آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:17 م

تعريض الأطفال الرضع إلى أصوات لفترات قصيرة يمكن أن يؤدي إلى دعم تطور المهارات اللغوية لديهم

عدنان أحمد الحاجي *

26 يونيو 2023

بقلم كاري ستيتلر

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 185 لسنة 2023

Infant Exposure to Brief Auditory Cues Can Support Language Development

Jun 26,2023

By Carrie Stetler

ما يسمعه طفلك يعد أمرًا مهمًا. حتى وهو نائم، الأصوات التي يسمعها الأطفال يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تطور اللغة «المهارات اللغوية» عنده، خاصة بالنسبة للأطفال المعرضين لاحتمال التأخر اللغوي، وفقًا لما ذكرته باحثة علم الأعصاب بجامعة روتغرز في مدينة نيوارك، نيوجيرسي. [المترجم: التأخراللغوي هو عدم تطور القدرات اللغوية عند الأطفال بما يتناسب مع الجدول الزمني للتطور. ويختلف التأخر اللغوي عن تأخر الكلام والذي يتأخر فيه عمل آلية الكلام نفسها، وبالتالي يشير التأخر اللغوي على وجه التحديد إلى تأخر تطور المعرفة الأساسية باللغة وليس تنفيذها [1] ].

على الرغم من أنه من المعروف جيدًا أن الموسيقى والكلام يعززان قدرة الأطفال على التعلم «المترجم: اكتساب اللغة في هذه الحالة]، إلا أن هناك أدلة رصينة على أن بعض الاشارات السمعية «الأصوات [2]  لفترات قصيرة brief» في محيط الرضيع يحللها دماغ الطفل المتطور ويوظفها لتشكيل الشبكات العصبية المعنية بمعالجة اللغة.

الباحثة أبريل بيناسيش April Benasich، الخبيرة في لدونة الدماغ [3]  في مرحلة الطفولة والتي تدرس تطور اللغة [4]  والتطور المعرفي [5]  عند الأطفال الرضع، أثبتت أن الأطفال الذين تم تعريضهم بشكل استقبالي [4]  أو غير مباشر «السلبي passive» لسلسلة من أصوات غير كلامية لفترات قصيرة مرة واحدة في الأسبوع لمدة ستة أسابيع كانوا قادرين على التعرف على المقاطع اللفظية [6]  والتمييز بينها بأكثر دقة. حصلوا على درجات مهارات لغوية أفضل في سن 12 شهرًا و18 شهرًا مقارنة بالأطفال الذين لم يُعرضوا لهذا النوع من الأصوات غير الكلامية. [المترجم: التعريض غير المباشر أو السلبي passive هو وجود الطفل في بيئة يسمع فيها أصوات].

نُشرت النتائج التي توصلت إليها الباحثة في مجلة القشرة الدماغية [7]  Cerebral Cortex.

الدراسة مهمة لأنها الأولى التي تُثبت أن التعرض السلبي «الاستقبالي» للأصوات غير الكلامية - التي تحتوي على انتقالات صوتية صغيرة في نطاق ال 10 مللي ثانية، مماثلة لتلك التنقلات التي تسمح للأطفال باكتشاف تلك اللغة - أي تسهل تكوين وتقوية روابط الخلايا العصبية الضرورية لمعالجة الفزيولوجيا العصبية للغة [8] .

أثبت بحث سابق في مختبر أبريل بيناسيش Benasich أن التعرض التفاعلي لبعض الإشارات السمعية «الأصوات» كان له تأثير كبير في شبكات الدماغ الحساسة وتحسِّن من الانتباه ومن تطور لغة الرضع بمرور الزمن. لكن لم يتوصل بعد إلى معرفة ما إذا كان تعريض الأطفال السلبي لهذه الأنواع من الأصوات سيكون له تأثير في شبكات اللغة [المترجم: شبكات اللغة هي المسؤولة بشكل جمعي عن التعبير عن أفكار الشخص في كلمات شفهية أو مكتوبة، واستيعاب ومعالجة أفكار الآخرين؛ وهي فريدة بالبشر [9] ]. في الواقع، كانت هناك تأثيرات رائعة في كل من معالجة اللغة ومخرجات اللغة اللاحقة. تفيد نتائج الدراسة بأن دعم قدرات المعالجة السمعية السريعة في مرحلة المبكرة من تطور الدماغ، حتى لو كانت في بيئة يتعرض فيها الطفل للأصوات بشكل استقبالي «سلبي»، يمكن أن يؤثر إيجابًا في تطور المهارات اللغوية اللاحقة.

