أَلَمْ يَأْن
هل يجوز صوم شهر رمضان في غير شهر رمضان؟!
هل يجوز أداء فريضة الحج في شهر ربيع أو جمادى الثاني؟!
هل يجوز صلاة الفروض الخمسة دفعة واحدة؟!
هل يجوز نقل صلاة الجمعة إلى يوم الأحد؟!
البديهي أن الإجابة المنطقية لكل تلك الأسئلة وما شابهها هو: لا. لا يجوز ذلك. لأن ذلك خلاف تعاليم الدين وخلاف النصوص القرآنية وروح النصوص وخلاف إرادة الحكمة الإلهية التي على أساسها تم إناطة العبادات بزمان معين أو مكان محدد وطبقا لحدود وتعليمات معينة.
كان في زمن عصر الخداع Age of Deceit ”Fraud“ فقط وفقط أصحاب الفكر الأصيل الوقاد والتفكير الصائب المنيرو الإيمان العميق هم من استطاع استقراء حقيقية ادعاءات البعض من الشياطين واتباع الشياطين. وهم من ميز الإنسان الكاذب من الصادق في الأقوال والأفعال. وهم من نبهوا أبناء البشرية عامة بخطر أولئك المحتالين المخادعين الأشرار، وإن انتحلوا لباس أهل الإصلاح. لكون تشخيص الوضع يومذاك يحتاج إلى ذهنية متوقدة وذكاء حاد وبصيرة إيمانية نافذة لدرء مخاطر الانزلاق وتجنب الوقوع في إغراءات شيطانية وتفادي اتباع الهوى وتحصين النفس من الفجور.
وقد غُرر ببعض الشباب / الفتيات وبعض أهل العقل السطحي عبر عناوين براقة ”الإنسانية / العلمانية / الحرية / العلم / العبادة الشكلية /... الخ“ مشبوهة في العالم الافتراضي والعالم الواقعي بإثارة أسئلة تشكيكية في العقائد والسلوك والشرائع والأخلاق والمقاصد. وتطورت أساليب المخادعين لتشمل التنكر بمظاهر عديدة وأساليب مختلفة، ومنها لباس أهل القانون وتأويل بعض آيات الكتب السماوية المقدسة وتوظيف بعض مفاهيم إنسانية للدعاية ونصب الفخاخ. ولسان حالهم هو ”كلمة حق أريد بها باطل“. وبعض أولئك الشباب / الفتيات تعلق قلبه بأولئك المخادعين وبتلك المواقع الإلكترونية والجماعات المتسافلة والشعارات البراقة، وانطلت عليهم حيل بعض تلكم الشعارات المخادعة. وازداد البعض الكيل منها حتى جاهر بالفسق، وجاهر بالحمق وتطاول بالغرور عبر تسجيلات مقاطع فيديو لنفسه، ونشرها أو طعن مجتمعه وناصب العداء لأبناء دين الإسلام، واستخف بالأحكام وتطاول على القرآن، واستهزأ بالصلاة وجاهر بالفسوق، وعاقر أفعال أبناء قوم لوط. وبدل البحث والاستفسار والاستيضاح الحكمة والتمحيص من أهل العلم والبصيرة وذوي السلوك المرموق عن حقيقة أهداف أولئك المزيفين للحقائق واستكشاف خواتيم الطريق الذي سيسلكه والتمسك بالحق والحقيقة، مع الأسف انقلب البعض على أعقابهم حبا بالبروز أو غرورا بالدنيا أو تعلقا بحفنة أموال.
في عالم اليوم، رأينا وشاهدنا وسمعنا وقرأنا حقائق ادعاءات بعض أصحاب أهل الشعارات المدغدغة لأحلام الشباب والفتيات. فتحت عنوان ”الحرية الفردية“ وصل البعض في بعض الدول إلى حد تبرير الاعتداء جنسيا على الأطفال القُصر وتبرير سلوك الشواذ وتبرير هتك حرمات النفس المحترمة بأعذار وتشخيصات أمراض نفسية واهية. وأضحى المال وحراسته في تلكم الدول أهم لدى أولئك القوم من حرمة الأعراض وصيانة الكرامات. وتحت عنوان المساواة بين النساء والرجل Equality تم إطلاق حزمات تشريعية في بعض الدول الأجنبية تبرر انتحال رجل بشوارب صفة امرأة ودخوله دورات مياه النساء والعكس كذلك!! حتى وقع المحظور، وسُجلت حوادث انتهاك أعراض بعض الفتيات وبعض النساء في دورات مياه عامة من قبل ذاك المُنتحل من الرجال لصفة النساء!! وأضحى حق ممارسة الجنس بأبشع طرقه في بعض تلك الدول أهم لدى أولئك القوم من حرمة الأعراض وحماية الأطفال!!!
