آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

اقتصاديات الفضاء «3»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

وليست الصين فقط التي لديها طموحات اقتصادية هائلة تدفعها لاستكشاف الفضاء، فعديدة هي الدول التي لديها برامج للفضاء، والقليل منها فقط التي وصلت إلى مستوى متقدم. وتجدر الإشارة أن هناك تصنيفاً من سبعة مستويات يصنف البرامج الوطني للفضاء، المستوى «7» هو الأعلى، وتحظى به دولة واحدة فقط هي - بطبيعة الحال - الولايات المتحدة، فيما وصلت الصين وروسيا إلى المستوى «6»، وأربع دول في المستوى «4» هي فرنسا والهند وإيطاليا واليابان، ثم بقية دول العالم تتفاوت بين المستوى «3» ومستوى «2». ويصنف برنامج الفضاء السعودي حالياً في المستوى «2» باعتبار أن للمملكة أنشطة فضائية تدار من محطات أرضية، وأنها تشغل أقماراً صناعية، وستنتقل للمستوى «3» في حال أطلقت بعثات فضائية.

وعلى الرغم من أن برنامج الفضاء الوطني حديث نسبياً، مقارنة بالدول المتقدمة وبقية الدول النامية، إلا أن اهتمام المملكة كان مبكراً عندما ساهمت في إنشاء“عربسات”العام 1976 «مساهمتها 37 بالمائة»، وأرسلت أول رائد فضاء عربي هو الأمير سلطان بن سلمان في العام 1985.

أما بالنسبة للبرنامج الوطني فقد حقق تقدماً ملموساً بالنظر أنه تأسس في العام 2018، من خلال الهيئة السعودية للفضاء، المكلفة بقيادة وتنظيم قطاع الفضاء بأنشطته كافة بما في ذلك إطلاق المركبات الفضائية. وقد أطلقت الهيئة برنامج السعودية لرواد الفضاء في سبتمبر 2022 للمشاركة في مهام فضائية قصيرة وطويلة المدى، وفي مايو 2023 أطلقت أول الرحلات ضمت رائدي فضاء ريانة برناوي وعلي القرني.

والجهد لازال في بداياته، حيث تعمل على عدة مسارات، منها: برنامج بعثات لدراسة علوم الفضاء في الجامعات المرموقة لتطوير رأس المال البشري المتخصص في هذا المجال، وتحفيز التنمية الاقتصادية والابتكار في مختلف مراحل سلسلة القيمة من أجل خلق فرص اقتصادية واجتماعية وعلمية جديدة، وزيادة مشاركة القطاع الخاص. والعمل وفق المبادئ التوجيهية لاستراتيجية الفضاء، والتي أحد مرتكزاتها المعلنة أن تكون واقعية، ويعني ذلك“يؤخذ بالاعتبار القدرات الحالية والمستقبلية للمملكة. ”ولتحقيق المهام ذات الصلة، خصص للهيئة وأنشطتها 8 مليار ريال حتى العام 2030، بما يساهم في التنويع الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. السؤال: ما مساهمة القطاع الخاص في قطاع الفضاء السعودي؟

«يتبع»

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى