على مذهبك
يُقيم الشيعة موسم عاشوراء لهذا العام ككل عام وسط احترازات أمنية مشددة بدعم مميز متمثل بوزارة الداخلية.
سنويا يحيي آلاف الشيعة في محافظتي القطيف والأحساء والمناطق التابعة لها، ذكرى عاشوراء ووفاة سبط الرسول ﷺ -الإمام الحسين 
، إذ يقيمون سنويا مآتم العزاء المتنوعة والمتفاوتة في الخطابة والوعظ، هذه الاحتفالات، وما تصاحبها من فعاليات ظلت محل جدل وما زالت. دعوني أعود للوراء قليلا وأتذكر حلقة المبدع القصبي ”على مذهبك“ تناولت قضية الانقسام الطائفي، طفلين ترعرع أحدهما في أسرة سنية والآخر في أسرة شيعية، بعد 20 عامًا يكتشف الطفلان أن المشفى أعطى كل أسرة الطفل الخاطئ، ويضطر الاثنان للذهاب إلى العيش مع أسرة تؤمن بمذهب مخالف لما تربى عليه سنوات.
جرأة «القصبي» ورفاقه آنذاك وضعته بين مطرقة المتشددين من الطرفين، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي حينها بين معارض وموافق، وحركت المياه الراكدة.
عزيزي المتجهم، لا يوجد دين ولا مذهب يرفض محبة الآخرين ومعاملتهم بالحسنى، لذلك دع الخلق للخالق.
باختصار «كل مولود يولد على الفطرة» ولذلك أيها المتطرف في كراهية الآخر لو تمت ولادتك في قرية جنوب الصين لأصبحت بوذيا، ولو ولدت في الهند قد تكون هندوسيا.
على ضفة أخرى والفضل بعد الله يعود لحكومة خادم الحرمين الشريفين في توسيع التواصل وفتح المجال للارتقاء بالسعودية نحو وحدة وطنية والإصرار على ذوبان الجليد بين مختلف الطوائف تمثلت في مقابلة لولي العهد محمد بن سلمان خلال إحدى جولاته للولايات المتحدة حين وصف السعودية بأنها دولة للسنة والشيعة، وهذا يشكل اعترافا بأن الهوية الوطنية السعودية هي ظل جميع السعوديين وأن اختلافهم يعني التنوع الثري الذي يضفي الكثير على ثقافة هذه البلاد. أخيرًا يجب أن تعيّ عزيزي المواطن، أن مذهبك لا محل له من الإعراب في وثيقتك الرسمية، أنت مواطن مسلم فقط، ودمتم متعايشين.
