أخلاق وسُلوكيات إنسانية
نحن في زمن ما يسمى بالتطور الثقافي والأخلاقي والرقي الحضاري الذي فتح آفاقا واسعة من العلم والمعرفة والاطلاع التي ترفع السلوكيات الإنسانية إلى ما هو الأحسن والأفضل والأكمل من الصفات الحسنة كصدق الحديث والكلم الطيب والفعل الحسن، هذا من جانب، ومن جانب آخر ترك السلبيات والمغالطات والأقاويل والأفعال المنافية للآداب التي تدل على أن الجهل مازال معشعشا بين ظهرانينا، فتظهر آثاره على تعاملاتنا وأفكارنا المتخلفة، والتي أوجدت بعدا وإنفكاكا وشرخا حتى عن قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي رسم خطوطا عريضة قبل عدة قرون في التعامل الإنساني وكيفية النهج والهدي النبوي في أن الدين هو حسن المعاملة على كل الصعد، المستوى الأخلاقي والسلوكي والمعرفي المتمثل في صدق الحديث وأداء الأمانة واختيار الكلمات التحاورية التي تقرب ولا تفرق في العلاقات الإنسانية على أسس مبادئ الاحترام المتبادل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الترفع عن الزلات والترهات كالتنابز في الألقاب والمعايرة والتكبر والتزلف في التعامل البشري والتشدق المذموم والتطاحن والتشاحن.
كل هذه السلبيات والإصرار على فعلها تؤدي إلى انهيار المجتمعات وحرب طاحنة بين القيل والقال، بل قد تؤدي النتائج إلى ما لا يحمد عقباه في تنازع أهلي ومجتمعي لا سمح الله، فهناك من يزيد اشتعالها لحاجة في نفس يعقوب قضاها؛ لأن هناك من الناس هذا ديدنهم، وشأنهم هو خلق الفتن بين أبناء المجتمع الواحد لتحقيق مآرب شخصية وشيطانية أجارنا الله منها.
هنا يجب علينا الحذر كل الحذر من هذه النوعيات من البشر بإغلاق كل الطرق المتاحة لهم ولجمهم بما هو متاح ومتوفر بوضع سدود عائقة وضوابط اجتماعية وعدم الانصياع إلى ما يسعون إليه بكل ثبات وإخلاص وكشف ألاعيبهم أمام القاصي والداني، حتى يتقهقروا فلا يجدون أي ناصر؛ وبذلك نحمي مجتمعنا من أن يقع في براثنهم.
وكما قيل «الوقاية خير من العلاج».