أبواب الحب والكراهية
يتفق العقلاء على أن الحب يعين على الخير، وأما الكراهية فتعين على الشر. فعندما يحب الأخوة بعضهم البعض فإن تلك المحبة تدفعهم وتغريهم على فعل الخير تجاه بعضهم البعض كما فعل يوسف مع إخوته. بينما إذا سادت الكراهية بينهم فإنها تحرضهم على التحاسد والتباغض وربما على العداوة والتحارب كما قتل قابيل هابيل. كذلك الأمر حتى بين الجيران والأصدقاء عندما يتحابون أو يتكارهون.
هكذا هو الحب، يجعل الأبواب مشرعة لكل وجوه الخير والإحسان والتسامح والسعادة، بل هو ”يؤنسن“ ثقافة وسلوك البشر سواءً داخل الأسرة بين الأزواج والأبناء أو خارج الأسرة بين الأصدقاء والجيران. بينما الكراهية تجعل الأبواب مشرعة على كل وجوه الشر الصغيرة منها والكبيرة، المنظورة منها وغير المنظورة، تجاه الأقربين والأبعدين. فبالحب نعين بعضنا على جعل حياتنا جميعاً في سياق السعادة وراحة البال، سواءً تجاه علاقتنا الروحية مع السماء أو في سياق علاقتنا مع مخلوقات الله في الأرض.
وكما يقول الفيلسوف الدنماركي ”سورن كيركغورد“: فبقدر ما أحب شريكتي أو صديقي، على أن أعينهم على حب الله، كما يجب عليهم أن يعينوني على حب الله، وإن حب الله بدوره يتطلب منا جميعاً أن نحب بقية البشر. وعلى هذا النحو، بالرغم من أن الأصدقاء يحبون بعضهم ”بإخلاص وتكريس“، ما يتعلمونه من بعضهم البعض ليس أن صداقتهم هي الخير الأسمى، بل أن صداقتهم نفسها تتطلب منهم أن يتعلموا من بعضهم البعض ما يعنيه حب الجار.*
في المقطع المرفق لفتة مفيدة بعنوان ”أدخل من باب الحب“: