آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 4:17 م

شكراً لك أيها المعلم /ـة

رضي منصور العسيف *

انتهى العام الدراسي، وحصد كل طالب ما يستحقه من الدرجات والهدايا وشهادات التقدير، وهنا أقف وقفة إجلال وإكبار لكل معلم ومعلمة بذلوا جهداً مضنياً في العملية التعليمية. وكما يقول الإمام زين العابدين : أشكركم لله أشكركم للناس [1] .

أقف هنا لأقدم لهم باقات الشكر والتقدير عبر هذه الكلمات:

كنتم أهل عطاء لأبنائكم، فلم تبخلوا بعلمكم، ولم تبخلوا بوقتكم الثمين، كنتم مصدر علم ومعرفة، كنتم تقدمون المعلومة بأفضل صورة، تستخدمون وسائل التعليم الحديثة، وتتابعون مسيرة طلابكم للتأكد من استيعابهم للمعلومات. فكنتم مثلا لقول رسول الله ﷺ: يجئ الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا رب أنى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك [2] .

منكم تعلموا أن عملية التعليم ليس عملية تلقين وحفظ للمعلومات بل هي عملية تفكير واستيعاب واستخلاص وابداع في التفكير. كما يقول الإمام علي : من أكثر الفكر فيما تعلم أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم [3] .

منكم تعلموا أن التعليم هو عملية تجديد، فكل يوم هناك معلومة جديدة، ولذا فقد حرصوا أن يكون لكل يوم معلومة جديدة، حتى رفع بعضهم هذه المقولة: ”يوم لم أتعلم فيه جديداً، يوم ليس من عمري“.

منكم تعلموا أهمية احترام الوقت والانضباط، ومنكم تعلموا أن الوقت هو المادة الخام للحياة، لذا فهم تعلموا أن من يربح الحياة هو من يستثمر كل دقيقة من وقته. وأن كل مجتهد هو من يخطط وقته تخطيطاً دقيقاً فيكون لكل ساعة قيمتها.

منكم تعلموا أن الفراغ مفسدة، وأن الفراغ هو طريق الفشل، ولذا حرصوا على ملء فراغهم بما ينمي شخصيتهم ويزيد من علمهم.

منكم تعلموا الأخلاف الفاضلة، فقد زرعتم في نفوسهم: الصدق، والاحترام، والجد والاجتهاد والمثابرة، والكلام الحسن، والعفو، والرفق، والتعاون، فكانت وصيتكم كما قال الإمام علي : عليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة، وإياكم والأخلاق الدنية فإنها تضع الشريف وتهدم المجد [4] .

منكم تعلموا علو الهمة، فكنتم تزرعون في نفوسهم صفة التطلع والطموح وعدم الاستسلام، وعدم قبول الدرجات الضعيفة، كما قال الإمام علي : ”كن بعيد الهمم إذا طلبت“ [5] .

وفي كلمة أخرى يقول : ”من بذل جهد طاقته بلغ كنه إرادته“ [6] .

أخير أيها المعلمون الأفاضل: لكم منا كل الثناء والتقدير، بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، وشذى العطر على جهودكم الثمينة والقيمة من أجل الرقي بمسيرة التربية والتعليم.

[1]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1489

[2]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2074

[3]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2085

[4]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 - الصفحة 803

[5]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3468

[6]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3469
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف