طريق محبة الناس لبعضهم
هناك فرق بين أن يعيش الناس مع بعضهم وبين أن يحبوا بعضهم. فمن المجتمعات من علمهم العيش المشترك محبة بعضهم، ومنها من محبتهم لبعضهم دفعتهم للعيش مع بعضهم. فالمجتمعات من الممكن أن تتعايش مع بعضها ويكون هذا التعايش هو الطريق لمحبتهم المتبادلة. ومن الممكن أن تقودهم المحبة وثقافة المحبة كطريق نحو تعايشهم المشترك. يحدث ذلك بين جميع الناس، حتى على مستوى الأسرة الواحدة في التعايش والمحبة.
نحن البشر، كأفراد وجماعات، مجتمعات وأمم، لا يمكننا ادعاء الطهارة الكاملة والنقاء الخالص والعصمة من العيوب. وهو أمر يستوجب من الجميع استيعاب أخطاء الجميع. ودون ذلك لا يمكننا محبة بعضنا أو التعايش مع بعضنا. لذلك نجد "إن أعمال الأنبياء والقديسين والأولياء تشير كلها إلى الإحساس المرهف الداعي إلى وجوب استدراك أخطاء الآخرين، وفهمها بطريقة إيجابية. فمن مبادئها الحب كما تشدد عليه المسيحية، والرحمة كما يشدد عليها الإسلام. وفي مخزون هاتين الديانتين على الصعيد الإنساني ما يكفي للعالم أبداً ان يعيش في سعادة وهناء. [1]
طريق التعايش للمحبة، أم طريق المحبة للتعايش، كلاهما طريقان غير معبدين باليسر والسلاسة الدائمين. هما طريقان متعرضان للاهتزازات والتقلبات، بفعل طبيعة البشر الأخرى، المعاكسة للحب التي تسلك دروب الكراهية. لهذا فإن تعليم البشر أن يعيشوا معاً هو معركة طويلة ليس الانتصار فيها كاملاً أبداً. وهي تستلزم بالضرورة تفكيراً صافياً، وتربية ماهرة، وتشريعاً مناسباً، ومؤسسات ملائمة. [2] وفي المقطع المرفق لفتة ناعمة ومفيدة بعنوان ما هو التعايش: