هل نحب بعضنا؟
لا يمكن للمجتمعات أن تحب بعضها بينما نظرتها لبعضها قاصرة أن تكون مستعدة لتقبل وجود مساحات المحبة فيما بينها. لا يمكن للناس أن يحبوا بعضهم البعض بينما أفكارهم تجاه بعضهم مرتبطة بأحكام مسبقة تشكل حاجزاً لتبادل الحب. لا يمكن لنا أن نؤنسن الحب بين البشر بينما نظرتنا قاصرة تجاه كل الناس. هذا ما يؤكده الدكتور والفيلسوف ”أمارتيا سين“ في كتابه ”الهوية والعنف وهم القدر“ حيث يقول:
يجب أن تكون إحدى القضايا المركزية الكيفية التي ينظر بها إلى بني البشر. فهل ينبغي تصنيفهم بمعايير التقاليد الموروثة، خاصة بمعيار الدين الموروث، للجماعة التي صدف أن ولد أولئك فيها، آخذين تلك الهوية التي لم يكن لهم يد في اختيارها على أنها صاحبة الأولوية التلقائية على الانتماءات الأخرى التي تدخل فيها السياسة والمهنة والطبقة والجنس واللغة والأدب والانشغالات الاجتماعية، وارتباطات كثيرة أخرى؟
أم ينبغي فهمهم على أنهم أشخاص لهم انتماءات كثيرة يجب عليهم أنفسهم أن يختاروا أولوياتهم «متحملين المسؤوليات التي تأتي من الاختيار المعلَّل»؟ كما ينبغي عليهم أن يقدروا عدالة التعدد الثقافي بصورة أولية عن طريق تقديرهم للمدى الذي يمكن عنده أن ”يدعوا“ الناس الذين ينتمون لخلفيات ثقافية مختلفة ”لشأنهم“، أو إلى الحد الذي يمكن لقدرتهم على القيام باختيارات معقولة أن تدعم عبر الفرص الاجتماعية للتعليم والتشارك في المجتمع المدني والعمليات السياسية والاقتصادية التي تجري في البلد؟
وليس هناك طريق للفرار من هذه الأسئلة الأساسية إن كان علينا أن نقّدر التعدد الثقافي بشكل عادل *.
في المقطع المرفق لفتة جميلة حول انعكاس حب الناس على سلوك الفرد والتصرفات والمواقف الاجتماعية لإشاعة روح الإخوة الإنسانية، بعنوان الإنسانية، الحب: