المجسمات الجمالية وأثرها على التنمية المحلية
يقصد بمصطلح أثاث الشوارع الأدوات التي يتم وضعها في الشوارع والميادين العامة التي تستهدف تسهيل وتعظيم الاستفادة من استخدامات الشوارع والميادين في المدن وتحسن المشهدي الحضري فيها.
وينقسم أثاث الشوارع إلى قسمين هما:
أثاث من العناصر الطبيعية: وهي التي يستخدمها المصممون من الطبيعة مباشرة لتنسيق فضاء الشارع مثل: الأشجار، المياه، الصخور والموارد الطبيعية وغيرها.
والقسم الآخر هو أثاث من العناصر الصناعية مثل: الأرصفة، الحواجز، اللوحات الإرشادية، مواقع توقف الحافلات، أماكن ومقاعد الجلوس، مواقع النفايات، الخرائط الإرشادية والأدلة المكانية، جسور المشاة، تنظيم الفراغات، مواقع توفير الإنترنت وشحن الجوالات، الأقواس والمجسمات الجمالية.
فالمجسمات الجمالية هي أحد العناصر والأدوات الهامة لتأثيث الشوارع، وهي ركن أساسي يساعد على ثبات وديمومة حياة المواقع وحيويتها المجتمعية، باعتبارها نقطة جذب تلتف حولها المحال التجارية وتكتسب مقومات البقاء منها، فالحركة الاجتماعية تشكل العامل الأبرز في المواقع عادة، حتى في حال ظهور مواقع جديدة أو مطورة وجاذبة تبقى المواقع التي تضم مجسمات جمالية بمواصفات معينة سببا لبقاء الحيوية والجاذبية.
نشاهد حاليا العديد من مدن العالم تعرف بمجسماتها التي أكسبتها شهرة عالمية، فبمجرد أن ترى شخصا ما يقف بالقرب من مجسم ما، تعرف أن هذا الشخص هو في تلك المدينة، وعادة ما يستخدم الإعلام المرئي تصوير مثل هذه المجسمات للتعبير عن المدينة التي يبث أو يتحدث منها.
لقد أصبحت المجسمات الجمالية في المدن إحدى وسائل تنمية الذوق العام في المدن والاستمتاع بجمال المدينة، وتعميق الإحساس بالحياة على كسر رتابة الحياة اليومية، وهي أيضا أداة من أدوات تحسين المشهد الحضري ومزاحمة مظاهر التلوث البصري وهي عامل مهم للجذب السياحي الذي له انعكاساته الإيجابية على التنمية المحلية.
بالرغم من كل هذه المزايا، إلا أننا نلحظ ضعفا في الاهتمام بالمجسمات الجمالية في المدن، وأعني هنا تحديدا المدن الصغيرة التي هي أكثر حاجة للمجسمات الجمالية وهي أكثر أهمية للالتفات إليها مقارنة ومع الفارق بالمدن الكبيرة في المملكة.
ويمكن هنا أن ألخص ما تعانيه المدن الصغيرة بهذا الخصوص في أمرين:
الأول: ضعف الاهتمام بالمجسمات وهذا يتضح في ندرة أو قلة عدد المجسمات الجمالية وضآلة حجمها.
والثاني: تنفيذ هذا العدد القليل من المجسمات الجمالية بطريقة غير متقنة ومن مواد غير جيدة وغير مستدامة وعدم وجود الفرادة والرمزية في النماذج المنفذة.
في المدن الصغيرة خصوصا نحن بحاجة إلى عدد وافر من المجسمات الجمالية المبتكرة التي تجمع بين الفرادة والرمزية، وأن تكون ذات جودة عالية وطبيعة مستدامة، فالمجسمات يمكنها أن تكون سببا رئيسا لوجود وبقاء الحركة التجارية، كما يمكنها أن تكون عنوان وهوية مميزة للمدينة وبنية تحتية لمشاريع وإبداعات بأقل التكاليف.
مراكز الإبداع البلدي الموجودة في عدد من الأمانات والبلديات تشكل نقطة التقاء وشراكة مهمة مع المجتمع المحلي، وبالرغم من أنها إلى الآن لم تظهر بالمستوى المأمول الذي تستحقه، إلا أن هناك فرصة مناسبة لدعم هذه المراكز أكثر لتكون مركزا لصنع قرار إنشاء المجسمات الجمالية في المدن وإدارتها وتطويرها.