الإنفاق.. بينَ الإسراف والإقتار في المَجالس الحُسينِية
المجالس الحسينية متنوعة الأهداف السامية والمقاصد العالية والغايات النبيلة، تقوم بدور كبير وبالكثير من التوجيهات في سلوكيات المجتمع وإرشاده إلى ما فيه خيره وصلاحه، رسم له خطوطا عريضة حتى في ترتيب حياته المعيشية والاقتصادية وحثه على عدم الإسراف والتبذير حتى في مناسباته، دينية كانت أو دنيوية، فالاعتدال مطلوب في كل شيء حيث لا إفراط ولا تفريط، هذا ما يجب فعله والحث عليه، وقد لاحظ أغلب المجتمع عادة غير محمودة الفعال، وإن هذه العادة تتكرر كل عام، حيث نلاحظ أن هناك الكثير من الهدر والإسراف والتبذير في مواسم عاشوراء الحسين لكثرة ما يطهى ويطبخ ويوزع بعنوان البركة.... وهذا شيء جميل وحسن وفيه الأجر والثواب، ولكن الأجمل منه هو أن لا يزيد شيء عن حده المناسب والمطلوب فينقلب إلى ضده حيث يلاحظ أغلبنا كثرة الفضلات والبقايا عند براميل القمامة بل حتى أن هناك أطباقا من الأكل لم تمس أو تؤكل أو أكل منها شيئا قليلا، ثم ترمى أو تتراكم ومصيرها إلى مجمع النفايات، وهذا ما لا يرضي الله ولا رسوله، حيث أن فاجعة كربلاء وما حدث فيها من تضحيات وفواجع هي لغايات سامية ودروس هادفة وقدوة بالغة القدر لتغرس فينا معان كثيرة في كيفية الإنفاق والبذل والعطاء بانضباط وحكمة وتعقل.
صدق الله جل جلاله عندما قال في محكم كتابه الكريم:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: آية 67].
صدق الله العلي العظيم.
فلنجعل من هذه الآية الكريمة عنواناً وأسوة تزرع في كل النفوس المؤمنة، حتى نتفادى هذه السلبيات وتبعاتها في كل مناسباتنا دينية كانت أو دنيوية لنعطي مثلا حيا في كيفية الإنفاق يحتذي به الآخرون، ولنبين إننا أتباع الحسين في سلوكه ومراميه وتضحياته
الخالدة على ممر التاريخ وقادم الأيام.
كما نوجه الشكر والتقدير إلى مسؤولي بلديات محافظة القطيف على العموم وإلى بلدية سيهات على وجه الخصوص على الجهود التي تبذل في نظافة ومتابعة سير العمل أولا بأول في أيام عاشوراء.