آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:48 م

حان الوقت لاسترداد الرجال الاوفياء حول العالم دورهم القيادي في تربية عوائلهم

المهندس أمير الصالح *

هناك تجارب ناجحة وتستحق الاستنساخ في قيادة بعض النساء الأوفياء لبعض الأسر. ونرفع القبعة لأولئك النسوة على حسن صبرهن وحسن تبعلهن وجميل كفاحهن ولطيف مساندتهن لأزواجهن في تربية أبنائهن وإدارة منازلهن وتأصيل الهوية وحفظ الحقوق وترسيخ طهارة القلوب. فرحم الله أبا وأما وأهلا ومجتمعا نشأت به أولئك النسوة الطاهرات العفيفات الصادقات القانتات. إلا أنه يبدو أن بعض تجارب سيادة المرأة للأسرة وتقليم دور بعض الرجال داخل بعض الأسر في بعض مناطق العالم، لا سيما العالم الديمقراطي جسديا وشهوانيا، ولد جيل هش ورخو ومتآكل القواعد، ومُفتت الأواصر وانفرادي المصلحة. وفي كثير من الأحيان ولد ذلك التفتت والتدهور داخل تلكم الأسر جيل من الأولاد والبنات ممن رأى بأن الحرية الجسدية الشهوانية المنفلتة غير المنضبطة هي المرحلة الأسمى والأسرع والأسهل لتحيل المال وعالم الشهرة. فانتشرت أفلام الرذيلة، وكثرت الفضائح المدوية. وزاد عدد اللقطاء، وكثر تعداد ممن يصطلح على تسميتهم بالمخانيث، وراجت أفكارهم في السلوك واللبس والوشم. وأضحى من صفاتهم أنهم مائعون في الكلام ومنعدمي الوفاء في العهود وقليلي المروءة وناكري الجميل وذوي لسان طويل وقول وقح وكسولي الهمة في الطاعة وأقوياء الهمة في الردح والرقص والمعصية وقلوبهم قاسية على أهلهم ورقيقة على الكلاب والقطط وشللهم. فتراهم جاحدين لفضل والديهم ورافعين أصواتهم على أهلهم ورقيقي التعامل مع الأجانب والغرباء والحيوانات.

المرابون من ملاك البنوك المتنفذين في بعض الدول الرأسمالية وأصحاب النفوذ ومحبي السيطرة في تلكم الشعوب، استغلوا هذه الفجوة في التربية واختلال موازين العقل هنالك وطغيان الشهوات، لفرز منتجات اقتصادية مربحة. فتم تبني أفكار نيوليبرالية تتيح للفرد المنفلت أخلاقيا بالمتاجرة بكل شي في جسده لجلب المال. فطغت صور القباحة في النت، وزاد عدد الأفلام المخلة بالآداب، وكثر عدد المغردين بالرذيلة، وأصبح الجنس صناعة وسياحة بعد أن كان صياعة وانحراف يعاقب القانون على فاعلها. فأطلق المتنفذون في المجتمعات النيوليبرالية الرأسمالية ايدلوجيا الوعود في وجه تلكم الأنفس المريضة بتبني آرائهم وصيانة قوانين الدفاع عنهم وتجريم من ينتقدهم في مقابل إعطاء أصواتهم الانتخابية للديمقراطيين. وتمت الصفقة وانطلقت الحرب على الفطرة الإنسانية. ومع تقادم السنين نرى ونسمع تجمعات سنوية لأصحاب ألوان قوس قزح واعتماد الشهر السادس من التقويم الميلادي لترويج أفكار أهل الشذوذ في الآفاق وعبر ترسانات إعلامية لا قبل للفرد أو المجتمع الواحد أو الدول الفقيرة للتصدي لها. وبعد حين تم اعتماد القوانين وتشريع الانحراف وإدانة الآمرين بالمعروف في انضباط السلوك! واليوم نسمع ما لم نسمعه يوم أمس من جرأة وتمادى في إظهار المنكر بالمزايدة من قبل بعض الأقوام في بعض المجتمعات على أعمال قوم لوط وتوثيق وترويجً وتسويق ما فعلوا من أجل حفنة مال. ولا نعلم وإياكم ماذا يخبئ المستقبل من صنوف أعمال الرذيلة التي قد تصدر من أولئك القوم. فقد فاقوا الخيال في تماديهم والله المستعان.

يبدو أن التجربة الأوربية في تقمص دور بعض الرجال لبعض النساء والعكس بالعكس أدى إلى اختلاط الأوراق وحرف الأدوار ونسبة فشل ذريع ولدت ظواهر عدة من أنواع الشذوذ الجنسي والحيواني لدى البعض، حتى وصل الحال بالبعض المطالبة جهارا بتشريع الاعتداء الجسدي على الأطفال. وقد حذر نبينا الكريم، نبي الرحمة، من هكذا أفعال فقال:

- «لعن الله المتشبه من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال».

- «كيف بكم، ترون الباطل لا يتناهى عنه والحق لا يُعمل به» … الحديث.

