الأخلاق مقابل المال: كيف نتخذ قرارات اجتماعية
6 فبراير 2019
المصدر: جامعة زيورخ
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 162 لسنة 2023
Morals versus money: How we make social decisions
February 6,2019
Source: University of Zurich
تصرفاتنا تتأثر بقيمنا الأخلاقية وتسترشد بها. ومع ذلك، قد تقف الحوافز المالية في طريق نوايانا ومقاصدنا الحسنة. لقد درس باحثو علم الاقتصاد العصبي [1] مؤخرًا في أي منطقة من الدماغ يُحسم التنازع بين البواعث الأخلاقية والحوافز المادية. تكشف النتائج التي توصلوا إليها أن أفعالنا وتصرفاتنا تصبح اجتماعية [2] أكثر عندما تُثبط هذه المفاضلات [بين هذين النوعين من البواعث الأخلاقية والحوافز المادية.]
عند التبرع بالمال لجمعية خيرية أو القيام بعمل تطوعي، فإننا نضع احتياجات الآخر قبل احتياجاتنا ونتنازل عن مصالحنا المادية لصالح القيم الأخلاقية. وصفت الدراسات هذا السلوك بأنه يعكس إما نزعة شخصية للإيثار، أو أداة لإدارة السمعة الشخصية [لحماية السمعة الشخصية [3] ]، أو مفاضلة ذهنية للإيجابيات مقابل السلبيات المقترنة بالتصرفات والأفعال المختلفة.
قام فريق بحثي بقيادة البرفسور كريستيان راف Christian Ruff من مركز الاقتصاد العصبي في زيورخ بدراسة الأسس العصبية الحيوية للسلوك غير الأناني. ركز الباحثون على العقدة الجدارية الصدغية في نصف الدماغ الأيمن [5] «rTPJ» - وهي منطقة من الدماغ يعتقد أنها تلعب دورًا مهمًا في عمليات صنع القرار الاجتماعي [المترجم: صنع القرار الاجتماعي هي تقييم البدائل مع الأخذ في الاعتبار تصرفات الآخرين واختيار البديل الذي يصب في مصلحة الهدف [6] ]. لفهم الوظيفة الدقيقة لـ rTPJ، صمم الباحثون تجربة كان على المشاركين فيها أن يقرروا ما إذا كانوا يرغبون في التبرع إلى مؤسسات مختلفة وكم مقدار التبرع. باستخدام التحفيز الكهرومغناطيسي لـ rTPJ، تمكن الباحثون بعد ذلك من تحديد أي من أنواع الاعتبارات الثلاثة التالية تُعالج في هذه المنطقة من الدماغ: مجبول على إيثار أو إدارة السمعة أو مفاضلة القيم الأخلاقية مقابل الحوافز المادية.
وجد الباحثون أن الناس لديهم نزعة أخلاقية لدعم المقاصد الجيدة وعدم الرغبة في دعم النوازع الضارة أو السيئة. ولكن، بحسب قوة الحافز النقدي سيتحول الناس في مرحلة ما [عندما يصل مستوى الحافز إلى قيمة معينة] إلى سلوك أناني. عندما خفض الباحثون من استثارة ال rTPJ باستخدام التحفيز الكهرومغناطيسي، بقي السلوك الأخلاقي للمشاركين مستقرًا بشكل أكثر.
يوضح كريستيان راف: ”إذا لم ندع الدماغ يفاضل بين القيم الأخلاقية وبين القيم النقدية المتناقضة، فمن المرجح أن يلتزم الناس بقناعاتهم الأخلاقية ولا يتأثرون بالحوافز المالية، حتى لو كان مستوى هذه الحوافز مستوىً عالٍ“. وفقًا لباحث الاقتصاد العصبي، يعد هذا اكتشافًا لافتًا، لأنه: ”من حيث المبدأ، من الممكن أيضًا تصور أن الناس يميلون بديهيًا إلى مصالحهم المالية ولا يأخذون بمسار الإيثار إلا نتيجةً للمفاضلة بين بواعث الإيثار وحوافز المصالح المادية“.
على الرغم من أن قرارات الناس كانت تنحو تجاه النزعة الاجتماعية أكثر عندما اعتقدوا أن تصرفاتهم وأفعالهم خاضعة للمراقبة، إلا أن هذا السلوك لم يتأثر بالتحفيز الكهرومغناطيسي لـ rTPJ. هذا يعني أن الاعتبارات المتعلقة بسمعة المرء تُعالج في منطقة مختلفة من الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، أدى التحفيز الكهرومغناطيسي إلى عدم وجود اختلاف في الباعث العام على المساعدة. لذلك، خلص الباحثون إلى أن rTPJ ليست موطنًا لبواعث الإيثار في حد ذاتها، بل هي موطن للقدرة على المفاضلة بين القيم الأخلاقية وبين الحوافز المادية.