آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

كيف تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالسمنة لدى الاطفال؟

السمنة عند الأطفال من المشاكل المعقدة والمتنامية عالميا خاصة في السنوات الآخيرة.

ويعتبر الطفل مصابا بالسمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من المنحنى الذي يشكل 95 بالمئة من قرنائه، أو عندما يكون وزن الطفل أكثر من 30 كيلوغرام، أيهما أقل.

وحسب احصائيات وزارة الصحة السعودية 2020، فإن نسبة السمنة في الأطفال ما قبل الالتحاق بالمدرسة بلغت 6%، بينماّ وصلت بين الأطفال في سن الدراسة إلى 9,3%.

تؤثر السمنة على الكثير من أعضاء الجسم مما قد يسبب داء السكري بنوعيه الأول والثاني ومشاكل التنفس والكبد والمرارة ومشاكل في العظام، إضافة إلى تأثيرها النفسي السيء على الطفل.

تنتج السمنة من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والأيضية والبيئية والسلوكية.

وإن أحد العوامل المهمة للإصابة بالسمنة، هي الزيادة السريعة في الوزن خلال السنة الأولى من العمر.

ولقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا أقل اصابة بالسمنة من الأطفال الذين يرضعون حليبا صناعيا.

فالطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية ينظم كمية الحليب الذي يتناولها حسب حاجته للسعرات الحرارية، فهو يرضع رضاعة تفاعلية نشطة فيتناول الحليب كرد فعل لجوعه أو شبعه. كما أنه يتحكم في كمية الحليب الذي تنتجه الأم، حيث أن حليب الأم خاضع لقانون العرض والطلب، فإذا رضع الطفل أكثر زادت كمية حليب الأم، وإذا رضع أقل قلت كميته.

تؤدي هذه البرمجة الداخلية المبكرة عند الطفل على قدرته على التحكم في كمية الأكل التي يتناولها، ومن ثم في زيادة وزنه فيما بعد.

ونلاحظ أن الأمهات اللواتي يرضعن أولادهن رضاعة طبيعية أكثر استجابة إلى علامات الجوع والشبع عند أبنائهن من أمهات الأطفال الذين يعطون أولادهم الحليب الصناعي، فهن يعتقدن أن الطفل يجب أن يكمل الكمية المدونة على علبة الحليب الصناعي لعمره وقد يجبرن الطفل على تناول الرضعة كاملة،

فالطفل هنا لا يتحكم بكمية الحليب التي يتناولها، فيكون عادة ما يأخذه أكثر من حاجته مما يسبب له عادة الأكل الكثير في المستقبل وهذا يؤدي إلى السمنة.

ولقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يتاولون الحليب بالقنينة، أكثر إصابة بالسمنة، سواءً تناولوا حليب الأم أو الحليب الصناعي.

ومن الاسباب التي تجعل الأطفال الذين يرضعون طبيعيا أقل اصابة بالسمنة وجود هرمون اللبتين في حليب الأم، وهو الهرمون الذي ينظم الشهية والشبع، وهذا الهرمون لا يوجد في الحليب الصناعي.

فإذا رضع الطفل حليب أمه ودخل هذا الهرمون إلى جسمه، فإنه يحس بالشبع ويتوقف عن تناول كميات زائدة عن حاجته من الحليب.

كما أثبتت الدراسات أن نسبة السكر والأنسولين أقل عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وهذا يقلل احتمالية إصابتهم بمرض السكري والسمنة.

ويستمر هذا التأثير في الطفل حتى مرحلة المراهقة والبلوغ، فالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل اصابة بالسمنة حتى في سن المراهقة وبعد البلوغ.

استشارية طب حديثي الولادة والخدج، واستشارية الرضاعة الطبيعية بمستشفى القطيف المركزي