلام بسلوكه المنحرف أو المغالاة في أعماله وأقواله أو الفجور في عداواته.
قبل عدة أيام كسائر كل المسلمين صمنا بحمد الله شهر رمضان المبارك، وتأدب الجميع بأخلاق عالية، وعاش البعض بين تهذيب النفس وتربيتها على الاستقامة وحسن العطف على الفقراء وإطعام الطعام للصيام والفقراء قربة لوجه الله تعالى وصلة الرحم وتلاوة القرآن وترقب ليلة القدر. ثم ولج شهر ذي الحجة، فحج من وفق لأداء فريضة الحج طائفا حول بيت الله بمكة المكرمة وساعيا بين الصفا والمروة وملبيا لنداء الله بالتلبيات وممتنعا عن أي شيء ينكث بآداب الإحرام. وسبحان الله يهل شهر محرم الحرام، فنرى دورة تراشق وتكفير موسمية سنوية. ويستخدم البعض من المسلمين لغة الإسفاف وقذف الأعراض والشتم على إخوة له بالدين لأفعال قام بها بعض الجهلاء المغالين. أين تبخرت مكاسب صوم شهر رمضان، وحج بيت الله في شهر ذي الحجة!! أين اختفى حديث ”المسلم من سلم الناس من لسانه ويده“؟ وأين تبخر الإلحاح في الدعاء بأن يجعلنا الله من المظلومين، وليس من الظالمين. الجميع شعر ويشعر بخطر ما يدور حوله من مخاطر تمزيق الأسرة وانتشار دعوات الإلحاد وبروز تسويق الشذوذ وتكاثر المخدرات وكثرة عدد الأشرار وارتحال الأخيار، فهل آن الوقت أن يتناسى الجميع تفاصيل الملفات الفرعية للاختلافات في كيفية الوضوء، ويركز على تحصين بناء المجتمع من الأخطار الوافدة عبر المحيطات.