قد يكون تأثير قهوة الصباح الروتينية تأثيرًا وهميًا
28 يونيو 2023
بقلم أنغراد بروير جيلهام، محرر الأخبار العلميةفي مؤسسة Frontiers
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 180 لسنة 2023
That essential morning coffee may be a placebo
by Angharad Brewer Gillham، Frontiers science writer
June 28,2023
وجد باحثون قارنوا نتائج تحليل القهوة مقابل نتائج تحليل الكافيين [1] السادة «بلا سكر أو حليب» أن الكافيين السادة يحاكي جزئيًا فقط تأثيرات شرب فنجان قهوة، وينشط مناطق الدماغ التي تجعل المرء يشعر بمزيد من اليقظة ولكن لايُنشِّط مناطق الدماغ التي تؤثر في الذاكرة العاملة [2] والسلوك الموجه نحو الهدف. [المترجم: السلوك الموجه نحو الهدف «الغرض» هو اختيار الأفعال وفقًا للنتائج المرجوة منها في ظرف معين [3] ].
بالنسبة للكثير من الناس، لا يبدأ يوم عملهم حتى ينتهوا من شرب فنجان قهوه. غالبًا ما يُعتقد أن القهوة تجعل الشخص يشعر بمزيد من التيقظ والنشاط، لذلك يشربها معظم الناس لإيقاظ أنفسهم ولتحسين فعاليتهم وكفاءتهم ذلك اليوم. أخضع باحثون برتغاليون شاربي قهوة للدراسة لمعرفة ما إذا كان تأثير اليقظة [4] هذا يعتمد على خصائص الكافيين، أو ما إذا كان يتعلق بتجربة شرب القهوة.
قال البروفيسور نونو سوزا Nuno Sousa من جامعة مينهو البرتغالية Minho، المؤلف الرئس للدراسة التي نشرت في دورية فرونتيرز في علم الأعصاب السلوكي [5] Frontiers in Behavioral Neuroscience ورئيس تحرير الدورية: ”هناك اعتقاد سائد بأن القهوة تزيد من التيقظ والنشاط والأداء النفسي الحركي [6,7]“. ”عندما تفهم بشكل أفضل الآليات الكامنة وراء ظاهرة بيولوجية، فإنك تفتح مسارات لاستكشاف العوامل التي قد تتمكن من ضبطها وحتى تعرف الفوائد المحتملة لهذه الآلية.“
حشد الباحثون متطوعين ممن يشربون كوبًا واحدًا على الأقل من القهوة يوميًا وطلبوا منهم الامتناع عن تناول أو شرب أي من المشروبات التي تحتوي على كافيين لمدة ثلاث ساعات على الأقل قبل بدء التجربة. أجرى الباحثون مقابلات مع المشاركين لجمع البيانات الاجتماعية الديموغرافية [مزيج من العوامل الاجتماعية والديمغرافية]، ثم أجروا عمليتي تصوير مقتضبة بالرنين المغناطيسي: واحدة قبل تناول الكافيين والأخرى بعد 30 دقيقة من تناول الكافيين أو شرب فنجان قهوة [بحجم مألوف مقداره237 ملليليتر]. أثناء عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، طُلب من المشاركين الاسترخاء وترك المجال لأنفسهم بالشرود الذهني «8».
بسبب التأثيرات الكيميائية العصبية المعروفة لشرب القهوة، اعتقد الباحثون أن نتُثبت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن لدى الذين شربوا القهوة تكامل عالٍ للشبكات المرتبطة بالقشرة ما قبل الجبهية، المقترنة بالوظائف التنفيذية [9] ، وشبكة الوضع الافتراضي [10] ، المعنية بعمليات الاستبطان [11] والتفكرالذاتي [12] . [المترجم: تأثير الكيماويات العصبية على عمل شبكةالأعصاب المعرفي «13»، هذه الكماويات تشمل النواقل العصبيةوأدوية نفسانية التأثير [14] والبيبتيدات العصبية [15] ]. ووجدوا أن اتصالية شبكة الوضع الافتراضي [10] قد انخفض بعد شرب القهوة وبعد تناول الكافيين، مما يشير إلى أن تناول الكافيين أو القهوة جعل الناس أكثر استعدادًا للانتقال من الراحة إلى العمل على مهامهم.
