الحسين (ع) وحب الأرض
ما علاقتنا بأرض كربلاء، هل نحبها لدفن ابن رسول الله ص فيها؟ أم أننا نكرهها حيث قتل حفيد النبي ص فيها؟ أم أننا متصالحون في علاقتنا مع تراب كربلاء؟
فمعرفة أسباب الحب ومعالجة بواعث الكراهية خطوتان من المداخل المفضية للتعايش الإنساني بين أهل الهويات المختلفة.
فهناك أسباب للمحبة، تكون ذاتها، أحياناً، بواعث للكراهية، بينما عقلنة تلك الأسباب وأنسنتها تحولها إلى دعائم ترسخ المحبة وتطرد الكراهية. منها طبيعة علاقة مجموع الناس بأرضهم المشتركة، سواءً كانت أرض قرية أم مدينة أم دولة أو إقليم. وكلما تشابهت نظرة القاطنين للأرض المشتركة إيجابياً كان تعايشهم الإنساني ممكناً ونجاحه كبير.
لدى كل واحد منا أرض ما يحبها. قد تكون مسقط رأسه، أو له فيها ذكريات جميلة لا تبرح تداعب وجدانه وذاكرته. ولدى بعضنا أرض ما لا يحبها وقد يكرهها. ربما عانى فيها أو من أهلها مصاعب وكوارث وويلات. ولا يخلوا وجدان أحدنا من نكهة في علاقته بكل أرض مر بها أو عاش فيها. هنا تبرز أهمية نظرة التوازن المتصالحة في علاقتنا مع كل أرض نعرفها، وكم هي جميلة علاقة ذلك الفلاح المصري الطيب بأرضه كما كان يصورها الإعلام دائماً. ومن أشكل المشكلات أن تتحول الأرض إلى أزمة بين الناس.
وعليه، فإن الحب والكراهية بين الشعوب، أي بين أهل الهويات المختلفة، لا يمكن أن يستقر بالمحبة والأمان ما لم تتم معالجة المشاكل التي أفرزتها الظروف السياسية في العالم، تلك التي أوجد خارطة الدول الحاضرة. النزاعات على الأراضي هي وجه من وجوه النزاعات. جميع الأمم والدول بحاجة إلى ”استشراف السيناريوهات المتعلقة بالنزاعات على الأراضي، من أجل المساهمة في حلها، لما فيه مصلحة الوئام بين الأمم ودولها، وتعزيز المواطنة فيها، وما يتفرع عن ذلك من قيم وحقوق في الحرية والعدالة وتقرير المصير“.* وفي المقطع المرفق مثال حي عن أزمة الأراضي والحدود في العالم بعنوان: أزمة اللاجئين على حدود بيلاروسيا وبولندا: