آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:13 م

ما هو التملق المبالغ فيه؟ وما مدى علاقته بالصدمة النفسية وباستجابة ”الكر أو الفر“؟

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم أليكس وولارد، باحثة أولى، معهد تيليثون كيدز في استراليا

أليكس وولارد

6 يوليو 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 190 لسنة 2023

What is ”fawning“ ? How is it related to trauma and the ”fight or flight“ ?response

July 6,2023

Alix Woolard، Senior Researcher، Telethon Kids Institute

ربما قد سمعت عن استجابات [ردات أفعال] ”الكر أو الفر [1] “ في المواقف والحالات المقلقة. قد تعرف أيضًا النزعة إلى ”التجمد [1] “. ولكن هناك استراتيجية دفاع أو محاولة نجاة أخرى يمكن أن تكون لدى أي شخص: وهو ”التملق المبالغ فيه fawning“ [المترجم: وهو تصرف يندرج تحت تصرفات توددية مبالغ فيها يشوبها تذلل واسترضاء يوظفها الشخص ليتجنب شخصًا آخر، أو أشخاص، يمثل له مصدر تهديد متصور أو حقيقي حتى يشعر بالأمان [2] ]"

عندما يشعر دماغنا بتهديد من المحيط، يتولى الجهاز العصبي الودي المسؤلية ويمكن لأي شخص أن يشعر بأي واحدة أو أكثر من الاستجابات الأربع التي تبدأ كلماتها الانجليزية بالحرف F.

ما هي الاستجابات الأربع تلك؟

التملق المبالغ فيه Fawn عادة ما تحدث هذه الاستجابة عندما يُهاجم شخص بطريقة ما ويحاول استرضاء أو تهدئة المهاجم لحماية نفسه.

استجابة الكر Fight هو عندما يتفاعل شخص مع تهديد بالعدوان.

الفر Flight هو عندما يستجيب الشخص بالفرار - إما حرفيًا «فعليًا» عن طريق ترك المشهد / الحالة / الموقف، أو مجازيًا «رمزيًا»، وذلك بصرف انتباه «اشغال» مصدر التهديد أو تجنب موقف مقلق.

استجابة التجمد Freeze تحدث عندما يدرك الشخص «بوعي أو بغير وعي» أنه لا يستطيع مقاومة التهديد، وينأى بنفسه أو يصبح غير قادر على الحركة. قد يكون ”شارد الذهن“ ولا ينتبه، أو يشعر بالانفصال عن البدن [3] ، أو يجد صعوبة في الكلام بعد أن يشعر بالتهديد.

ما هو التملق المبالغ فيه؟

المصطلح الذي كان يُعرف سابقًا باسم الترضية [4]  أو ”إرضاء الناس.“ قد صاغه الطبيب النفسي بيت ووكر Pete Walker في كتابه الصادر عام 2013 عن اضطراب الكرب التالي للصدمة: من النجاة إلى الازدهار والترعوع [2] .

كتاب اضطراب الكرب التالي للصدمة: من النجاة إلى الازدهار والترعوع [2] 

قد تبدو استجابة التملق كما يلي:

• إرضاء الناس «عمل أشياء للآخر للحصول على موافقته / رضاه أو لجعله محبًا / معجبًا بالضحية المفترض»

• الاعتماد المفرط على الآخر «صعوبة اتخاذ قرارات دون اشراك الآخر فيها»

• إعطاء الأولوية لاحتياجات الآخر وتجاهل الاحتياجات الشخصية

• أن يكون الشخص موافقًة [5]  بشكل مفرط

• أن يجد مشكلة في قول لا للآخر

• في الحالات الشديدة، قد ينفصل عن عقله و/ أو بدنه [6] ».

