النفايات الحيوانية وأثرها على البيئة
تعرف الحيوانات النافقة هي الحيوانات التي فارقت أو توقفت حياتها نتيجة أما مرض أو تكون «نطيحة، المنخنقة، موقوذ، متردية» أو ماتت بشكل طبيعي أو إثر جراء حوادث الطرق السريعة. حيث إن تركها بالعراء، أو على المصارف الزراعية أو الصحاري تكون سبباً خطيراً جدا في تلوث البيئة، ويدمر الأماكن الرعوية، بل تعد إنذاراً حقيقياً لتفشي عدة أمراض بين قطعان الماشية وسبب غير مباشر لنقل الأمراض من الحيوان إلى الإنسان وانتشار طفيليات منها الحيوانات الحية مثل البراغيث وهي طفيليات تتغذى وتتكاثر وتعيش على معظم الحيوانات البرية.
بل إن خطرها يصل إلى داخل المدن والأحياء السكنية نتيجة انتشار البكتيريا والفيروسات الضارة التي قد تنقلها الرياح والأتربة إلى داخل المدينة. فيتأثر بها الإنسان وكذلك الحيوانات السليمة.
وأما إذا نفقت الحيوانات بسبب مرض وبائي أو معد، فهذا يتلخص خطره بالخسائر الاقتصادية اتجاه القطعان السليمة التي قد تتضرر منها مربي الماشية وبتالي يكون تهديداً للأمن الغذائي لغذاء الإنسان من مصدر حيواني.
يعد جهل المربي وبعض سلوكيات الخاطئة للمتعاملين مع الحيوانات في مقدمة الأسباب؛ بسبب عدم التزامه بالطرق الصحيحة العلمية لتخلص من الحيوانات النافقة لذلك يتطلب في الحالات الفردية في الحظائر أن يتم تخصيص مكان مناسب وبعيد عن مصادر المياه الطبيعية والجوفية، وأن يحفر حفيرة بعمق مترين، وأن يضع عليها طبقة من الجير بعمق متر. ومن ثم يردمها بالرمل.
ولكن في حالات وجود عدد كبير من الحيوانات النافقة، فهذا يتطلب التخلص منها بواسطة محارق متطورة، وتكون صديقة للبيئة، ومن اشتراطاتها أن تكون خارج النطاقي السكاني والعمراني حيث تصل درجة الحرارة 850 درجة مئوية لكي يحول الجثث إلى رماد. كما أن يستطيع المربي أن يتواصل مع الجهة المختصة ليتم التخلص أيضا من هذه الجثث عن طريق المرادم الصحية الخاص بها، مع مراعاة البرتوكول بعدم تلوث التربة ومصادر المياه والمصارف الزراعية. مع إسناد هذه المهام للمختصين في صحة وحماية البيئة. وفي حالة عدم التخلص الصحي هناك آثار طويلة الأمد تؤثر على صحة البيئة تشتمل على الطفرات في الحيوانات والبشر، وتدمير الحياة البحرية وقتل الكثير من الكائنات الحية التي تعيش في البحر بسبب تلوث مياه البحار بأنواع مختلفة من النفايات. ومنها قصيرة الأمد، ويختصر في تلوث المياه نتيجة رمي النفايات الصلبة والسائلة في مياه الشرب ومياه البحيرات، وهذا يجعل الماء غير صالحة للشرب أو للأغراض الزراعية، وتكلفة إصلاح المياه الاقتصادية كبيرة للغاية.
بينما المخلفات الحيوانية هي مخلفات من نفايات المسالخ والمطاعم والمطابخ والبوفيهات، ومنها أيضا بقيا طعام المتنزهين، سواء كان للوجهات البحرية أو البرية مع الأخذ بالاعتبار نفايات المنازل مصادر لتلوث البيئي، ويساعد وانتشار الذباب وانبعاث الروائح الكريهة نتيجة عدم رفع النفايات بانتظام، وتكون بيئة جاذبة للحيوانات السائبة والضالة التي قد تتحول إلى مصدر ذعر وهلع وخوف لقاطنين الأحياء من المواطنين والمقيمين.
لذلك تصنف هذه المخلفات إلى قسمين مخلفات حيوانية رئيسية تتمثل في: الجلود والعظام والدم والحوافر والقرون، أما الثانوية منها على سبيل المثال نواتج الدم مثل مسحوق الدم، الفيبرين، الهيموجلوبين، الألبومين،... الخ.
أما الأساس الرئيسي الذي يحكم تصنيع المخلفات الحيوانية تحت كل الأحوال والظروف سواء تنقية أو تغيير المنتج النهائي، فإن المخلفات الحيوانية القابلة للأكل لا يمكن أن يتم إنتاجها أو صنعها من مخلفات حيوانية غير قابلة للأكل، فعلى سبيل المثال الدهن المأخوذ من حيوانات ميتة أو معدومة أو أعضاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي مهما تم تنقيتها وتصفيتها، لهذا فإن إنتاج المخلفات الصناعية ليس للتصدير، ولكن لوضعها في دورة البروتينات والأملاح والفيتامينات لمنفعة القطيع والمربي والمستهلك، وهذا هو التحدي الصناعي والتقني.