مشكلات السلوك لدى الأطفال الدارجين مرتبط بإجهاد ما قبل الولادة
16 أغسطس 2019
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 159 لسنة 2023
Prenatal parental stress linked to behaviour problems in toddlers
6 August 2019
المعاناة، العاطفية [كالضيق والألم والتكدر والغضب] بين الزوجين اللذين على وشك إنجاب طفل تتنبأ بمشكلات عاطفية وسلوكية قد يعاني منها الطفل البالغ سنتين «الطفل الدارج»، كما أثبتت الدراسة [1] . وتفيد نفس الدراسة، لأول مرة، أن الخلاف بين الزوجين يساعد في تفسير سبب المشكلات العاطفية التي قد يعاني منها طفلهما الصغارالصغير جدًا.
يقول فريق من الباحثين - من جامعات كامبريدج وبرمنغهام ونيويورك ولايدن - إن نتائجهم تسلط الضوء على الحاجة الملحة لدعم الأزواج قبل وأثناء وبعد الحمل لتحسين مخرجات للأطفال [ومن مخرجات الأطفال مهارات اجتماعية ايجابية بما فيها مهارات العلاقات الاجتماعية الايجابية واكتساب المعرفة والمهارات ومنها اللغة والقراءة والكتابة في عمر مبكر وتصرفهم بالشكل المناسب لتلبية احتياجاتهم]. الدراسة هي الأولى التي تبحث في تأثير رفاهية [2] كل من الآباء والأمهات قبل الولادة وبعدها في قدرة الأطفال على التكيف مع التغييرات التي يواجهها في عمر 14 و24 شهرًا.
قالت المؤلفة الرئيسة، البروفسور كلير هيوز Claire Hughes من مركز كامبريدج لأبحاث الأسرة: "ممارسات الأباء والأمهات الذين يولد لهم أول مولود إما هُمشت أو عولجت بمعزل من تلك التي مارستها الأمهات علي مدى فترة طويلة جدًا، وهذا يحتاج إلى تغيير لأن الصعوبات في علاقات الأطفال مع كل من أمهاتهم وآبائهم يمكن أن يكون لها تأثيرات طويلة الأجل فيهم.
وجد الباحثون أن رفاهية الحوامل اللاتي يحملن لأول مرة كان لها تأثير مباشر في سلوك أطفالهن ببلوغهم العامين من العمر [حين يصبحون دارجين]. الأمهات اللاتي عانين من التوتر والقلق في فترة الحمل من المرجح أن يظهر على أطفالهن مشاكلات سلوكية، كنوبات الغضب والتململ والضغينة / الإحنة.
استندت الدراسة [1] ، التي نُشرت في مجلة Development & Psychopathology، إلى تجارب أُجريت على 438 من الأمهات الحوامل والآباء الذين ولد لهم أول مولود ممن تمت متابعتهم بعد 4 و14 و24 شهرًا من الولادة. اختير الآباء والأمهات من شرق إنجلترا وولاية نيويورك «الولايات المتحدة الأمريكية» وهولندا.
ووجد الباحثون أن للرفاه [2] wellbeing ما قبل الولادة للأمهات الاتي أنجبن لأول مرة كان له تأثير مباشر في سلوك أطفالهن ببلوغ سنهم السنتين. الأمهات اللاتي يعانين من الإجهاد والقلق في فترة ما قبل الولادة هن أكثر احتمالاً أن يشهدن أطفالهن تظهر عليهم مشكلات سلوكية مثل المزاجية وعدم الإستقرار والإحنة «الضغينة».
ووجد الباحثون أيضًا أن الأطفال بعمر سنتين كانوا أكثر احتمالًا لتظهر عليهم مشكلات عاطفية - بما فيها كونهم قلقين وغير سعداء وحزينين أو يخافون من أي شيء أو متشبثين بوالديهم في المواقف والحالات الجديدة عليهم - إذا كان والدا الطفل قد عانا من مشكلات في علاقتهما بعد فترة ما بعد الولادة مباشرة. تراوحت هذه المشكلات من عدم الشعور بالسعادة في العلاقة الزوجية إلى الجدال وأنواع أخرى من الخلافات.