على الرغم من عدم وجود الكثير من الأبحاث حول هذه الاستجابة حتى الآن، فإن استجابة التملق المبالغ فيه تظهر بشكل أكثر في الذين تعرضوا لصدمة نفسية معقدة في طفولتهم [7,8,9]، بما في ذلك ما يجري في أوساط الأطفال الذين نشأوا مع مقدمي رعاية «أولياء أمور أو / ودور حضانة» يسيئون معاملتهم ويمارسون العنف النفسي معهم [10]  أو الاعتداء الجسدي عليهم [11] .

ويلاحظ التملق المبالغ فيه أيضًا في الذين يتعرضون للعنف [12]  «مثل العنف الأسري [13]  أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي [14]  أو الاختطاف»، عندما يحتاج شخص إلى استرضاء أو تهدئة المعتدي بغرض النجاة منه.

التملق المبالغ فيه يختلف أيضًا عن استجابات «ردود فعل» الفر والكر والتجمد الأخرى، حيث يبدو أنه استجابة خاصة وفريدة بالبشر.

لماذا يتملق الناس تملقًا مبالغًا فيه؟

تفيد الأبحاث [15]  بأن الناس يتملقون لسببين:

1. لحماية ووقاية أنفسهم أو الآخرين من الأذى الجسدي أو النفسي «مثل الصدمة النفسية في مرحلة الطفولة»

2. خلق روابط عاطفية مع من سبب المعاناة أو تحسينها [16]  «على سبيل المثال، حين يكون المعتدي هو مقدم الرعاية: أولياء أمور أو عاملي الحضانة».

هذا النوع من الاستجابة المكتسبة في وقت الحدث «الأحداث» الصادمة نفسيًا: وذلك باسترضاء المهاجم أو الجاني، وهذه الاستجابة تساعد الشخص على تجنب المعاناة.

ومع ذلك، لو استمر الشخص في استخدام هذا النوع من الاستجابة على الأمد الطويل، كاستجابة تلقائية «عفوية» لمواجهة مسببات الضغوط النفسية اليومية «مثل العلاقات الصعبة مع الرئيس في العمل أو جار البيت / العمل»، فقد يكون لذلك الاستخدام عواقب سلبية.

إذا كان الشخص يحاول باستمرار إسترضاء الآخرين، فقد يواجه مشكلات في رسم حدود لمساحته الشخصية وفي تشكيل هوية متماسكة ومستقرة، وقد لا يشعر بالأمان في علاقاته مع الآخرين.

ماذا علي أن أفعل لو كنت ممن يمارسون ”التملق“؟

لأن التملق المبالغ فيه عادة ما يكون استجابة لصدمة نفسية تعرض لها شخصيًا من أخر / آخرين [إمَّا من غريب أو صديق أو معارف أو أهل [17] ] أو صدمة نفسية معقدة [8] ، فإن استخدامه هذه الاستجابة لمواجهة الضغوط اليومية قد يشير إلى الحاجة إلى التغلب عليها والتعافي منها.

إذا كنت أحد الممارسين لهذا التملق، ولديك تاريخ من الصدمات النفسية المعقدة، فاطلب الدعم النفسي من متخصص تلقى تدريبًا على ممارسة علاج الصدمات النفسية القائم على الأدلة والتي تشمل العلاج الشمولي والممكِّن والمركز على نقاط قوة الشخص والمشتمل على تعاون بين المعالج والشخص والعاكس لمباديء هذا النوع من العلاج الآنف الذكر [18] .

العلاجات القائمة على الأدلة والمفيدة بعد الصدمات النفسية هي كما يلي:

• علاج إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين [19] ، والذي يركز على معالجة الذكريات المؤلمة

• العلاج بالتعرض [20]  للمساعدة في تعريض الناس لأشياء يخشونها ويتجنبونها عادةً

• العلاج المعرفي السلوكي [21]  الذي يركز على الصدمات النفسية والذي يهدف إلى تخفيف أعراض الصدمة النفسية وذلك بالتغلب على الأفكار والسلوكيات غير المفيدة.

