آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

شخصنة الأفكار

من أهم عناصر النجاح في الخطاب المنبري هو القدرة على مخاطبة الجمهور بلغة عصرية وطرح موضوعي يرتقي بالمستمع إلى المستوى الذي يرغب المحاضر أن يأخذه إليه لتحقيق الهدف من الموضوع.

إن الحاجة ماسة اليوم إلى الطرح المنهجي والمتزن في ما يطرح من الأفكار والموضوعات، بعيدا عن ثقافة الشخصنة من جهة والإسقاطات الخاطئة للأمثلة والشواهد التي لا تمت لواقع المجتمع والبيئة الثقافية التي يتبناها من جهة أخرى.

إنّ فقدان التشخيص الصحيح والدقيق لقضايا المجتمع هو السبب الأول في الطرح الغير متزن والغير عقلائي من بعض خطباء المنبر الحسيني، الذين يفتقدون التحصيل الحوزوي المناسب والمستوى الأكاديمي والوعي الثقافي الذي يؤهلهم لخوض هذا الميدان!!

إن المتتبع لمثل هؤلاء الخطباء في ما يطرحون من شواهد واستدلالات ضعيفة وغياب وحدة الموضوع، يستشعر جليا الفقر المعرفي لهذه الفئة من الخطباء، والتي تحرم الحضور من عطاء فكري وثفافي وروحي تجشموا العناء من أجله.

إن الوعي الثقافي المطلوب في هذا الخطيب أو ذاك مطلب جدير بالاهتمام للرقي بالمنبر الحسيني، الهادف إلى توعية الأجيال وقيادة المجتمع نحو فكر محمدي أصيل أساسه متين ومتماسك يأخذ بيد المتلقي للهدف المقصود.

إن الآثار السلبية لهذه الفئة من الخطباء تشوه صورة المنبر ودوره الريادي في حركة التغيير والإصلاح في المجتمع، وتشكل حجر عثرة أمام الخطباء من ذوي الكفاءات والقدرات المعرفية والمستويات العلمية المتميزة والتي تسعى لرفعة المنبر الحسيني.

إن الحاجة لوضع آليات ومناهج ومحددات للخطيب الحسيني أصبحت مسألة ملحة وضرورية للاستثمار الأفضل في هذه الكوادر الخطابية، حتى لا نخسر هذه الطاقات، الحاجة لإعادة توجيه البوصلة أمر مهم بحاجة لجهود جماعية تعمل بشكل مؤسسي لاعتماد الخطباء ممن يفتقرون للمستوى المعرفي المطلوب على المنبر.

إن مسألة التحليل الشخصي لكثير من القضايا المجتمعية ووضعها في زاوية ضيقة ووضع القيود عليها من وجهة نظر شخصية وتحليلها بشكل خاص مغاير للواقع، كما في الحكم على شخص بأن المرض الذي أصابه هو بسبب المسألة الكذائية دون وجود مصادر وحقائق علمية يعتمد عليها هذا الخطيب وهو أمر يجعل من الجيل الجديد ينفر من الأطروحات المنبرية ويأخذ منحى مغاير.

مسألة تحتاج إلى دراسة جادة قبل فوات الأوان.!