ملامح من الشعر الساخر بين الماضي والحاضر في منطقة القطيف
مقدمة:
ما هو الشعر الساخر؟ ومتى بدأ الشعر الساخر؟ ولماذا الشعر الساخر؟ وهل كل الشعراء مبدعون في هذا الفن من الشعر؟ وهل لازال متداولا أم أنه تلاشى؟ وما هي أسباب تلاشيه واندثاره؟
مجموعة من الأسئلة تظل عالقة بالذهن تحتاج لإجابة دقيقة ومفصلة ما وسع الجهد وتحملته النفس، ولذا سنبدأ بالإجابة عن كل سؤال بالقدر المتاح.
ما هو الشعر الساخر؟
هو لون من الشعر يحمل طابعا تهكميا حينا، أو طابع الدعابة والمرح حينا آخر، يجنح له الشاعر لحدث ما أو للتنفيس عن مشكلة ما، خاصة أو عامة.
متى بدأ الشعر الساخر؟
قد تكون جذوره موغلة في القدم منذ العصر الجاهلي، إلا أنه يغلب على لغة ذلك العصر الهجاء المر والقذف أحيانا مما يحرفه عن مسار السخرية كهجاء مبطن، ووعظ معلن، ولعل في نقائض جرير والفرزدق والأخطل الكثير من ذلك، وقد أبدع الأخطل وبرع في هذا اللون من الهجاء الصريح والمبطن أحيانا كسخرية مما حوله من أحداث، ومن ذلك قوله المشهور في النيل من قوم ليسوا بأهل ضيافة ولا كرم:
قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ
قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النارِ
لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلوا
وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحارِ
ومن ذلك أيضا قول الحطيئة شاعر الهجاء ومن اختص به، في هجاء أمه وتعنيفها:
جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ
وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينا
تَنَحَّي فَاِجلِسي مِنّا بَعيداً
أَراحَ اللَهُ مِنكِ العالَمينا
أَغِربالاً [1] إِذا اِستودِعتِ سِرّاً
وَكانوناً عَلى المُتَحَدِّثينا
ويتوالى تعاطي هذا اللون من الشعر بين العصور الأدبية المختلفة، كل بحسب مقتضاه بين حذف واضافة وتغيير في النسق والشكل حتى وصل لما هو عليه الآن.
لماذا الشعر الساخر؟
يكون حينا للمرح واضفاء الدعابة بين الأخوان والأخلاء أو بين عامة الناس أحيانا عند وقوع حادثة معينة تثير قريحة الشاعر، ويكون أحيانا للتهكم والسخرية من الخصوم وانزالهم منزلة الحضيض، وقد يجنح لنقد الظواهر الاجتماعية بأسلوب هزلي لكنه هادف.
وهل كل الشعراء مبدعون في هذا اللون من الشعر؟
لا أظن ذلك فشعر الهزل أو الشعر الساخر أعتقد أنه من السهل الممتنع الذي ربما يسهل على شاعر مغمور ويتجنبه الشاعر المشهور ولا يخوض في غماره.
مدخل:
ومن هزليات الشيخ جعفر الخطي قوله في أحدهم [2] حين تشاعر وظن نفسه شاعر بحق:
أو فاتخذ لك مزمارا ودبدبة [3] ....وعش لك الخير طبالا وزمارا
أو كن فديتك صفارا فليس على.... علياك بأس إذا أصبحت صفارا
أو كن كصاحبك الأدنى أبي حسن..... أعني عليا فتى عمران زرارا
أو فاتبع ابن مهنا في بزازته [4] ... أو فامش خلف فتى شنصوه [5] قصارا [6]
فنقول هذا النص لأبي البحر الخطي الذي قيل في السنة السابعة بعد الألف من الهجرة، هل يمكن أن يمثل نواة للشعر الهزلي والساخر في المنطقة؟! وهل كان هذا اللون من الشعر دارجا في عصره، أو انه انفرد به عن غيره من الشعراء؟ ربما نسلط عليه الضوء في بحث خاص ما وسعت الأيام.
إنما ما نستشفه من النص أنه نص تهكمي بامتياز وقد سبقه نص آخر في ذم الرجل ذاته، ومن أبرز اشاراته أنه حث المتشاعر على ترك هذه الصنعة واتخاذ صنعة تليق به كما هم رجالات عصره الذين سردهم وأثنى عليهم، وهو نص هزلي في ناحية وتوثيقي في ناحية أخرى لأسماء عوائل ربما اندثر بعضها ولا يزال البعض، ولمهن ربما اندثر معظمها إلا القليل المتبقي كشاهد على التراث المضيع.
ومن الشعر الساخر أيضا، ما أورده العلامة الحجة الشيخ فرج العمران رضوان الله عليه، في كتابه الأزهار الأرجية حيث قال [7] :
وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من الشهر المؤرخ «جمادى الأولى سنة 1370 هـ » خطر ببالي هذا الشعر والأصل للفاضل الأستاذ أحمد بن الحاج علي بن أحمد بن عطيه من أهل الكويكب المتوفى يوم الأحد الرابع عشر من شهر محرم الحرام سنة 1353 هـ وتخميس البيت الأول له أيضا أما تخميس البيت الثاني فهو لنا وقد أحببت أن أذكره هنا قضاء لبعض حقوقه:
غريشة رضوان نجارها..... من حطب الفردوس بكارها
تشتاقها في الخلد نظارها...... إن لم تكن خامدة نارها
اشرب منها حيث يكفيني
طاب المندى وسما حزبه....... سرى بجسمي كدمي حبه
ولذ عندي بفمي جذبه....... وإن يجدد طاب لي شربه
وكثرة الدخان تؤذيني
فقد اشترك الحجة الشيخ فرج العمران واستاذه الشيخ أحمد بن عطية، في تخميس بيتين من باب التندر وروح الفكاهة والمداعبة لا أكثر.
وعلى مثل هذا المنوال وفي زمن معاصر للحجة العمران، يمضي الشاعر الكوفي بسخريته في نوع من الهزل المقصود كنوع من التنفيس عن الأوضاع التي عاشها في حينه وتلك الظروف القاسية التي انعدم فيها حتى رغيف الخبز وحبات التمر، وقد جعل من قصيدة الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي مرتكزا لمجاراته الأولى حيث يقول الرصافي مرحبا بالمستر كراين:
مرحباً بالزائر المشهو
ر في كل المداين
مرحباً بالقادم المشكو
ر في هذي المَواطن
فضلكم بادٍ على الشر
ق وشكر الشرق عالن
كم لكم من وَقَفات
دونه ضد المُشاحن
وكانت مجاراة الكوفي على هذا النحو:
يا مريد السوق أهلا
لترى مستر كراين
فإذا جئت فخبره بما
في السوق كائن
قل له فيها حوانيت
اتجارٍ ومخازن
وخبابيز تحوّر
خبزها فوق البشاخن [10]
افهذا عندكم في الغرب
يا مستر كراين؟
سمچ الصافي على أفنع
شر [11] ، وهم بيزات [12] ما من
وعلى آنه صغيرة
بلغت سوق الرباين
والرطب غالي على آنه
مثل سعر التواين
وإذا الجوع سطا
بالضعف في وسط المصارن
فمن المسؤول عن
ذلك يا مستر كراين؟
فاستطاع الكوفي من توظيف شعره الهزلي الساخر في طرح معاناة الناس من الغلاء وجشع التجار بأسلوب رقيق ولفظ رشيق مزج فيه بين العربية والعامية مضيفا لها النكهة القطيفية.
فهذه مراحل زمنية مختلفة وإن تباعد أولها واقترب آخرها، إلا أنها تشير إلى هذا اللون من الشعر واستخدامه في أغراض شتى بحسب طبيعة كل شاعر وميوله.
