مهرجان القطيف الدولي للأدب
أول ما قرأت خبر الإعلان عن إقامة مهرجان أدبي سنوي باسم مهرجان القطيف الدولي للأدب، تذكرت مباشرة المحاضرة القيمة التي القاها الخطيب الشيخ عبد الرؤوف أبو زيد خلال موسم عاشوراء هذا العام بعنوان أدب الطفل. وسبب هذه الذكرى وهذا الربط هو أن قلة من خطباء المنبر الحسيني من يستطيع طرح مثل هذا الموضوع الأدبي المتخصص بتمكن ثم توظيفه بشكل دقيق ضمن السياق العام للمنبر الحسيني.
حكاية القطيف مع الأدب هي سردية طويلة، ولعل هذه الإشارة تكشف عن جزء من حجم التداخل بين الجانب الأدبي ونمط الحياة المخصب بالثقافة والأدب الذي تعيشه القطيف، ليس في الفترات القديمة السابقة فقط، بل ما زال ينمو ويتمحور ويأخذ أبعاده المختلفة. فجائزة القطيف للإنجاز، والمنتديات الأدبية والثقافية الأهلية وأندية الفن والتصوير المتخصصة كلها مفردات ومنجز أدبي نتاج الحالة الثقافية في المنطقة وهي مفردات موجودة على الأرض وجاهزة لتنضم للمشهد الأدبي والثقافي الذي تتبناه وزارة الثقافة كمنجز ثقافي سعودي مستدام.
لتعزيز الاستدامة الثقافية، نقف اليوم أمام مسؤولية كبيرة نتطلع فيها مساهمة الجميع، فبعد الإعلان عن هذا المهرجان وما سيتلوه من مبادرات خلاقة، لا بد لهذه المبادرة أن تجد الدعم من الشركاء على مستوى الأجهزة الرسمية وأيضا مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال بالمنطقة بنفس المقدار الذي تجده من قبل وزارة الثقافة والكفاءات والأطر الثقافية الأهلية المختلفة في القطيف.
نتطلع بفخر أن يرتقي العمل للتحضير لهذه المناسبة للمستوى الذي نرى فيه جميع المجسمات في المحافظة قادرة على التواصل البصري مع الزائر وإيصال رسالة وزارة الثقافة. نتطلع أن تجيب أسماء شوارع وميادين المحافظة عن سؤال سبب اختيار القطيف لتكون مقراً لهذا المهرجان الدولي.
طموحنا كبير في أن نرى في كل زاوية مرفق ثقافي في القطيف، ولا شك أن وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب تدرك معنى أن تقيم مهرجاناً دولياً في مدينة ليس بها مقراً إدارياً واحداً خاصاً بها يضم أمانة المهرجان كمثال أو الأنشطة الثقافية المختلفة، فهي بحاجة إلى مقر دائم يكون النواة للأعمال التي تعمل عليها فضلاً عن الرعاية والدعم للأنشطة الأدبية والثقافية المختلفة. ولا شك أن الوزارة تدرك أيضا أن جل الأنشطة الأدبية والثقافية الحالية في المحافظة هي غير مسجلة رسمياً ضمن أنشطة العمل الأدبي والثقافي وهذا الأمر يحتاج لمعالجة استثنائية تنعكس إيجابياً على الحالة الثقافية بالمحافظة.
لا يكفي الإطراء على هذه المبادرة الأكثر من رائعة لكن يكفيني الإشادة بأسلوب الوزارة في استخدام الرمزية في تسمياتها للمهرجانات والأنشطة المختلفة، فقد اتخذت الوزارة ِاسلوب المجاز المرسل، حيث تسمي الجزء للتعبير عن الكل في التسميات التي أطلقتها مثل: شتاء الطنطورة في العلا، مهرجان أجا وسلمى في الجوف لتخليد الأسطورة ومؤتمر نحت الأبل في الجوف.
شكراً وزارة الثقافة.