آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:42 ص

بيتُ الهمزةِ للكاتبةِ المربيةِ الفاضلةِ ليلى الزاهر

ناجي وهب الفرج *

اعْتَدَنَا كثيرًا أَنْ نرى الأخطاءَ الإملائيةِ التي تَعِجُّ بِهَا بعضُ الكتاباتِ والمؤلفاتِ مِنْ هنا وهُنَاكَ، دُونَ أَنْ يَتِمَّ مراعاة لضوابطِ اللغةِ مِنْ إملاءٍ ونحوٍ وصرفٍ وعلاماتِ ترقيم ٍوبلاغةٍ وترابطٍ بين الجمل والذي يؤدي إهمال هذا كلهُ إلى تشتتِ الموضوعِ، وانفكاك أجزائهِ.

وكلما ألزمَ الكاتبُ أو المؤلفُ نفسهُ بمثل هَذِهِ الضوابط والمحدداتِ، زَادَ موضوعهُ جزالةً ومتنًا وعمقًا واحترامًا، ولامسَ الجودةَ المرجوةَ والمطلوبةَ.

طرقتُ بابَ كتاب بيتِ الهمزةِ للكاتبةِ القديرةِ المربية الفاضلةِ ليلى بنت عبدالجليل الزاهر ”أمسعيد“ - حرسها الله - والذي يقع في 80 صفحة من الحجم الوسط، قادتنا من خلاله إلى المحددات الدقيقة التي تكتب فيها الهمزة والتي غالبًا ما يلتبس على الكثيرين أثناءَ كتابتها ويقعونَ في الخطأ عندَ استخدامها.

وقدْ اشتملَ كتابُهَا القيِّمُ عَلَىْ ستةِ بحوثٍ؛ تَضَمَّنَ المبحثُ الأول همزةَ الوصلِ وتعريفها، ومميزاتها، وعلاماتها والاستشهاد بما ورد في القرآن الكريم عنها، ثم التطرق إلى أقسامها السماعي مِنْهَا والقياسي مع ذكر أمثلة مستفيضة على كل منهما.

أمًا المبحث الثاني فتناول همزة القطع وتعريفها مع ذكر أمثلة متنوعة على الأسماء والحروف والأفعال التي وردت فيها همزة القطع.

بعدها تناول المبحث الثالث طريقة كتابة الهمزة المتوسطة على الياء والواو والألف وعلى السطر والهمزة المتطرفة.

لَمْ تكتفي المربيةُ الفاضلةُ بالتطرقِ إلى الهمزة ومواضعها بل شملت التاء في آخر الكلمة والتاء المربوطة والتاء المفتوحة في مبحثها الرابع.

ثم عرّجتْ على الألف اللينة وذلك بتحديد تعريفها وبيان سبب تسميتها في المبحث الخامس.

وفصَّلتْ في مبحثها السادس في الألفِ الممدودةِ آخر الكلمة.

وباستعراض ما تناولتهُ في كتابها القيم؛ فأننا نجد شموليته وسبكه البنائي المحكم، ومحتواهالعميق، وتسلسله المتقن؛ الذي ينم عَنْ خلاصةِ خبرةٍ عميقةٍ في هذا المجال، ودراية بمقاصد علم الإملاء هذا مِنْ جانب، ولِمَا يشكلَّه مِنْ ضرورةٍ الإلمامِ بهِ حتى في استخدام الكتابة العروضية لنظم الشعر، والإسهام بتصحيحِ مَا يُكْتَبُ ويُنْشَر هُنَا أو هُنَاكَ مِنْ جانبٍ آخر.

فليسَ لنا إلا أَنْ نقفَ لهَا إجلالًا واحترامًا وتقديرًا لهذا العمل المتميز ومحتوى هذا الكتاب المتقن، هذا ونتمنى لأم سعيد دوامَ التوفيقِ والسدادِ، كما نسألهُ سبحانهُ أَنْ يمتعها بموفورِ الصحةِ والعافيةِ ونرى لها ما يتحفنا مِنْ إنتاجها في قادمِ الأيامِ.

نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية