القوة والحكمة
انشغل الأغلب من الناس في أرجاء المعمورة بالبحث عن مصادر القوة والمال وأساليب كسب القوة وقوانين السيطرة وفرض القوة على الآخرين والسيطرة عليهم. وانهمك الكثير من الناس بقراءة كتب ومنها:
1 - القوة Power لمؤلفه روبرت غرين لتعلم قوانين القوة الثمانية والأربعين.
2 - كتاب ”الأمير“ لمؤلفة ميكافيلي لتعلم أساليب السيطرة على المحيط البشري.
3 - كتاب ”سيكولوجية الجماهير“ لمؤلفه غوستاف لوبون لترويض الجماهير وإدارة ذاكرتهم.
وفي حالات ليست قليلة تحول ويتحول الإنسان فاقد البصيرة والحكمة من شخص قوي إلى شخص باطش ومفرط الانحراف وطاغوت بسبب امتلاكه لوسائل القوة واعتداده بما مكنه الله به وازدياد منسوب حب الانغماس في شهواته. وهذا ما قصه علينا كتاب الله في شأن فرعون الملعون: «وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ».
ونجح بالفعل بعض الأفراد داخل بعض الأقوام والمجتمعات بدول ديمقراطية متقدمة صناعيا في استنطاق وتطبيق تلكم القوانين للقوة بفعالية لافتة حتى إنهم تسلقوا سلم النفوذ. واللافت أن أولئك البعض سخروا مجموعة من نظريات علم النفس لبلوغ مصالحهم وتتويج سيطرتهم. وبعد وصول القمة في النفوذ، وفي غفلة من الزمن، كشف أولئك الناس المتسلقون عن حقيقة توجهاتهم، وأزالوا المكياج عن وجوههم، واصدعوا بما يجول في أذهانهم من ترويج للشهوات الشاذة، حتى إنهم صالوا وجالوا في تمزيق الفطرة الإنسانية وانتهاك الطفولة البريئة وتجريم من ينكر عليهم أعمالهم. وخير دليل فيلمي التقصي الوثائقيان حديثا الصدور:
1 - Sound of Freedom من إنتاج Jim Caviezel & others
2 - What a woman is!! لمؤلفه Matt Walsh
وصدق ما ورد في القرآن الكريم عن أفعال الشيطان فيهم ووقوعهم في أفخاخ الشيطان: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء: آية 119].
جملة اعتراضية: أشكر كلا من Matt Walsh Jim Caviezel &، Elon mask وكل من استخدم منصة الإعلام المتاحة لردع وفضح أهل الفسق ومروجي الرذيلة ورافعي رايات الشذوذ في الآفاق.
اختفاء وازع الضمير الحي وانعدام الأخلاق والتقوى والانغماس في الشهوات حد الثمالة، جعل ويجعل بعضاً من الناس المتنفذين والمغرر بهم فريسة سهلة للشيطان، ﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: آية 119]. وعلى النقيض من ذاك، أضحى عدد كبير من ضحايا أهل القوة والبطش مصداق لمحتوى عنوان:
- الإنسان المقهور
- ضحايا الفساد
- التهميش والصوت المطبق
- إعدام الإعلام الصادق
إذا وجود قوة باطشة بيد حكيم سراء شخص أو أكثر هي نعمة للبلاد والعباد في جميع أصقاع الدنيا بطريقة مباشرة وغير مباشرة. بينما وجود قوة باطشة بيد من لا حكمة في تصرفاته أو بيد من غلبت شهوته قوة عقله قد تكون كارثة على الإنسانية جمعا لا سيما إن كانت تلك القوة تصنف عالميا بأنها قوة متطاولة الأذرع. ولعل من الحكمة هو تربية وتعميق فكرة وسلوك الرشد والنضج والانضباط سواء تحت عنوان التقوى أو الوفاء بالعهود أو الأخلاق.