"القدرة على التأثير في تطوير شبكات اللغة بشكل غير مباشر هي خطوة مهمة جدًا إلى الأمام. التأثير غير المباشر «الاستقبالي» يوفر بديلاً أبسط وأرخص لتعزيز شبكات اللغة المثلى، مما يتيح للوالدين الفرصة لدعم تطور المهارات اللغوية لدى طفلهم داخل العائلة بالإضافة إلى توفير طريقة للتدخلات العلاجية في المستشفيات أو عيادات أطباء الأطفال للرضع المعرضين لاحتمال كبير للإصابة باضطرابات اللغة التطورية [10] ، كما قالت بيناسيش، برفسور علم الأعصاب في مركز علم الأعصاب الجزيئي والسلوكي في مدينة نيوآرك Rutgers-Newark"s Molecular and Behavioral Neuroscience واستاذة أول كرسي في أمريكا في علوم الأعصاب المعرفية التطورية.

بحث بيناسيش السابق وجد أنه يمكن استخدام مقاييس القدرة على المعالجة السمعية السريعة لتحديد الأطفال الأكثر عرضة لاحتمال تأخر اللغة وضعف مهاراتها، مما يوفر فرصة للتدخل العلاجي والتخفيف من وطأتها.

تعتقد بيناسيش أنه ينبغي على علماء الأعصاب أن يتحركوا بشكل أسرع لتزويد الناس بأدوات لتحسين صحة الدماغ. ولهذه الغاية، شاركت في تأسيس شركة تدعى RAPT Ventures، Inc. «RVI»، والتي أطلقت مؤخرًا منتجها الأول، RAPTbaby Smarter Sleep Sound Machine، المصمم لمساعدة أولياء الأمور على توفير بيئة صوتية هادئة وداعمة للوظائف المعرفية للرضع والأطفال الدارجين. وقالت إن تباين صوت ونبرة / نغمة هذه الآلة هو ما يجعلها فعالة.

وأوضحت الباحثة: ”يحتاج الرضع إلى انتقالات صوتية قصيرة زمانيًا التي يستطيع الدماغ تحليلها حتى يتمكن من تطوير المهارات اللغوية“. ”أدمغة الرضع مصممة «فطريًا» لتحليل أي أصوات بيئية ذات صلة يسمعونها. لو كانت هذه الأصوات جميعها ذات تردد [11]  واحد، وكلها بنفس الشدة [12] ، فقد يتوقف الدماغ عن الاستماع إلى هذه التباينات الصوتية المهمة التي يمكن أن تعيق تكوين شبكات اللغة.“

”بالنسبة لـ بيناسيش، العمل على جعل نتائج أبحاث علم الأعصاب المهمة في متناول الجميع ومقدمي الرعاية الصحية تعتبر جانبًا مهمًا من مهمتها كباحثة ومصدر علمي للمنتجات التي تنتجها شركتها. قالت ”أشعر بمسؤولية كبيرة لتحقيق ذلك، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتطور أدمغة الصغار“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تأخر_لغوي

[2]  ”الإشارة السمعية «الأصوات» auditory cue هي إشارات صوتية واردة تستقبلها الأذنان وبعد ذلك يعالجها ويفسرها الدماغ. تُعرف نتائج تلقي ومعالجة هذه الإشارات الصوتية مجتمعة بحاسة السمع.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Sensory_cue#:~:text=A%20sensory%20cue%20is%20a، which%20allows%20for%20meaningful%20extrapolation.

