الحب هو الحب
الحاجة للحب هي من أساسيات البقاء والحياة. هي تماماً كحاجة كل واحد منا للهواء والماء والغذاء. العلاقة بين الإنسان والحب علاقة حياة أو موت. إنسانية الفرد تنحرف عن الجادة إذا فقد الحب وغابت المحبة المتبادلة بينه وبين محيطه. منذ ولادته حتى موته يحيا بالحب ويموت بالكراهية. وإذا ما أرادت أي أمة أن تتحضر، أن تتقدم، أن تعيش السلام والأمان عليها أن تؤنسن الناس بالحب والمحبة. والحب، مهما تباعدت أو تقاربت محاولات تعريفه، لا يمكننا القول إلا أن ”الحب هو الحب“.
أشبع العرفاءُ الحُبَّ في كلّ الأديان بحثًا وتحليلًا، ومازال تحليلُهم لماهية الحُبّ هو الأسمى والأبهج والأعذب والأثرى، وهكذا أنشده الشعراءُ في قصائدهم وتغنوا فيه بغزلياتهم، ونهض بتفسيره الفلاسفةُ في علم النفس الفلسفي، واهتم بالكشف عن آثاره المتنوعة ومظاهره وتعبيراته في حياة الفرد والمجتمع، كلٌّ من: علماء النفس، والاجتماع، والأنثربولوجيا، والأخلاق، وأخيرًا قدّم له علماءُ الأعصاب والدماغ تفسيرًا بيولوجيًّا. كلُّ علم وفن يفسّره من منظوره، ويشترك الكلُّ في التشديد على عدم استغناء الإنسان عنه في أي مرحلة من مراحل حياته، وفي أية حالة يكون فيها، وفي أية محطة تصل حياتُه إليها.
رغم ذلك يجمع كل هؤلاء على أنهم عاجزون عن تعريف الحب، فما قالوه فيه وعنه مجرد توصيف لبعض صوره لا أكثر ولا أقل. وفي المقطع المرفق واحدة من تلك المحاولات التي تسعى لشرح ماهية الحب بعنوان ”الحب ليس في الأخذ بل في العطاء“: