التخطيط المبرمج
انتهاج مبدأ التخطيط المدروس، والابتعاد عن القرارات الانفعالية، والعمل على وضع الخيارات المتعددة، في جميع التحركات، عناصر فاعلة في تحقيق النجاحات بغالبية الأعمال، سواء على الصعيد الفردي والاجتماعي، خصوصا وأن الرؤية الواضحة تحول دون الوقوع في الأخطاء الكارثية، فضلا عن تجاوز مناطق الخطر بأقل الخسائر، وبالتالي فإن الآليات القائمة على الدراسات الواقعية، في جميع الأعمال تكون نتائجها إيجابية، بخلاف الممارسات المعتمدة على القرارات الانفعالية والارتجالية، فإنها تولد الإحساس بالحسرة جراء فقدان القدرة على امتلاك زمام الأمور.
عملية التخطيط المبرمج ليست صعبة على الإطلاق، بيد أنها بحاجة إلى كوادر مؤهلة للنهوض، بمختلف الأعمال بالطريقة المناسبة، لا سيما وأن الافتقار إلى الفريق المؤهل يقود إلى الفشل، والدخول في متاهات مظلمة، نظرا لانعدام القدرة على التخطيط المطلوب، والافتقار لاختيار الطرق والوسائل المناسبة، للتعاطي مع الأعمال بالشكل الملائم، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على النتائج المترتبة على تلك الممارسات، وبالتالي فإن تأهيل الكوادر اللازمة للقيام بالأدوار المطلوبة عملية أساسية، قبل الانطلاق في ممارسات الأعمال على الأرض، انطلاقا من أهمية الفريق المؤهل في عملية التخطيط المطلوب في مختلف الأعمال.
إيجاد الحلول المناسبة، والتعاطي بالروح الإيجابية، عناصر فاعلة في عملية التخطيط المبرمج، لمختلف الأعمال، لاسيما وأن المصاعب من الأمور الطبيعية في كافة الممارسات الحياتية، مما يستدعي التفكير في وضع المعالجات المناسبة، بيد أن البحث عن الحلول يتطلب التحلي بالصبر، والتعاطي بإيجابية، عوضا من إظهار الانفعالية، وفقدان السيطرة على الأمور، خصوصا وأن الانفعالية تعطل التفكير، وتقود لاتخاذ القرارات الارتجالية، الأمر الذي ينعكس على نوعية المعالجات المتخذة، وبالتالي فإن الروح الإيجابية تساعد على تحريك الأمور في جميع الاتجاهات، مما يقود في نهاية المطاف إلى التوصل إلى المعالجات المناسبة، بمعنى آخر، فإن التخطيط المبرمج يستدعي إيجاد المقدمات، والحرص على تحريك الأمور من كافة الجوانب، وعدم الاقتصار على الرؤية المحدودة، بهدف خلق المناخ الملائم للحصول على النتائج المطلوبة.
السعي الدائم نحو الأهداف الكبرى، وعدم الالتفات إلى العراقيل الجانبية، عوامل حيوية في انتهاج التخطيط المبرمج، فالأهداف الكبرى تحفز الإرادة الصلبة، بحيث تترجم في الكثير من الأعمال الحياتية، الأمر الذي يدفع المرء للنظر للأمام دائما، وعدم الالتفات إلى الخلف على الدوام، نظرا لوجود أهداف كبرى، خصوصا وأن التوقف عند المصاعب الصغيرة، يعطل الحركة للوصول إلى الأهداف الكبرى من جانب، ويستنزف الكثير من الوقت من جانب آخر، مما يؤثر في حركة التخطيط المبرمج في نهاية المطاف، وبالتالي فإن وضع الأهداف الكبيرة منذ البداية، يقود إلى التخطيط الاستراتيجي، لتحقيق المزيد من النجاحات على الصعيد الحياتي.
القدرة على وضع التخطيط المبرمج، مرتبطة في بعض الأحيان، بطريقة التفكير في المسيرة الحياتية، انطلاقا من قاعدة ”على أهل العزم تأتي العزائم... تأتي على قدر الكرام المكارم“، فالتخطيط المدروس انعكاس على الأهداف المرسومة، فيما الفوضوية والارتجالية تكشف طبيعة التفكير لدى أصحابها، وبالتالي فإن عملية التخطيط المبرمج سمة من سمات أصحاب العزائم العالية، حيث تدفع الأهداف الكبرى أصحابها للبحث عن الآليات، والوسائل القادرة على تحقيقها على أرض الواقع، الأمر الذي يستدعي التحرك باتجاه وضع المنهجيات المناسبة، للوصول إلى تلك الأهداف، بحيث ترسم على أشكال متعددة، بعضها ذات علاقة بالتحرك الآني، والبعض الآخر مرتبط بالنظرة المستقبلية.
يبقى التخطيط عنصرا فاعلا في وضع الأمور في المسارات الواضحة، باعتباره طريقة عملية للقضاء على التحركات الانفعالية، وردود الأفعال الارتجالية، فالتخطيط يرسم الطرق الواضحة في جميع الأعمال، مما يقطع الطريق أمام التعثر في منتصف الطريق، ويقضي على الاجتهادات الخاطئة، التي تقود إلى الفشل، ويعطل الحركة الواضحة نحو الأهداف المرسومة.