آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:13 م

كشفت دراسة متعددة الجينات عن عوامل احتمالات وراثية للإصابة بنوعين مختلفين شائعين من مضاعفات الحمل

عدنان أحمد الحاجي *

نتائج هذه الدراسة قد تساعد الأطباء في تشخيص حالات الحمل المعرضة لاحتمال الإصابة بما قبل الإرجاج «والمعروف أيضًا بتسمم ما قبل الحمل» وارتفاع ضغط الدم الحملي وعلاجهما في وقت مبكر من فترة الحمل.

بقلم أليساندرا دي كوراتو

1 يونيو 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 188 لسنة 2023

Multi-ancestry study reveals genetic risk factors for two common pregnancy complications

By Allessandra DiCorato

June 1,2023

مضاعفات الحمل المتعلقة بارتفاع ضغط الدم تؤثر في 15 في المائة من النساء الحوامل، وتُعد سببًا رئيسًا للوفاة في جميع أنحاء العالم. تأخير تشخيص وعلاج اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي [1]  «HDPs» قد يؤدي إلى فشل أعضاء ومضاعفات خطيرة على حياة الحوامل. لكن يفتقر الباحثون إلى الأدوات اللازمة للتنبؤ بهذه المضاعفات والوقاية منها وعلاجها.

بدأ الباحثون في معهد برود Broad التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد في الكشف عن العوامل الوراثية التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم الحملي [1]  وما قبل الإرجاج «والذي يسمى أيضًا مل قبل التسمم الحملي» [2] ، وهما نوعان شائعان من اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي HDP. النتائج، التي نشرت مؤخرًا في مجلة نتشر للطب [3]  Nature Medicine، تعطينا نظرة متعمقة عن الآليات البيولوجية الكامنة وراء مضاعفات الحمل ويمكن أن تساعد في تحسين رعاية المصابات.

بدراسة نتائج الجينومات المنشورة سابقًا للحوامل اللاتي عانين من اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي، تعرَّف الباحثون على 18 موضعًا في الجينوم تؤثر في احتمال إصابة الحامل بإحدى هاتين الحالتين [ما قبل الإرجاج والإرجاج]. كما طور الباحثون أيضًا درجات متعددة الجينات للجينوم الكامل لحساب درجات هذا الاحتمال، والتي من شأنها أن تقلل من احتمالية إصابة الحامل بحالة مرضية بناءً على تركيبتها الجينيه. يمكن أن تساعد هذه الدرجات الأطباء في التعرف على المعرضات لخطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الحملي وعلاجهن في وقت مبكر من فترة الحمل وذلك باستخدام الاستراتيجيات الحالية غير المستعملة استعمالًا كافٍ، مثل وصفة جرعة منخفضة من الاسبرين.

”من المحتمل أن تكون حالة استخدام نتائج درجات متعددة الجينات مثالية لحساب احتمال الاصابة وذلك لتحسين تقييم مخاطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الحملي“ كما قال مايكل هونيغبيرغ Michael Honigberg، المؤلف الأول المشارك في الدراسة، والعضو المشارك في معهد برود، وطبيب القلب في مستشفى ماساتشوستس العام. "

التحليل التلوي للحوامل

لطالما اعتقد الباحثون أن سبب اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي ناتج جزئيًا عن عوامل وراثية. يُقدر الباحثون أن ثلث احتمال إصابة المرأة الحامل بما قبل الإرجاج [2]  ناتج عن أسباب وراثية، ولكن حتى الآن، لم يتأكد الباحثون من أي جزء من أجزاء الجينوم هو المؤثر في عوامل احتمال الاصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي.

قام هونيغبرغ وناتاراجان وفريقهما بتحليل الحمض النووي بشكل منفصل لحوالي 11 ألف حامل مصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي «ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل» و20 ألف حامل تعاني من ما قبل الإرجاج / الإرجاج «الشنج النفساني [4] » «ارتفاع ضغط الدم الحملي المصاحَب بأعراض أخرى مثل ارتفاع تركيز البروتين في البول والنوبات الصرعية [5] ، كما هو الحال في حالات الإرجاج». مجموعة التجكم / مجموعة الضبط، التي تضم أيضًا أكثر من 400 ألف فرد لكل حالة من الحالتين «حالة ما قبل الإرجاج وحالة الإرجاج»، لديها أوسع نطاق من العوامل الوراثية في دراسةالترابط الجينومي الكامل [6]  لاضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي HDPs حتى الآن.

حدد الفريق 18 موضعًا في الجينوم، مرتبطة بما قبل الإرجاج / الإرجاج و/ أو ارتفاع ضغط الدم الحملي، 12 من هذه المواضع لم تُحدد سابقًا. يفيد هذا بأن مجموعة من المسارات البيولوجية المتعلقة بتولد الأوعية الدموية الجديدة [7] ، وخلل تنظيم الجهاز المناعي [8] ، وتطور الجنين [9] ، ووظائف الكلى [10] ، ونشاط التشويرات الهرمونية تلعب دورًا في الحالات / الظروف ويمكن أن تستهدفها العلاجات المستقبلية. [المترجم: نشاط التشويرات الهرمونية هي غالبًا ما تتضمن التواسط في تخليق هرمونات أخرى وذلك بتحفيز إنتاجها وإفرازها ونقلها لاستهداف خلايا وبعد ذلك للتواسط في قيام الخلايا بوظائفها [11] ].

فوجئ هونيغبيرغ بشكل خاص عندما اكتشف أن الحوامل اللاتي لديهن مستويات منخفضة من نشاط التشويرات الهرمونية بسبب وجود الببتيدات المفرزة من خلايا موجودة في القلب كانت مهيئة لتطوير اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي HDPs، مما يشير إلى أنه يمكن للأطباء استخدام الببتيدات الاصطناعية - لمنع اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي أو علاجها، على غرار بعض الببتيدات الصناعية التي طُورت سابقًا.

”احتمال تأثير الهرمونات المفرزة في القلب في تكوِّن المشيمة [12]  قد اقتُرح كاحتمال في الفئران في دراسات سابقة. قال هونيغبيرغ، ولكن نتائج هذه الدراسة والتي هي أول دراسة على المستوى الجيني البشري تؤكد تلك النتائج السابقة“. ”وهذه تعتبر ظاهرة قُدِّر دورها حديثًا ومن شأنها أن تفتح الكثير من الأبواب البحثية في المستقبل.“

استخدم الباحثون أيضًا البيانات لتطوير درجات متعددة الجينات لحساب احتمال حدوث مضاعفات اضطراب ارتفاع ضغط الدم الحملي، والتي تنبأت بدقة بكل من حالات ما قبل الارتجاج وارتفاع ضغط الدم الحملي في مجموعات الحوامل الجديدات حتى لو لم يكن لديهن عوامل احتمالات سريرية تقليدية للإصابة بمضاعفات اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الحملي. عند استخدام هذه الدرجات واحتمالات الاصابة بالمضاعفات معًا استطعنا أن نتعرف على ما يقرب من نصف الحوامل اللاتي يعانين من حالة ما قبل الإرجاج / الإرجاج، مقارنةً بالتعرف فقط على 18 بالمائة منهن من عوامل احتمال سريرية تقليدية وحدها.

يقول المؤلفون إنه يمكن استخدام درجات متعددة الجينات في المستشفيات والعيادات للتعرف على الحوامل المعرضات لاحتمال الاصابة بهذه المضاعفات في وقت مبكر وعلاجهن بجرعة منخفضة من الأسبرين، والتي تُعطى حاليًا للاتي يعانين من عوامل اجتمال معينة للاصابة بهذه المضاعفات. يمكن للحوامل التي حددت فيهن درجات متعددة الجينات لاحتمال اصابتهن باضطرابات ضغط الدم العمل على تغيير نمط حياتهن للحد من أسباب الاحتمالات الأخرى، مثل السمنة.

في المستقبل، يخطط الباحثون لمواصلة دراسة وظيفة الموضع الجيني الذي حددوه من نتائج التحليل. يرغب هونيغبيرغ أيضًا في استخدام البيانات لتسليط الضوء على سبب إصابة بعض الحوامل بارتفاع ضغط الدم في حالات الحمل المتعدد «أكثر من جنين في حمل واحد» والبعض الآخر منهن تصاب به حتى مع الحمل بجنين واحد فقط.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/ارتفاع_ضغط_الدم_الحملي

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/ما_قبل_الإرجاج

[3]  https://www.nature.com/articles/s41591-023-02374-9

[4]  https://ar.wikipedia.org/wiki/إرجاج

[5]  https://ar.wikipedia.org/wiki/نوبة_ «طب»

[6]  دراسة الترابط الجينومي الكامل «اختصاراً GWAS» هي دراسة تجرى على تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة في كامل الجينوم من أجل ملاحظة صلة الوصل بين التغير الجيني وبين ظهور خصلة أو سمة معينة، وخاصة فيما يتعلق بالأمراض.. يقوم هذا النوع من الدراسات بفحص كامل الجينوم، وذلك على العكس من أساليب دراسات أخرى، والتي تعتمد على ترشيح جينات معينة للدراسة بناءً على معرفة مسبقة، مما يمكِّن من التركيز على مواضع جينية محددة. يساعد أسلوب دراسة الترابط الجينومي الكامل على تحديد المتغيرات المرتبطة بمرض معين، ولكنها لا تستطيع، من جهة أخرى، على تحديد الجين المسبب للسمة المدروسة" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/دراسة_الترابط_الجينومي_الكامل

[7]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تولد_الأوعية

[8]  https://ar.wikipedia.org/wiki/خلل_التنظيم_المناعي

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/مراحل_تطور_الجنين_البشري

[10]  https://ar.wikipedia.org/wiki/كلية

[11] https://www.news-medical.net/health/Hormones-as-a-Signal.aspx#:~: text=Hormone%20signals، they%20can%20mediate%20their%20actions

[12]  https://ar.wikipedia.org/wiki/مشيمة

المصدر الرئيس

https://www.broadinstitute.org/news/multi-ancestry-study-reveals-genetic-risk-factors-two-common-pregnancy-complications