آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

«حدود 960 - بعد سنة 1036 هـ »

من أعلام الأحساء المغمورين: الشيخ جعفر بن محمد النجار

محمد علي الحرز

أسمه ونسبه:

الشيخ جعفر بن الشيخ محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد علي بن داوود النجار الشهير ب «ابن النجار الأحسائي»، يحتمل أن أصولها تعود لمدينة الهفوف لاشتهار عدة بيوتات فيها ب «النجار»، حتى أنه يعرف حي في الكوت ب «فريق النجاجير»، جمع نجار، من بيت علم وأسرة علمية عريقة، فوالده الشيخ محمد بن علي النجار من الأعلام.

يحتمل ولادته كانت في موطنه الأحساء حيث كان يقيم فيها والده الشيخ محمد بن علي النجار الأحسائي، قبل هجرته ومغادرته البلاد حدود سنة 960 هـ .

أسرته:

ينتمي إلى أسرة علمية اشتهرت بالعلم، فوالده حظيَ بشهرة واسعة لمكانته العلمية واتصاله بالفقهاء والفضلاء، إضافة لجمال خطة الصفة التي توارثها الأبناء عن الآباء، فكان الأب والابن ممن يقصدون للنّسخ لما يتمتعون به من جودة خط وإتقان في قواعد اللغة وإتقان شكل وتنظيم المخطوط، لم نعرف الكثير من أعلام هذه الأسرة، وإن كان عرف منها في الأحساء عدد من الأسر كانت تلقب ب «النجار»، وكانت تسكن مدينة الهفوف، وذلك لتميزهم بصنعة النجارة.

لعل له أخوه ممن زاول العلوم الدينية، ولكن لا يوجد ما يثبت ذلك، عرفنا والده الذي كان يلقب ب «الفاضل الأحسائي»، وهو ممن عاش النصف الثاني من القرن العاشر والعقود الأولى من القرن الحادي عشر.

والده:

الشيخ محمد بن علي النجار «توفي بعد سنة 1006 هـ»:

الشيخ محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد علي بن داوود النجار الحساوي الشهير ب «النجار الأحسائي»، من بيوت العلم خلال القرن العاشر الهجري، من أصحاب الفضيلة العلمية حتى كان يعرف بين معاصرية ب «الفاضل الأحسائي»، توفي بعد سنة 1006 هـ ، يتميز خطة بالجودة والإتقان والجمال، وهو غاية في الرتابة وحسن التنسيق، قام بالنسخ بين سنتي 963 - 1006 هـ ، أي قرابة «43»، وكان خطه مطلوب من أقبل المهتمين بالكتب والمخطوطات مما يعطي إشارة أنه يمارسه كمهنة وحرفة لديه، وأنه ناسخ محترف وليس من أجل الدرس والتدريس والاستخدام الشخصي فقط.

نسخ عدة كتب منها:

- ديوان علي بن المقرب العيوني: علي بن المقرب العيوني، فرغ من نسخه سنة 963 هـ ، جاء في نهاية النسخة: «تمّ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي، وآله الطيبين الطاهرين. فرغ من تسويد بياض...؟ الديوان، ديوان الفاضل الكامل، التقي النقي، ابن المقرب تغمده الله بالرحمة، على يد أقل عباد الله، الفقير الحقير، الراجي أن الله يغفر له الوزر الكبير محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد علي بن داوود النجار الحساوي محتده، غفر الله له ولوالديه، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، آمين، وكان ذلك في تاريخ الثالث من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وتسعماية لخزانة المؤدي الفرض والسنن، الطايع لربه في السر والعلن، أمنه الله في الوطن سبحان ذو الفضل والمنن، الفقير إبراهيم بن حسن بن زهير أيده الله بعنايته، أنه على كل شيء قدير، إنه غفور رحيم» [1] .

وكونه لم يذكر له ألقاب علمية يبين أنه من أصحاب الوجاهة الاجتماعية وليس من أصحاب الفضيلة الدينية.

- الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي العاملي «911 - 965 هـ »، وقع الفراغ من كتابة النسخة سنة 994 هـ  [2] .

- الصحيفة السجادية الإمام زين العابدين، علي بن الحسين×، وقد كتب في الصفحة الأولى بقلم: «الفاضل الأحسائي»، انتهى من كتابتها سنة 1006 هـ ، قال في نهايتها: «وافق الفراغ من كتابتها عشية يوم الأربعاء، الخامس عشر من رمضان المبارك سنة السادسة بعد الألف بقلم الحقير كاتبه مالكه لنفسه، معتمداً أمر ربه محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن داود الأحسائي - غفر الله له ولو والديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات -» [3] ، على النسخة إنهاء من الشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني «ت 1098 هـ ».

أساتذته وشيوخه:

درس الشيخ جعفر على يد عدد من الأعلام المعاصرين في مختلف المناطق والمدن التي زارها وأقام فيها مما كون لديه حصيلة علمية عالية، جعلته من الفضلاء الأجلاء، منهم:

1 - والده الشيخ محمد بن علي النجار الأحسائي، ولعل أخذ عليه المقدمات وبعض المراحل العلمية المخلتفة.

