لغز الدماغ البالغ من العمر 100 عام: تم الكشف عن وظيفة ملونة وحيوية للقطب الصُدْغِيّ
كل جزء من سطح الدماغ «القشرة الدماغية» له وصف وظيفي محدد. بعض المناطق تحرك الذراعين، والبعض الآخر الساقين، والبعض الآخر يجعل من الممكن الرؤية أو التحدث.
لكن جزءا واحدا من سطح الدماغ Cerebral cortex وهي منطقة تسمى القطب الصُدْغِيّ Temporal pole لأنها على طرف الفص الصدغي Temporal lobe, لا يمكن ربطها بوظيفة محددة لمدة 100 عام على الأقل من البحث في القشرة.
اكتشف علماء الطب الشمالي الغربي للتو أن هذا السطح الغامض والصامت على ما يبدو هو في الواقع واحدة من أكثر المناطق الملونة في الدماغ. له وظائف حاسمة في فهم الكلمات والتعرف على الوجوه وتنظيم السلوك.
نشرت الورقة مؤخرا في حوليات علم الأعصاب Annals of Neurology.
تمكن العلماء من تحديد وظيفة هذه المنطقة غير المعروفة سابقا من خلال التحقيق في 28 مريضا يعانون من مرض فريد من نوعه، يعرف باسم TDP-C, يدمر القطب الصُدْغِيّ في نهاية المطاف. تقدم الحالات التي تمت مراجعتها بعد الوفاة التحديد الأكثر دقة لمناطق الدماغ التي تضررت لأول مرة في مرض يتطور على مدى 10 إلى 15 عاما.
قال المؤلف المقابل للدراسة الدكتور مارسيل ميسولام، رئيس علم الأعصاب السلوكي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرغ وطبيب أعصاب في نورث وسترن ميديسن: ”تساعدنا الأبحاث حول هذا المرض على فهم كيفية فك تشفير الدماغ لمعنى الكلمات ومشاعر الآخرين وهوية الوجوه“. ”ستساعد هذه المعرفة في تحديد طبيعة المرض وطبيعة شبكات الدماغ المسؤولة عن فهم الكلمات وتحديد هوية الشخص ومراقبة السلوك بين الأشخاص.“
يدرس باحثو نورث وسترن الآن العلاقة بين القطب الصُدْغِيّ وهذه الوظائف المعقدة، وطبيعة العلاقات بين TDP-C والصدغ الزمني.
قال ميسولام، وهو أيضا أستاذ روث دنبار ديفي للعلوم العصبية ومؤسس مركز ميسولام لعلم الأعصاب المعرفي ومرض الزهايمر: ”إن الإجابة عن هذه الأسئلة أمر أساسي لمساعدة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة“. ”الخطوات التالية في البحث هي تحديد الخصائص الفريدة للمناطق التي يستهدفها TDP-C, وتحديد كيفية تقدم المرض ومعرفة ما إذا كانت هناك عوامل خطر خاصة بالمريض.“
تمت متابعة المرضى الذين يعانون من TDP-C طوليا في مركز ميسولام Mesulam Center. تم ربط البيانات الطولية حول وظيفة الدماغ بتلف الأنسجة الذي شوهد عن طريق الفحص بالمجهر بعد تشريح الجثة.