محتوى:
أولا أنواع الشعر الساخر:
1 - الشعر الخاص بحادثة ما أو وقعة أو قصة تخص الشخص أو له فيها مأرب.
ومن ذلك مثلا ما وقع للشاعر عقيل المسكين في حادثة الشغالة الهاربة [13] حين لجأت إلى صاحب المكتب تشكو معاناتها من كفيلها فيقول:
لمكتب التخليص جاءت شاحبه..... شغالة الجيران ولت هاربه
تبكي بحرقة ورأسها مهز....هز إذا تحدثت كالنادبة
فجاءهم كفيلها مولولا.... «معفسا» [14] غترته وشاربه
فقال: ذا مكتبكم يغشني..... بهذه الهندية المشاغبه
فقلت: ذي شغالة غريبة..... أتت لرزقها وليست كاذبة
حسبتموها آلة سحرية........ مثل «الريموت» أو «حاسبة»
ومن ذلك أيضا قول المرحوم الشاعر حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح بعنوان ”طفيلي“ [15] :
وأتى لنا في مطعم فخم فأطعم وأرتوى
وأتى على «طن» من الأكل الرفيع المستوى
لم يبق صحنا ما غزاه مفرغا للمحتوى
حتى رأى كشف الحساب فصد عنا وانزوى
2 - الشعر الأخواني والذي عادة يكون بين الأصدقاء وتتبادل فيه الطرائف والملح، وربما يكون الأكثر تداولا فقد يقع في المجالس والمسامرة أو المراسلات الخاصة.
ومن ذلك ما نظمه المرحوم الأستاذ محمد رضي الشماسي في قصيدته تحية وداع، بمناسبة توديع الدكتور جاسم الأنصاري وبعد تعيينه مديرا عاما لمشروع الجبيل، حيث يبدو على القصيدة جو التندر والدعابة فيقول [16] :
رويدك هل يسمو جبيل على جبل؟.... وهل ينفع التصغير للمرء لو عقل
إلى أن يقول:
جبيل وفي التصغير معنى لعارف... وهل قيس بحر يا خليلي بالوشل
وهل جبل قد قيس عند ذوي الحجى... أبا ماجد يوما برأس من البصل
فكيف يعاف المرء قمة شامخ... منيع ويرضى بالقليل وبالأقل؟
وقد جاء رد من الشاعر محمد العلي، ورد آخر من الشاعر محمد سعيد البريكي حيث يقول في قصيدته بين الجبل والجبيل:
أخي كف عن ذم العروسة في الحلل.... جبيل ولا تكثر من الحيف في الزلل
أغركم من ظهرانكم ذاك الجبل... وما هو إلا صخرة تورث الملل
إلى أن يقول:
إذا ما أرادوا السير عرقل سيرهم.... مطبات يورثن البواسير والعلل
ولا بحر في أرجاء ظهرانكم طمي.... ولا قارب يرسو ولا مركب رحل
وكذلك ما وقع كمساجلة بين الشاعر ياسر المحفوظ والشاعر عقيل المسكين وكلاهما من سيهات، حيث ابتدر المحفوظ صديقه بأبيات بها مزاح مفتعل لإثارة قريحته وكان له ما أراد.
