آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

فكر عاشوراء وتأثيره على المجتمع

في كل موسم عاشورائي حسيني يجتهد خطباء المنبر الحسيني في طرح ومعالجة الموضوعات التي تمس المجتمع بشكل مباشر، وتؤرق المهتم بالشأن الاجتماعي وبالخصوص فيما يتعلق بدائرة إصلاح وترميم أسس وقواعد كيان البيت الشيعي الثقافي من الأفكار والمعتقدات والقناعات والوعي.

ويعالج فكر عاشوراء المطروح كثير من القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية وتصحيح ما يطرأ من لبس في المسائل العقائدية والثقافية المختلف عليها سواء مع الآخر المسلم أو الشيعي أو الغربي.

ويبرز في الغالب سجال فكري معزز بالاستدلال التشريعي والعلمي والعقلي لتصحيح اللغط واللبس في الأفكار والقناعات التي تتداول بين الثقافات المختلفة التي تسود في المجتمع، وتؤثر على العقل الجمعي.

ويعد فكر عاشوراء الذي يتناوله خطباء المنبر الحسيني أكبر مؤثر ثقافي إيجابي على عقول ونفوس شرائح المجتمع المتلقي وقد يتساءل البعض لماذا له تأثير كبير والجواب إن هذا الفكر له عمق في التأثير المباشر على العقول والنفوس والعاطفة مستمدا هذا التأثير من قضية الإمام الحسين التاريخية ومدى مكانته الاجتماعية وقرابته من النبي الأكرم ﷺ وتجذر محبة أهل البيت في قلوب ونفوس المؤمنين.

ويتزايد تأثير فكر عاشوراء المطروح على المتلقي كلما كان الطرح يخاطب العقل والعاطفة في آن واحد مؤثرا في نفس ووجدان وعاطفة المتلقي بحيث يتفاعل معها المستمع وتتغير لديه بعض ما اشتبه لديه من قناعات فكرية، وتتهذب لديه أخلاقيات وسلوكيات خاطئة قد يرتكبها البعض من أفراد المجتمع.

من ذلك نجد أن خطاب المنبر الحسيني يفتقد إلى خيار تحديد أولويات الطرح الفكري بحسب أهمية اختيار الموضوعات التي يحتاج لها المجتمع وبالخصوص في خيار ما يؤثر في ثوابت القيم والمعتقدات الدينية، والتي تمثل محور الطرح الثقافي.

لذلك فإن فكر المنبر الحسيني لا ينحصر على موضوعات قد تكون ثانوية وليست مؤثرة على العقل الجمعي فهناك قضايا ملحة حديثه من ثقافات عالمية لها تأثر سلبي كبير ومركز على قيم ومعتقدات جميع شرائح المجتمع تتسبب في إحداث تحولات اجتماعية سريعة في القناعات والإيمان بالقيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية.

وحينما تشاهد الثقافة الغربية العالمية تنشر وتفرض المثلية والرذيلة والإلحاد وتغير القناعات والإيمان الراسخ بالقيم والمعتقدات الدينية لدى المجتمع، وتسخر الإعلام وتضع البرامج التي تستهدف الجيل الناشئ والأجيال المعاصرة أليس كل ذلك يستدعي أن يكون أولوية فكر المنبر الحسيني المطروح هو تأصيل القيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية على المدى القريب والبعيد من أجل أن يترسخ الإيمان، وتثبت القيم والأخلاقيات الدينية في النفوس.