آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 4:17 م

XY... س ص

المهندس أمير الصالح *

أوجد قيمة ”س“ و ”ص“ في المعادلات التالية. هكذا دُرسنا الدلالات والمعادلات الهندسية في مناهج الرياضيات الحديثة منذ أيام المتوسط مع الاستخدام النهم والمفرط والرمزي للحرفيين X وY. وأضحى منهج الرياضيات والنماذج الهندسية بكل فروعها الميكانيكية والكيميائية والكهربائية والحسابات المالية والبرمجة للحواسيب والتمثيل الجنسي البيولوجي للكروموسومات مبني على تركيبات وقواعد وحساب احتمالات برمزية الحرفين X وY وأحيانا Z. وكانت الحروف العربية ”س“ و ”ص“ وأحيانا ”ع“ هي الرديف بالمناهج المعربة للرياضيات. مضت الأيام والسنون، وأنا أشاهد تضاعف وازدياد استخدام X وY وZ في معظم فروع العلوم والأدب وحتى الإنتاج السينمائي والترميز والاختصارات. ودخل استخدام ذات الرموز في طرق حساب الفائدة البنكية المتغيرة وأصداء تغيراتها في الأنشطة الاقتصادية والتجارة والتصدير وقوة العملات.

تسييد الغرب على العالم حاليا واحد أسبابه هو التفوق في العلم التجريبي وتطوير أدواته المعرفية. وأضحى أعداد غفيرة من الناس وحول العالم منبهرين حد الإيمان بالعلم التجريبي المحسوس والكفر التام بالعالم الغيبي أو العلوم الأخرى. امتدت وانبسطت الأمور في السيطرة والقوة لمدة لامست السبعة قرون وحتى الساعة للغرب الرائد في العلوم التجريبية.

لكل قوم مفخرة واعتداد وعلو ومنحنى قوة، ولعل سبباً من أسباب شهرتهم وبناء مجدهم وتمدد سيطرتهم واعتلاءهمللقمة هو العلوم التجريبية أو المعرفة وحسن توظيفها للسيطرة والنمو. وخير مثال تاريخي لذلك سيطرة وتمدد الإمبراطورية البريطانية على شعوب متعددة في أصقاع الأرض بعد التمكن من صناعة البارود / البخار واتقاناستخدامهما في النقل والتنقل عبر المحيطات والتوسع في النفوذ.

ومع تشرب عدد غفير من الناس هناك بمبدأ العلوم التجريبية، وأنه لا يتم الاقتناع إلا بما يتم إخضاعه للحس والتجربة، انبثق الإيمان بمبدأ العلمانية، وتمدد وتبناه عدد غفير من الناس بعد أن فشل النموذج الديني البابوي و…

﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ [العنكبوت: آية 38].

يحظى بعض الأشقياء من أهل الذكاء والتحايل بإجادة توظيف المفردات اللغوية وعلم الكلام وحسن المنطق لإقناع الآخرين، لا سيما أشباه المتعلمين والمنبهرين بالماديات بأن العلمانية والنيوليبرالية والليبرالية والديمقراطية تعني فيما تعني التحرر من القيود الاجتماعية المحترمة والتمرد على التعليمات السماوية ومناكفة الأعراف الرزينة والأخلاق الحميدة والمجاهرة بالفسق والمطالبة بالتعري وركوب الفواحش. فأضحى في مصطلحات أولئك الأشقياء أن المسكرات مسماها مشروبات روحية. وتضحى العلاقات الفراشية المحرمة كالزنى والمساكنة حرية شخصية للجسد!!. ويصبح التخبيب حقاً من حقوق الانتقاء للأفضل. ويضحى التغيير في نوع الجنس ضمن حقوق انتخاب الإنسان لنوع نفسه وحقوق الفرد. ويصبح في عرف أولئك التعساء مقبولا عندهم اعتداء البالغ من الرجال على الأطفال. مالكم كيف تحكمون؟!

وسبحان الله ذات الركيزة والسند والمنطق الملهم للقوة والنفوذ في تلكم الدول الصناعية من العالم الغربي أي ركيزة العلم التجريبي، سلاح يكفر به البعض من أبناء ذات العرق، ويتمسك به البعض الآخر داخل ذات المجتمع العلماني، ومن ذات البلاد والانتماء. ومع انتشار موجة الدعوة إلى الشذوذ الجنسي والتشريع له وحمايته في بعض المواقع الجغرافية، أضحى الشواذ سلوكيا يتجاوزون العلم التجريبي في تعريف الرجل بأنه ناتج عن مركب حمض بيلوجي يحمل كروموسومات من X وY إلى المطالبة ببناء تحديد نوع الجنس والجندر بناء على الإحساس والشعور الداخلي للإنسان ورغباته الجسدية الشاذة، ويفرض ذلك على المجتمع!!!.

ناقش عدد كبير من مفكري الغرب العقلاء ذات المسألة، وتساءلوا إلى أين تتجه مجتمعاتهم؟!

1 - هل معادلات الدرجة الأولى والثانية ورمزية X وY, تكون كافية لحل هذه المعضلات الأخلاقية أم أن توجيهات السماء؟!

2 - هل من يجيدون صناعة الجوالات ورقائق السليكون والأقمار الصناعية، ولا يزكون أنفسهم بالذهاب إلى دور العبادة، ضمانات كافية لخلق اطمئنان نفسي وانتماء اجتماعي آمن؟!

3 - هل من غيروا في أجسادهم، وكفروا بالقيم الإنسانية، وهمشوا الأخلاق واستحلوا الفروج، وأباحوا المخدرات واستهزؤاباهل التقوى، هم أكثر راحة وسعادة وقناعة من الآخرين؟!

نعلم بأن هذه الأسئلة لن ولن يقرأها أو يتمعن فيها من استكبر وطغى وأخذه الغرور والعزة بالإثم، لكن القدر المتيقن من سير التاريخ للأمم أن لكل مجموع بشري منحى صاعد وهابط وإن طال الأمد. ونستشعر وإياكم بواجب أداء حق الأخوة الإنسانية في التواص بالحق وتنبيه الغافلين لتجنب المتاعب أو المضي نحو الطرق المسدودة، وان اعرضوا أو استكبروا.