آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:50 م

خطباء المنبر الحسيني ودورهم الفاعل

جمال حسن المطوع

أيام قلائل تفصلنا عن ملحمة عاشوراء الفداء والشهادة والتضحية والإباء التي حققت انتصار الدم على السيف والعدل على الظلم والحيف ورسخت الحق وزهقت الباطل إن الباطل كان زهوقا.

من هنا فإننا نناشد ونأمل من خطبائنا الأفاضل حفظهم الله أن يعدو العدة كاملة لهذا الحدث التاريخي الخالد ويشبعوه بحثا وتمحيصا وتدقيقا والبعد به عن ما يهون من مكانته ورمزيته وعظمته، وذلك بالتحقق في متابعة أحداثه أولا بأول واستغلال هذه الذكرى الأليمة بالتركيز على أهدافها وحقائقها ونتائجها وما تولد عنها من مناهج تربوية وسلوكية وأخلاقية ومعالجة القضايا الاجتماعية بشكل شفاف وهادف يؤسس لقاعدة عريضة فيها الهدى والنور لهذه السيرة العطرة الممزوجة بدم الشهداء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب بعيد عن المزايدات والمبالغات، فقد صدق المثل القائل إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع، ونكملها بالحكمة التي تقول: فما لا يدرك كله لا يترك جله، وإيصال المعلومة إلى مستمعها هو فن يتقنه صاحب الخبرة والمعرفة والذرابة، وأنتم أيها الخطباء الأفاضل بحنكتكم وأسلوبكم الشيق والمثير أهلا لكل ذلك بل الأقدر والأجدر في الالتزام بالطرح العقائدي والفلسفة الإسلامية البعيدة عن المبالغات والمزايدات التي لا نفع فيها، بل ضررها يترك شرخا ومجالا للمهاترات الكلامية والأخذ والرد.

إذن المنبر الحسيني هو عبارة عن مدرسة متنوعة في الفكر والثقافة والمعرفة والتربية، ومما لا شك فيه أن خطباءنا على علم واطلاع بما هو مطلوب منهم وهم العارفون بذلك، ومن باب التذكير ليس إلا، وهذا مصداقا لقوله تعالى جل وعلا عندما قال: ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

صدق الله العلي العظيم.

مأجورين ومثابين بهذه الذكرى الأليمة.