الاستيقاظ على الجانب الأيمن من السرير [المترجم: تعبيرمجازي يعني أن المستيقظ استيقظ مرتاحًا وسعيدًا ومستعدًا لمباشرة عمله في ذلك اليوم
ولكن شرب كوب من القهوة أيضًا يؤدي إلى زيادة الاتصالية في الشبكة البصرية العليا المعرفي [16] وشبكة التحكم التنفيذية - وهي مناطق من الدماغ معنية بالذاكرة العاملة والتحكم المعرفي المعرفي [17] والسلوك الموجه نحو الهدف [المترجم: السلوك الموجه نحو الهدف «الغرض» هو اختيار الأفعال وفقًا للنتائج المرجوة منها في ظرف معين [3] ].. لم يحدث هذا عندما تناول المشاركون الكافيين فقط. بعبارة أخرى، إذا لا ترغب في الشعور بالتيقظ والنشاط فحسب، بل ترغب أن تكون مستعدًا للبدء في ممارسة عملك اليومي، فإن الكافيين وحده لن ينفع - بل أنت بحاجة إلى شرب فنجان قهوة.
الشبكة البصرية العليا المعرفي «16»
قالت الدكتورة ماريا بيكو بيريز Maria Picó-Pérez من جامعة جاومي الأول في أسبانيا: ”استهلاك كوب قهوة أو بعضه يخفض من الاتصالية الوظيفية بين مناطق الدماغ في شبكة الوضع الافتراضي، وهي شبكة متعلقة بعمليات تأثير المرجعية الذاتية [18] عندما يكون المشاركون في حالة راحة / استرخاء“. كما انخفضت الاتصالية الوظيفية بين شبكتي الحسية الجسدية / الشبكة الحركية وقشرة الفص ما قبل الجبهية، بينما زادت الاتصالية في مناطق الشبكة البصرية العليا وشبكة التحكم التنفيذية بعد شرب القهوة. بكلمات بسيطة، الأشخاص كانوا أكثراستعدادًا للعمل ومتيقظين للمنبهات الخارجية بعد شربهم القهوة".
”مع الأخذ في الاعتبار أن بعض التأثيرات التي وجدناها يمكن محاكاتها بشرب الكافيين السادة، فبإمكاننا أن نتوقع أن المشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين لها بعض تلك التأثيرات“. ”ولكن البعض الآخر من تلك التأثيرات كان منحصرًا بشرب القهوة، مدفوعًا بعوامل مثل الرائحة والطعم الخاصين بالمشروب، أو التوقعات النفسية المرتبطة بتناول هذا المشروب.“
وأشار المؤلفون إلى أنه من الممكن أن تجربة شرب القهوة بدون الكافيين قد تؤدي إلى هذه الفوائد: لم تستطع هذه الدراسة التمييز بين تأثيرات تجربة شرب القهوة وحدها وبين تجربة شرب القهوة مع الكافيين. هناك أيضًا فرضية مفادها أن الفوائد التي يدعي شاربو القهوة قد تكون بسبب تخفيف أعراض الانسحاب[المترجم: أعراض الانسحاب هي التي تصيب الشخص بعد اقلاعه عن شرب القهوة في هذه الحالة]، والتي لم تخضعها هذه الدراسة للاختبار.
"التغييرات في الاتصالية خضعت للدراسة أثناء حالة الراحة. فأي اقتران بالعمليات النفسية والمعرفية قد فُسرت بناءً على الوظيفة المشتركة المنسوبة إلى المناطق والشبكات الموجودة، ولكن لم تخضع للاختبار بشكل مباشر. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون هناك اختلافات بين الأشخاص في عملية التمثيل الغذائي «الأيض» للكافيين بين المشاركين والتي سيكون من المثير للاهتمام استكشافها في المستقبل.