وحذر كتاب الله المجيد من هكذا انزلاق خطير:

﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ [الأنبياء: آية 74]

لإيقاف وصول نيران هذه المهزلة من الميوعة والتفسخ والشذوذ، يبدو لي حان وقت استرداد رجال العالم الأوفياء حول العالم لزمام الأمور وإعطاء الرجال السذج والنساء المغرر بهن وتقليم أظافر الشهوانيين المستغلين لغفلة النساء وسذاجة الفتيان المراهقين في العالم لتصحيح المسيرة الإنسانية قبل فوات الأوان وخراب مالطا. وكل رجل وفي يعمل في محيطه وداخل منطقة تأثيره. ولعل من الجيد أن نقترح بعض الأدوات:

- التحبب للأبناء «ذكور وإناث»

- عقد جلسات شبه يومية أو أسبوعية وتنبيه الأبناء من خطر الانغماس في عالم السوشل ميديا وتوظيف الأجهزة للتحصيل العلمي والابتكار وتطوير الأعمال الجيدة.

- إعطاء رسائل تذكيرية لأفراد الأسرة مع الحث على الانضباط «نموذج مرفق للاستخدام».

- صرف وقت أطول مع أفراد الأسرة

- تفعيل قوانين البيت للانضباط ولجم ظاهرة السهر ليلا والنوم نهارا.

- تحديد أوقات توفر خدمات الإنترنت المتاح في المنزل

- تعيين وتوزيع مسؤوليات منزلية على الأبناء والبنات وتأصيل روح الرجولة لدى الأولاد من الصغر وتأصيل روح الأمومة والحنان لدى البنات منذ الصغر.

- منع دخول الجوال لغرف النوم وقت النوم وعند الأكل وعند وقت أداء الواجبات الدراسية

- مراجعة دورية وشفافة للسلوك والتوجيه في حدود الضرورة وعدم الإسراف في إعطاء التعليمات والنصائح.

- تفتيش دوري للغرف

- مساعدة الأبناء على اكتشاف هواياتهم وتهيئة أجواء نفسية مريحة لهم بعيدا عن العالم الافتراضي أو أصحاب السوء.

حتما هناك حزمات عديدة وكثيرة، ولعل التربويين وأهل الاختصاص يساهمون بالكثير الكثير لإنقاذ أبناء آدم من انحراف بعضهم ومنع انتشار العفن الأخلاقي.

كان الله في عون الوالدين المكافحين بين السعي لضمان لقمة عيش كريمة وبين متابعة أبناءهم في التحصيل العلمي المرموق، وبين منع تلوثهم من الانحراف الأخلاقي في عالم إعلامي رقمي وغير رقمي لا يرحم ولا يجعل رحمة الله تنزل عليهم. حتى أصبحت أيام بعض الطاهرين في بعض المجتمعات مصداق الآية الكريمة:

﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [هود: آية 77].

إلا أن إيماننا بأن رحمة الله وسعت كل شي تدركنا أن صدقنا النية واجتهدنا بالعمل.

مرفقات:

نموذج رسالة تذكيرية لأفراد الأسرة باللغة الإنجليزية

Reminder

Please read well

Dear family members

In the name of God, the most gracious, the most merciful

Our house success, thanks to God, was built on love, honesty, loyalty, sacrifice, good morals, trust, solidarity, and good advice. I am so proud of you. However, due to the strong media campaign with flooding in all social media, cinema, and television promoting the imitation of men to women and women to men, we as a disciplined family believe in God «Glory be to Him»، in the Messenger Muhammad «pbuh» the epitome of guidance and mercy and in Imam Ali «PBUH» P». Our faith makes us obligated by the text of the Holy Qur’an to exhort one another to the truth and to exhort one another to adhere to the truth «read Surah Al-Asr». If any one of us is discovered to be attached to bad cinematic movies or to disdain wearing a necklace or growing his hair, or to be attached to ideas that do not conform to the spirit of the Islamic religion, or be attached to another house’s values or to a group of friends that may distort his behavior, his virility, or the characteristics of masculinity for men and femininity for women. The consequences of that will be disastrous for the person himself. And we all must realize the situation in time. Personally, I warn myself and correct it so that it is on the right and upright. I will not hesitate to seek the help of every source, I mean what I say with every sources to secure any of my family members to the house, to establish belonging to the family, and to reject any resemblance to the people of deviation.

Electronic devices, smart mobiles, television, the Internet, and all kind of emotional support have been generously provided to each of you to make his education, scientific, career, and professional journey a success ones and to prepare him for a decent future and honorable work. I will confiscate the devices, implement the policy of deprivation, tighten control, and inflict discipline.

Any contact or communication with any person with whom I am not comfortable with evidence that justifies my discomfort with him, which means that I will enter into legal claims with that outside person through the police and the Public Prosecution, and what is more than that to protect my family members. And I will impose disciplinary action against the individual from within my family for his path to perishing and mimicking a lost friend. This is one of my legal, social, and legal rights as a father.

This is a general message and not intended for anyone, but each of us must monitor his behavior so that we can succeed in this world and be the best of.

With love, your patent