عِيدُ الغَدِير الأغر
ننطلق على بركة الله لنحيي ذكرى خالدة وعظيمة خلدها التاريخ كعلامة مميزة وفريدة لأن وهجها انتشر في آفاق الدنيا يجلجل بصوت كأنه الرعد «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» كلمات مقدسة صدع بها رسول الله صل الله عليه وآله بأمر إلهي فيه الهدى والنور لأمة النبي محمد يحفظها من التيه والتشتت والضلال حتى تظل أمة الإسلام في حصن حصين يجنبها ما لاقته الأمم والأقوام السابقة من ذل وخزي وعذاب رباني أبيدت فيه الجبابرة والظلمة والكفرة المتعنتين الذين عاثوا في الأرض الفساد والخراب وبصنيعهم هذا أصبحوا من الماضي المنسي، وجاءت الرسالة المحمدية المباركة لتقوم بدور فعال في رفع كلمة التوحيد ومجاهدة الذين كانوا حجر عثرة في نشر راية التوحيد ومحاربة الباطل، وبعد أن أكمل دوره الريادي في نشر الإسلام في ربوع الجزيرة العربية، أوكل أمر هذه الأمة من بعده إلى ابن عمه الأسد الضرغام والبطل الهمام الإمام علي بن أبي طالب في تكملة الدور الرسالي ليجنب الأمة حديثة العهد من الانزلاقات والتفكك، بل تكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فكان أمير المؤمنين نعم الاختيار الذي تنطبق عليه المواصفات الربانية في الزعامة والريادة وإقامة الحق ومحاربة الباطل كائن من كان، رسخ معالم الإسلام في أسمى معانيه، وحق للموالين له أن يحتفلوا بهذا التنصيب ويجعلوه عيدا يتباركون فيه، ويهنئون بعضهم بعضا ويتسابقون في مجالس الذكر ليذكروا مآثره وسجاياه وخصائله العظيمة التي تطيب الأفواه بعطرها، وتطرب القلوب بذكرها، وتأنس النفوس بجميل صنعها، وستظل هذه الذكرى العظيمة مشعلا من مشاعل النور وفرحة عامرة بالأنس والسرور.
أعادها علينا وعليكم ونحن وإياكم في خير وعافية بحول من الله وقوته.