خصائص ينفرد بها المدير
إن المدير في أي مستوى إداري يعتبر المخطط والمنظم والموجه والمراقب للموارد البشرية والمالية والمادية، وهو أيضاً ينفرد بخصائص مميزة أخرى وأهمها ما يلي:
وهنا لا يقصد بالأفراد الآخرين المرؤوسين أو المساعدين له فحسب، بل وأيضا الأفراد الآخرون الذين يعملون معه في نفس المنظمة سواء كانوا على نفس المستوى الإداري، أو في مستوى إداري أعلى أو أقل منه. كما يشتمل ذلك غيره من الأفراد خارج المنظمة من عملاء، وموردين، وممثلين للنقابات والاتحادات، والعاملين في الأجهزة الحكومية، والعاملين بمنظمات منافسة أخرى.. وما شابه ذلك. إن النوع الآخر من الأفراد هم الذين يساهمون في إنتاج السلع والخدمات التي تقدمها المنظمة، كما يقومون باستخدامها. وهكذا فإن المدير يجب أن يعمل مع ومن خلال جميع الأفراد داخل وخارج المنظمة بالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية.
فالمدير مسؤول عن إنجاز الأعمال بنجاح، وعادة ما يتم تقييمه على أساس مدى قدرته على إنجاز المهام بنجاح، والمدير أيضاً مسؤول عن تصرفات مرؤوسيه أو التابعين له. فالنجاح أو الفشل في أداء المرؤوسين إنما هو انعكاس لنجاح أو فشل المدير.
ففي أي وقت يواجه المدير بعدد من الأهداف التنظيمية، والمشاكل والاحتياجات وكل منها يتنافس على وقت المدير وموارده المادية والإنسانية، ونظراً لأن موارد المدير ووقته دائماً محدودين فإنه لابد وأن يعمل على تحقيق نوع من التوازن Balance بين الأهداف المتعارضة والمتنافسة، وبين الحاجة المتعارضة والمتنافسة، وذلك بالقدر الذي يؤدي إلى حسن استغلال الموارد المتاحة، ويؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوبة بكفاءة وفعالية. مثل ذلك هدف زيادة الربحية يتعارض مع زيادة الأجور والحوافز المادية للعاملين، ويتعارض مع سياسة التسعير الأقل لإرضاء العملاء. وهنا يبرز دور المدير في السعي إلى أفضل الطرق التي تحقق التوازن بين هذه الأهداف المتعارضة والتي تتعلق بأطراف ترتبط بالمنظمة ولكنها ذات اهتمامات متعارضة مثل زيادة الأرباح لأصحاب رأس المال، وزيادة الأجور للعاملين، والحصول على أقل الأسعار بالنسبة للعملاء في السوق.
المدير يجب أن يتخذ القرارات الخاصة بتوزيع الأعمال Assign Work على المرؤوسين وتحديد نوعية الأفراد الذين يقومون بالأعمال والمهام التنظيمية في نطاق إدارته/منظمته.
فالمدير يجب أن تتوافر فيه القدرة الإدراكية العالية والمعرفة الكافية، ويتسم تفكيره بالأسلوب المنهجي والتحليلي الواقعي الصحيح عندما يتعامل مع مشكلات أو مواقف معينة. مثال ذلك فإن المدير يجب أن يفكر بطريقة الأسباب المتعددة بدلاً من التفكير بالسبب الوحيد عن تشخيص وحل المشكلات الإدارية.
يجب أن يلعب المدير دور الوسيط في حالة حدوث النزاع بين المرؤوسين أو الأقسام أو الإدارات. وعليه أن يعمل على حل الخلافات قبل أن تتسع وتؤدي إلى آثار سيئة. كما أن المدير يلعب دور الوسيط بين مرؤوسيه والمستويات الإدارية العليا سواء في نقل وتفسير التعليمات والخطط والبرامج أو في نقل الشكاوي والاقتراحات ونتائج الأداء من أسفل إلى أعلى في التنظيم.
فالمدير يجب عليه أن يبني علاقات متعددة، ويستخدم الإقناع وأساليب الحث والتأثير، ويلجأ إلى التسويات وذلك Compromises للترويج لسياسات وأهداف المنظمة/الإدارة، وذلك كما يفعل رجل السياسة في تسويق وترويج برنامجه الانتخابي.
فالمدير قد يمثل إدارته في اجتماعات المنظمة أو يمثل المنظمة خارج حدودها عند التعامل مع العملاء أو الموردين أو الأجهزة الحكومية أو المنظمات الأخرى. فهو ممثل دبلوماسي لإدارته أو منظمته. كما أنه يستخدم الطرق والأساليب الدبلوماسية المختلفة في التعامل مع الآخرين لتحقيق أهداف الإدارة أو المنظمة.
ليس هناك أي منظمة يمكن أن تدار بطريقة سهلة وبسيطة وبصفة مستمرة طول الوقت، ولكن غالباً ما يكون هناك بعض المشاكل التي تعترض سير العمل في المنظمة. كما أن هناك بعض هذه المشاكل التي تتسم بالصعوبة والتعقيد والآثار بعيدة المدى على المنظمة ومستقبلها. ومن هنا جاءت مسؤولية المدير في اتخاذ القرارات الصعبة لحل مثل هذه المشكلات التي ربما تتعلق بالعاملين بالمنظمة، أو بالنواحي المالية، أو بالسوق أو بغيرها.
يمكن النظر إلى المدير على أنه رمز للمنظمة التي يعمل بها وذلك أمام أي فرد أو جهة خارجية وهو رمز أيضاً للقيادة وهو رمز للنجاح والفاعلية للمنظمة.