أعقيل لو تدري «بناتك» أن ذا...... إنسان شعرك نائم «متشخشخ» [17]
وعلى خشيمه بدت نفاخة..... مائية لماعة تنتفخ
وببهجة غارت على وجناته.... «دبانة» [18] سكرانة تمخمخ
اليوم يومك في غنيمتك التي.... عاد الشتاء وعينها لا تنضخ
في نجد أحكم قفله فتصدعت........ حيطانها فنديمها لا يشمخ
فرد عليه الشاعر عقيل المسكين بقصيده منها هذه الأبيات:
وإليكها منظومة خائية......... فيها الدعابة تزدهي «وتفخفخ»
حر الدموع بمقلتي توهجت..... آهاته الحيرى تثور وتطبخ
«محفوظ» لا تهزأ بمن عشق البيا..... ن رسالة قدسية تترسخ
فاشنأ بهزئك يا لعوب ولا تقل.... إنسان شعري نائم «متشخشخ»
ما نامت الأوتار لكن صمتها....... بوح تلجلج في الضمير يمخمخ
3 - شعر المعارضة ومجاراة القصائد المشهورة والنسج على منوالها بأسلوب ساخر ولاذع، كما في مجاراة الكوفي للشاعر الكبير إيليا أبو ماضي في قصيدته الشهيرة لست أدري، واصفا جوعه وعدم توفر الاختيار اللازم للأكل فليس أجمل من الاقتناع بما هو موجود والقبول به:
ولقد قلت لنفسي، وأنا فوق العريش
أيما أفضل أكل العيش أم أكل الجريش؟
فأجابتني، وللضرس صرير ووشيش:
كل من الموجود، إني عن سواه لست أدري
وقد عارض أيضا الشاعر الرصافي كما أسلفنا.
خصائص الشعر الساخر:
1 - المزاوجة بين الألفاظ العامية والعربية بما يخدم الغرض الهزلي.
وقد كان هذا المنحى يستعمل حتى لدى الشعراء المتقدمين، ومن ذلك قول الشاعر الشيخ جعفر الخطي [19] :
يا حماة القريض هبوا لأخذ ال.... ثأر فالخطب لو علمتم جليل
وخذوا الترات من قاتل الشع..... ر فما الحزم أن تضاع الذحول
لاك فيه شحمة الشعر من لم..... يدر ما فاعل ولا مفعول
وادعى رتبة البلاغة في القو.... لـ غبي لم يدر «إيش» يقول
فلفظة «إيش» هي لفظة عامية محلية بمعنى ماذا.
أما في العصر الحاضر فيكثر استخدام هذه الألفاظ حتى لتغلب على الأصل في بعض الأحيان كقول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدة له بعنوان ”عيشة الشعراء“ [20] :
ديوان شعرك سعره............ في السوق سعر السندويشه [21]
ويقل عن سعر المعسل [22] ......... عابقا في جوف شيشه [23]
يا من يعيش على القصيد...... أفق فما في الشعر عيشه
2 - المزاوجة أيضا بين الألفاظ العربية والأعجمية بما يضفي على النص لونا جديدا من الشكل لهدف إيصال الفكرة.
ومن ذلك قول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدته ”امرأة تركيب“ [24] :
بان «الخريط» ولو خيرت ما بانا....... مذ سيح الحر فوق الوجه ألوانا
ولم تعد عدسات العين لاصقة........ ولا الرموش التي شقت حنايانا
ولم يعد شعرها ذاك الحرير سوى...... «باروكة [25] » فخمة من «سنت لورانا [26] »
أو كقول الشاعر عقيل المسكين في قصيدته ”أنا وسيارتي“:
مسكينة سيارتي..... أقساطها في ذمتي
إلى أن يقول:
«عكوسها» تكتكت..... وصوتها كاللعبة
«كبريتر» مكتم...... مسيب للتعتعة
كسلت في ارسالها..... للفحص منذ فترة
3 - الاعتماد على البديهة الحاضرة في الرد واختيار الوزن والقافية ذاتها في أغلب الأحيان.
كقول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدته ”البيتزا وعمرو بن كلثوم [27] “:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا...... فقد بتنا لعمرك جائعينا
فإنا نشهد الأطباق ملأى....... ونتركهن بيضا قد فضينا
فقالت ليس في «الويك اند» طبخ........ ولا نفخ فلا تثقل علينا
تفضل دونك التلفون فاطلب..... لنا «بيتزا» تسر الناظرينا
4 - المبالغة في بعض الحوادث والقصص ونسج الخيال حولها لإضفاء جو من المرحة والمتعة أيضا.