[3]  ”اللدونة العصبية «neuroplasticity» تسمى أيضاً مطاوعة الدماغ، يشمل هذا المصطلح كلاً من اللدونة المشبكية واللدونة غير المشبكية. اللدونة غير المشبكية هي التي تتعلق بتغيرات في طرق النقل العصبي وأيضاً بعض المشابك المرتبطة بتغيرات في سلوك الجسم وبيئته وعملياته العصبية بالإضافة إلى التغيرات التي تعقب الإصابات الجسدية. تظهر اللدونة العصبية بمستويات مختلفة، بدءاً من التغيرات الخلوية الناجمة عن التعلم وصولاً إلى تغيرات شاملة في القشرة المخية استجابة لإصابة ما. يبرز دور اللدونة العصبية في التنمية الصحية والتعلم والذاكرة وكذلك التعافي بعد إصابة دماغية.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/لدونة_عصبية

[4]  ”تطور المهارات اللغوية language development عند البشر، هي عملية تبدأ في وقت مبكر من الحياة؛ إذ يبدأ الأطفال وهم لا يعرفون الكلام، ولكن بعد مرور 10 أشهر، يمتلكون القدرة على تمييز أصوات الكلام والتكلّم بلغة طفل رضيع. أظهرت بعض الأبحاث أن التعلم المبكر يبدأ في الرحم مع بدء الجنين بالتعرف على الأنماط الصوتية والكلامية المرتبطة بصوت الأم، وتمييزه عن الأصوات الأخرى بعد الولادة. يطور الأطفال عادةً قدرات لغوية استقبالية قبل تطوير مهاراتهم اللغوية الشفوية أو التعبيرية. تُعتبر القدرات اللغوية الاستقبالية بمثابة المعالجة الداخلية للغة في الدماغ وفهمها. مع التزايد المستمر للقدرات اللغوية الاستقبالية، تبدأ اللغة التعبيرية «المنطوقة» في التطور ببطء. عادةً ما يبدأ تطوّر القدرات اللغوية الإنتاجية في مرحلة ما قبل التواصل اللفظي، التي يستخدم الرضع فيها الإيماءات والأصوات لإيصال نواياهم للآخرين.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تنمية_المهارات_اللغوية

[5]  ”التطور المعرفي cognitive development يصف كيف يتطور دماغ الطفل، وينطوي على تطور مهارات، مثل مهارات التفكير والتعلم والاستكشاف وحل المسائل / المشكلات. كما أنه يؤثر في المجالات الأخرى لنمو الطفل، بما فيها المهارات اللغوية والاجتماعية،“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://helpmegrowmn.org/HMG/DevelopMilestone/CognitiveMilestones/index.html

[6]  https://ar.wikipedia.org/wiki/مقطع_لفظي

[7]  https://academic.oup.com/cercor/article/33/12/7595/7086052

[8]  https://www.brainlatam.com/blog/how-happen-the-language-processing-824

[9] https://www.o8t.com/blog/language-network#:~: text=The%20language%20network%20is%20the، functions%20that%20makes%20us%20human.

[10]  ”يُشخص اضطراب اللغة التطوري developmental language disorder عندما يعاني الطفل من مشكلات في تطور اللغة تستمر حتى سن المدرسة وما بعدها. مشكلات اللغة لها تأثير كبير في العلاقات الاجتماعية اليومية أو التحصيل المدرسي، وتحدث في غياب اضطراب طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية أو أي حالة طبية أخرى معروفة. أكثر المشكلات وضوحًا هي الصعوبات في استخدام الكلمات والجمل للتعبير عن المعاني، ولكن بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن فهم اللغة «اللغة المُستقبَلة» يمثل أيضًا تحديًا، على الرغم من أن هذا قد لا يكون واضحًا ما لم يُقيّم الطفل بشكل مهني.“ مقتبس ببعض الاصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_اللغة_التطوري

[11]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تردد_الصوت

[12]  https://ar.wikipedia.org/wiki/شدة_الصوت

المصدر الرئيس

https://sasn.rutgers.edu/news-events/news/infant-exposure-brief-auditory-cues-can-support-language-development