يعد وضع حدود صحية أيضًا أحد محاور التركيز الشائعة عند العمل علي علاج استجابة التملق المبالغ فيه والتي يمكن للشخص أن يقوم بها بنفسه أو مع المعالج النفسي..

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”الحر أو الفر fight or flight أو الكر أو الفر أو التجمد fight or flight or freeze «يُسمى أيضًا فرط الإثارة أو استجابة الإجهاد الحاد» هو رد فعل فسيولوجي يحدث استجابة لـ «ردة فعل على» حدث ضار أو مقلق أو هجوم أو تهديد للحياة واقعي أو متصور. وُصف لأول مرة من قبل والتر برادفورد كانون Walter Bradford Cannon. تنص نظريته على أنالحيوانات تتفاعل مع التهديداتبإفراز شامل للهرمونات من الجهاز العصبيالودي وإعداد الحيوان للكر أو الفر. وبشكلأكثر تحديدًا، ينتج لب الغدة الكظرية تدفقهرموني يؤدي إلى إفراز الكاتيكولاميناتcatecholamine، وخاصة النوربينفرينوالإبينفرين. تؤثر أيضًا هرمونات الإستروجينوالتستوستيرون والكورتيزول، بالإضافة إلىالناقلات العصبية الدوبامين والسيروتونين، فيكيف تتفاعل الكائنات الحية مع الإجهاد النفسي. قد يلعب هرمون أوستيوكالسين دورًاأيضًا.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Fight-or-flight_response

[2]  https://www.goodreads.com/book/show/20556323-complex-ptsd

[3]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_انشقاقي

[4]  nhttps://ar.wikipedia.org/wiki/تسوية_ «سياسة»

[5]  https://ar.wikipedia.org/wiki/وفاق

[6] https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0149763421004917?casa_token=FzabbqNoE0UAAAAA:DAr_QkVegIa70Zheq6vTkCrsYPJdw06kdds659h-VHSRtPSUErDzVgj-YsLunjvGkn4Mwyb1

[7] 7https://www.tandfonline.com/doi/abs/10,1080/00958964,2022.2163220?journalCode=vjee20

[8]  ”الصدمة النفسية المعقدة هي التعرض لممارسات وأحداث مؤلمة ومقلقة ومتعددة يصاحبها تهديدات شخصية أثناء مرحلة الطفولة أو المراهقة. قد تشمل مثل هذه الأحداث سوء المعاملة والإهمال والعنف التي يمارسها أشخاص ضد غيرهم والعنف المجتمعي والعنصرية والتمييز الشخصي «9». والحرب.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://uktraumacouncil.org/trauma/complex-trauma#:~: text=The%20UK%20Trauma%20Council%20defines، experiences%20have%20several%20key%20features.

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تمييز

[10]  https://ar.wikipedia.org/wiki/عنف_نفسي

[11]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اعتداء_جسدي

[12]  https://europepmc.org/article/MED/37052112

[13]  https://ar.wikipedia.org/wiki/عنف_أسري

[14]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اعتداء

[15]  https://www.proquest.com/docview/2447256147/abstract/13E401AC2C1C40C6PQ/1

[16]  https://ar.wikipedia.org/wiki/معاناة

[17] https://cbtpsychology.com/interpersonal-trauma/#:~: text=Interpersonal%20traumas%20involve%20events%20in، be%20significantly%20harder%20to%20overcome.

[18]  https://www.samhsa.gov/sites/default/files/programs_campaigns/childrens_mental_health/atc-whitepaper-040616.pdf

[19]  https://ar.wikipedia.org/wiki/إزالة_حساسية_حركة_العين_وإعادة_المعالجة

[20]  https://ar.wikipedia.org/wiki/علاج_بالتعرض

[21]  https://ar.wikipedia.org/wiki/علاج_معرفي_سلوكي

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/what-is-fawning-how-is-it-related-to-trauma-and-the-fight-or-flight-response-205024