عوامل تأثير الالتزام التنظيمي
الالتزام التنظيمي ينشأ من سلوك الموظف في منظمته؛ مما يدل على مدى التزامه بالقواعد الأخلاقية المتعلقة بعمله، وكذلك الكشف عن رضاه عن وظيفته وفخره والتزامه بها.
ويمكننا أن نعرف الالتزام التنظيمي إجرائياً بأنه: ”اتجاه إيجابي يعبر عن اقتناع الفرد بالمنظمة التي يعمل بها وبأهدافها الأمر الذي يجعله يشعر بأنه جزء أساسي ومؤثر فيها مما يدفعه إلى بذل أقصى جهد في أداء مهامه وتحقيق أهدافها مع استعداده لبذل مجهودات إضافية تطوعية من شأنها إنجاح المنظمة مما يسهم في تقدمها ورفاهيتها“.
هناك العديد من الدراسات تتناول عوامل مؤثرة على الالتزام التنظيمي ومن أهمها:
متغير العمر وعلاقته بالالتزام التنظيمي: أظهرت نتائج بعض الدراسات على وجود علاقة ارتباط إيجابية بين التقدم في العمر والالتزام التنظيمي، أي أنه كلما تقدم الموظف في العمر ارتفع معدل الالتزام التنظيمي لديه، وذلك نتيجة لأن الكبار في السن من الموظفين يكونوا أكثر حرصاً في الاحتفاظ بعملهم.
طبيعة العلاقة بين الالتزام التنظيمي وجنس الموظف: هناك بعض الدراسات التي أكدت بأن الرجل أكثر استقراراً والتزاماً من المرأة في العمل، أما البعض الآخر من الدراسات فقد أكد على أن المرأة أكثر التزاماً من الرجل، في حين أثبتت بعض الدراسات أن المرأة الملتزمة هي المرأة غير المتزوجة لأنها اكثر رضا وحرصاً وارتباطاً بوظيفتها.
علاقة الالتزام التنظيمي بمدة الخدمة: أظهرت بعض الدراسات أن معدل الالتزام التنظيمي يزيد مع تقدم سنوات الخبرة، أي وجود علاقة طردية إيجابية، وذلك نتيجة لعدة أسباب منها أن التفاعل الاجتماعي فيما بين الموظف وزملاء العمل من جهة، والموظف وقيادته المباشرة من جهة أخرى، وكلما زاد وجود الفرد في محيط العمل كلما زادت خبرته في أداء الأعمال واكتسب الطرق والأساليب الجديدة للتعامل مع الزملاء إضافة إلى ارتفاع معدل الفرص لديه لتحقيق مراكز وظيفية متقدمة بالإضافة إلى إمكانية تحقيق بعض المزايا الوظيفية الأخرى سواء معنوية كانت أو مادية، لذلك الفرد الذي أمضى سنوات خدمة طويلة وحقق مراكز وظيفية متقدمة لا يميل إلى ترك منظمته التي عمل بها من أجل الانتقال إلى منظمة جديدة أي أن احتمال انتقال الفرد إلى المنظمات أخرى تنخفض مع زيادة المدة الزمنية التي يقضيها الفرد في عمله.
علاقة الالتزام بمستوى التعليم: أظهرت بعض الدراسات التي اهتمت بدراسة العلاقة بين المؤهل العلمي للموظف ومعدل الالتزام التنظيمي إلى وجود علاقة عكسية بينهما، وذلك نتيجة لأسباب عديدة يرجع معظمها لارتفاع معدلات توقعها والطموحات والتطلعات العالية للفرد المؤهل وسعيه المستمر لتحقيق عائد مادي ومعنوي أفضل، فضلاً عن تزايد الخيارات والبدائل الوظيفية أمام الفرد كلما ارتفع تأهيله العلمي. في حين أكد البعض الآخر من الدراسات على الارتباط الإيجابي بين الالتزام التنظيمي والمستوى التعليمي للموظف، فكلما زاد المؤهل العلمي زاد التزام الفرد وتمسكه بعمله، أي أن هناك علاقة طردية بين الالتزام التنظيمي ومستوى تعلم الموظف.
علاقة الالتزام التنظيمي بالطموح والحاجة إلى العلاقة الاجتماعية: أظهرت نتائج بعض الدراسات على وجود علاقة إيجابية بين الالتزام التنظيمي والطموح والحاجة إلى العلاقات الاجتماعية وكذلك بين الالتزام التنظيمي والحاجة إلى الإنجاز.
العلاقة بين نطاق الوظيفة والالتزام التنظيمي: أشارت بعض الدراسات إلى العلاقة الإيجابية والطردية بين نطاق الوظيفة والالتزام التنظيمي، إذ كلما زاد نطاق الوظيفة أدى إلى زيادة التحدي المرتبط بالوظيفة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الالتزام التنظيمي:
العلاقة بين صراع الدور وغموض الدور والالتزام التنظيمي: تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين غموض الدور والتعارض بين الأدوار والالتزام التنظيمي، حيث يقلل تعارض الأدوار والمهام من الإحساس بالمسؤولية، مما يؤثر سلبًا على التزام الأفراد، بينما غموض الدور يضع الفرد في موقف النزاع أو الصراع فهو يزيد من الضغط الذي يشعر به الفرد وبالتالي يؤثر سلبًا على درجة التزامه، ولكن كلما زادت درجة وضوح الدور الذي يلعبه الفرد كلما زاد من الالتزام به.
العلاقة بين عبء العمل والالتزام التنظيمي: أظهرت بعض الدراسات أن شعور الفرد بزيادة عبء الدور الذي يؤديه يؤدي إلى انخفاض درجة التزامه التنظيمي، أي أن العلاقة عكسية بين العبء العمل والالتزام التنظيمي.
نستنتج مما سبق أن هذه الدراسات تناولت متغيرات ديموغرافية متعلقة بالفرد حول الالتزام التنظيمي، والتي شملت على العديد من السمات بما في ذلك: العمر والجنس ومدة الخدمة ومستوى التعليم والحالة الوظيفية والشخصية والمواقف والمعتقدات حول طبيعة وواجبات الوظيفة، والحاجة إلى الإنجاز أما المتغيرات التي حظيت باهتمام خاص من قبل الباحثين هما متغيرا العمل ومدة الخدمة.