تقول هيوز: ”النتائج التي توصلنا إليها تسلط الضوء على الحاجة إلى دعم مبكر وأكثر فاعلية للأزواج لإعدادهم بشكل أفضل للانتقال إلى مرحلة الوالدية“.
العلاقة بين مخرجات الطفل ورفاه ما قبل الولادة [2] قد وُجدت في دراسات أخرى، ولكن هذه الدراسة هي أول دراسة ضمت أزواجاً «أزواج وزوجاتهن»، وتتبعت رفاه wellbeing ما قبل الولادة في كل من الأمهات والآباء على مدى فترة طويلة من الزمن، وركزت على سلوك الطفل في العامين الأولين من العمر. على الرغم من أن هناك قرائن متزايدة على أهمية دعم الصحة النفسية للأمهات اللاتي على وشك إنجاب طفل «الحوامل» والأمهات الجديدات «الاتي ولدن خلال الستة شهور الماضية، بحسب التعريف»، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على ضرورة توسيع نطاق هذا الدعم إلى الآباء الذين زوجاتهم على وشك ولادة طفل «زوجاتهم حوامل» إلى ما يجاوز رفاه [2] أحد الزوجين والأخذ في الإعتبار جودة العلاقة بين الزوجين الذين ولد لهم مولود جديد.
وأقر الباحثون بأن من المرجح أن تلعب العوامل الوراثية دورًا ولكنها مسؤولة عن صعوبات الصحة النفسية للوالدين قبل أول حمل تحمل به الزوجة وبعد ولادة طفلهما. وقال المؤلف المشارك الدكتور روري ديفين، وهو متخصص في علم النفس التطوري في جامعة برمنغهام، ”إن بياناتنا تثبت أن مشكلات الصحة النفسية أثناء الحمل لها تأثير فريد في مشكلات الأطفال السلوكية.“
باستخدام استبيانات موحدة ومقابلات شخصية، أفادت الأمهات والأباء المشاركون في الدراسة عن أعراض القلق والاكتئاب في الثلث الثالث من الحمل وعندما كان عمر أطفالهم 4 و14 و24 شهرا. وفي كل من هذه الزيارات، أجاب الولدان أيضًا على استبيانات موحدة عن جودة العلاقة بينهما وعن مشاعر وسلوك للأطفال.
تقول هيوز: "كان هناك افتراض أنه من الصعب جدًا اشراك الأباء في بحث مثل هذا. ولكن دراستنا اعتمدت على استخدام عينة كبيرة نسبياً وهي فريدة من نوعها لأن كلاً من الأمهات والأباء أجابوا على نفس الأسئلة في كل مرحلة، مما مكننا من إجراء مقارنات مباشرة.
"هذا البحث يعتبر جزءً من مشروع مستمر يدرس الرفاه wellbeing وتأثير الأمهات والأباء الجدد في مخرجات الطفل. وفي دراسة مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه الدراسة، نشرت مجلة أرشيفات صحة المرأة العقلية Archives of Women’s Mental في يوليو 2019، وجد الفريق أن الآباء شاركوا في ذكريات الولادة الصادمة نفسيًا [4] مع زوجاتهم أكثر بكثير مما كان معترفًا به سابقا. قارنت هذه الدراسة رفاه الوالدين في الثلث الثالث من الحمل مع رفاههم عندما كان عمر طفلهما أربعة أشهر.
وقالت الدكتور سارة فولي، مؤلفة البحث المشاركة، من مركز كامبريدج لبحوث الأسرة: ”لو عانت الأم من ولادة صعبة، فمن المحتمل أن تكون تجربة مجهدة تفسيًا للأباء“.
"ما بينته الدراستان هو أننا بحاجة إلى جعل الدعم ماقبل الولادة أكثر شموليةً وإعطاء الأمهات والأباء الذين انجبوا أطفالاً لأول مرة الأدوات التي يحتاجونها للتواصل مع بعضهم بعض وعلى إعدادهم لهذا الانتقال الرئيس إلى الوالدية.