كقول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدته ”سيارة عجوز [28] “:
لي «موتر [29] » متهالك...... يخشى التنقل والسفر
يمضي المسافة لاهثا.... ما بين صفوى والخبر
حركته نحو الحسا...... فثغا «وناتع» واعتذر
فعرضته للبيع لكن..... لم ألاق «الكستمر[30] »
ويغيظني فأسبه...... من رأسه حتى «الكفر [31] »
5 - توظيف الشخوص المختلفة من فنية وأدبية وتاريخية وحتى الكرتونية.
كقول الشاعر علي حسن القويسم في قصيدته السنافر وشرشبيل [32] :
بدأت وإن بدأت فلن أطيلا...... فهل تخشى السنافر شرشبيلا
سنان ما رأى زعبور إلا...... رأى بمقلته شر وبيلا
وبشار مضى في البحث دهرا..... لقاء الأم يبدو مستحيلا
ولوسي صادفت عزا وفقرا...... فهل ترضى لأسرتها بديلا؟
وكقول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدته ”في المشمش [33] “:
لا أنت من عبد الحليم..... ولا أنت فريد الأطرش
فدع الغناء لأهله...... واعرف مقامك واختش
وأجاب: نجم صاعد...... فأجبته ”في المشمش“
6 - تضمين الحكم أو الأمثال أو المقولات السائرة على الألسن.
ومن ذلك قول الشاعر عقيل المسكين في قصيدته ”إذا شبع الحمار نهق [34] “ فيقول:
أكل حتى شبع وعندما قام عن المائدة لم يحمد الله أو يشكره بل تابع ثرثرته عن فلان وعلان فقلت فيه..
أكلت فبعد أكلك قم............ بشكرك رب هدى ورزق
ولاتك كالجحود فما...... له خلق وفاء ونسق
وصفت شقاءه مثلا...... «إذا شبع الحمار نهق» [35]
وقول المرحوم الشاعر حسن السبع في قصيدته ”برج الثور [36] “:
لا تعجبي فالثور برجي.......... لست من برج الأسد
حظ الورى ذهب وحظي...... مثل حبل من مسد
لكنني ولسوء حالي..... ما سلمت من أحد
فلقد جنى برجي علي.... «وما جنيت على أحد [37] »
الخاتمة:
وهل لازال الشعر الساخر متداولا أم أنه تلاشى؟ وما هي أسباب تلاشيه واندثاره؟
ربما لم يبق من الشعر الهزلي الساخر إلا ما حفلت به كتب الفكاهة والضحك، وبعض الآثار الإخوانية التي تظهر بين الفينة والأخرى على ألسنة الناس، فقد اتجه الشعراء حديثا للشعر الجاد أحيانا أو الشعر الذاتي الذي لا علاقة له بالأحداث الأخرى وقضايا المجتمع.
ويمكن أن نجمل أسباب تلاشيه واندثاره لما يلي:
1 - تلاشي المقاهي وامكنة التجمع والسمر والعزوف عن المنحى الأدبي والاشتغال بمناحي الحياة الأخرى.
2 - ظهور وسائل الإعلام كالصحف والمجلات والتلفاز وكذلك السينما والمسرح التي حملت ألوانا من الفن الحضوري الساخر الذي علق بذهن المشاهد وبصره أكثر من سماع مقاطع من الشعر الفكاهي الساخر.
3 - انشغال الشعراء أنفسهم بالشعر الذاتي والنفسي والتخلي عن هذا اللون من الشعر ليصبح أقرب شيء للتراث.
4 - قلة الرواة والحفظة والمدونين لهذا الشعر مما جعله يذهب في طي النسيان، فحتى الشعراء أنفسهم تجدهم يركنون هذا النوع من القصائد على الأرفف وفي الأدراج ولا يطبعونها في دواوينهم إلا ما شذ وندر.