مع ارتفاع عقيرة الشواذ حول العالم في السنوات الأخيرة، وانكشاف حقيقة ادعاءات البعض بحقوق الإنسان الانحيازية وسقوط ادعاءات تحطيم العنصرية الدينية واللونية والجغرافية، أضحى واضحا لدى القاصي والداني لا سيما من كان لديه أدنى مستوى من البصيرة بأن كل تلك الادعاءات والشعارات البراقة انتقائية وانحيازية التطبيق من قبل أهل القوة في العالم. وإن كل تلكم الدعايات المسعورة المبثوثة بين جماهير شباب وفتيات حواضرنا هي لتضليل الشباب وحرق الطاقاتو خلق تشرذم ونزاعات، وتهتك داخل المجتمع. ونجحت الدعايات البراقة المكثفة في تضليل عدد ليس بالبسيط من شباب وفتيات أبناء المجتمع. فذهب من ذهب، ونزح من نزح، وضاع من ضاع وفجر من فجر، وخسر من خسر وأغوى الشيطان من أغوى. وتوجه عدد ليس بالبسيط ممن اتخذ قميص الحرية مدخلاً للفجور والمجون والانحلال والكفر والإلحاد والصياعة.
بعد وضوح الصورة للجميع وبروز معالم ادعاءات بعض الأمم بأنها اتخذت الشذوذ شعارا لها، ألم يأن لكل ذي بصيرة من الشباب والفتيات الذين قذفوا مجتمعاتهم بنعوت وأوصاف مشينة واستمدوا قوتهم من الأجنبي، أن يراجعوا أنفسهم، ويعلنوا تراجعهم عن سابق تصريحاتهم والاعتذار عن المشين من أقوالهم وتغريداتهم وكتاباتهم وتسجيلاتهم ضد أبناء مجتمعاتهم المحافظة. وفي ذات الوقت، حان أن يفتح أبناء المجتمع أذرعتهم لاحتضان من غُرر بهم من أبنائهم أن أحبوا أن يرجعوا لهم وإبداء روح العفو والصفح عنهم. وإبداء روح الأبوية نحوهم. نعلم بأن هناك من الشباب / الفتيات من ذهب بعيدا في شيطنة مجتمعه ورموز مجتمعه وشتم دين الإسلام، وبالغ في معاداة أبناء قوميته، وغُرر به وقذف بنفسه في أحضان من لا يخاف الله فيه، أو في مجتمعه ظنا من أنه نال حريته وأحرز مبتغاه!!. فوجد نفسه بعد حين بأنه تسافل وأسقط نفسه في مياه آسنة لا قِبل له بها. ونهمس في آذان أولئك المغرر بهم بأن يراجعوا أنفسهم، ويصلحوا أخطاءهم، وإن كان لديهم أي شبهة في دين أو خلاف في أمر، فليحاولوا بكل شجاعة أدبية أن يعالجوه مع أسرهم وأبناء حواضرهم وأهل الفكر والعلم من مجتمعهم. وإن أحبوا المكان الذي استقروا فيه، فليكونوا نِعم الرجال ونِعم النساء بحسن السلوك وطيب الكلام ورفيع الأخلاق وجميل السعي للقمة العيش الكريمة والابتعاد عن فاحش الكلم والابتعاد عن الانحلال والقذف والمياعة والافتراء. نتمنى لأولئك الذين اتخذوا قرار مواجهة المجتمع من بعيد بعد تأثرهم بمن لا يحب الخير لمجتمعاتهم، نتمنى لهم حسن التوفيق والهداية، فهم أولا وأخيرا من بني البشر، وإن فسقوا أو لبسوا ثياب الإلحاد.
ختاما، نتلو من القرآن الكريم من سورة الحديد، آية 16، ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ . ونقول رسالة لهم احتجاجكم على بعض مظاهر التدين في مجتمعاتكم وأن صوت احتجاجكم ضد ممارسات خاطئة والتسلط بالمجتمع من قبل بعض المتدينين واستفراد بعض المتمكنين ماليا حتما وصلت مسامع أهل الفكر والإصلاح وهم يعملون ما يمكن عمله بأدوات سلمية ونقاشات جادة. فهل أنتم جادون في مراجعة ذواتكم وإصلاحها؟!