2 - بهاء الدين بن محمد الأشحوري العاملي، فقد نسخ له كتاب «التهذيب» سنة 1036 هـ ، ولعله أخذ على يديه علوم الحديث.

وهو من الأعلام الذين كان لهم إقامة في مكة المكرمة ونسخ فيها كتاب الألفين للعلامة الحلي، وفرغ من الجزء الأول 16 محرم سنة 998 هـ ، وفرغ من الجزء الثاني في نفس السنة [4] ، انتقل آخر حياته إلى أصفهان وأخذ يدرس الحديث فيها.

محطات حياته ورحلاته:

هناك مجموعة من المحطات والتحركات العلمية نستطيع من خلالها التعرف على أطوار حياته والمنابع التي استقى منها علومه ومنهجه، وهي كما يلي:

المحطة الأولى: الأحساء: نحتمل إنه ولد فيها قبل هجرة والده من الأحساء، ففي سنة 963 هـ ، قام والده بنسخ ديوان الشاعر الأحسائي العملاق الأمير علي بن المقرب العيوني الأحسائي، وذلك لأجل خزانة إبراهيم بن حسن بن زهير، وعن هذه الشخصية يقول المؤرخ الأحسائي جواد بن حسين الرمضان: «هو من أعيان الأحساء من آل زهير، وهي أسرة قديمة كانت تقيم في بلدة التيمية، ولها ذكر في الوثائق العقارية والصكوك الشرعية حتى القرن الثاني عشر الهجري» [5] .

المحطة الثانية: شيراز: وهي من المحطات العلمية التي اتجه إليها والده الشيخ محمد بن علي النجار، والتي كانت من أهم المراكز العلمية في القرن الحادي عشر، وأحد أهم مركز مدرسة الحديث، فقد نسخ فيها «الصحيفة السجادية»، سنة 1006 هـ ، وعلى النسخة إنهاء من الفقيه والمحدث الشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني الشيرازي «ت 1098 هـ ».

وفي هذه المرحلة مرحلة الشباب والنضج العلمي، يمكن أن نعتبرها مرحلة الأخذ والدراسة الدينية على يدي والده الشيخ محمد، وأعلام مدرسة الحديث والرواية وغيرهم، وإن كان خفي عنَّا أساتذته وشيوخه فيها.

المحطة الثالثة: مدينة مشهد: فقد أقام فيها مجاوراً ثامن الأئمة علي بن موسى الرضا×، ولعلها استمرت لعدة سنوات، ونحتمل أن والده خلالها قد انتقل إلى جوار ربه، وفيها فرغ من نسخ كتاب «تهذيب الوصول إلى علم الأصول»، تأليف: العلامة الحلي، الحسن بن يوسف الحلي «648 - 726 هـ »، وذلك في ربيع الأول سنة 913 هـ .

المحطة الرابعة: مدينة أصفهان: وهي آخر المحطات التي إقام بها، وفيها التقى الشيخ جعفر النجار الأحسائي، بالشيخ بهاء الدين بن محمد العاملي، ولعله تتلمذ عليه، وقد طلب منه الأخير بعد أن اطلع على بعض منسوخاته، ورأى خطه الجميل الرائع أن ينسخ له كتاب «التهذيب» للشيخ الطوسي، وفيها أنهاه يوم الغدير 18 ذي الحجة سنة 1036 هـ .

وفاته:

توفي بعد عيد الغدير 18 ذي الحجة لسنة 1036 هـ ، ولعله عاش بعدها عدة سنوات، وذلك في مدينة أصفهان التي تعد آخر محطات حياته التي استطعنا التعرف عليها.

منسوخاته:

نسخ عدد من الكتب العلمية في مجال اللغة والأصول والفقه، وهي الأبعاد العلمية التي محل اهتمام رجال العلم، وخطه غاية في الجمال وحسن التنسيق، مما يدلل على خبرته ومكنته الواسعة في مجال النسخ وكتابة الكتب، والظن الغالب إنه فقدت معظم كتاباته، خاصة وأنه ممن يسترزق ويعيش على نسخ الكتب، لضمن لنفسه حياة كريمة، عرفنا منها:

لب الألباب في شرح ملحمة الأعراب: «نحو»

تأليف: قاسم بن علي الحريري «446 - 516 هـ ».

أوله: <أقول من بعد افتتاح القول بحمد ذي الطول شديد الحول>.

وكان حين الفراغ من نسخها يوم الأربعاء 8 صفر لعام 1013 هـ  [6] ، في مدينة مشهد المقدسة، قد أوقفها السيد محمد باقر السيستاني محرم 1114 هـ .

تقع المخطوط في... ص، في كل صفحة 17 س، بمقاس: 11X 17,5سم.

المصدر: المدرسة الباقرية: مشهد، رقم المخطوط: 188 [7] .

تهذيب الوصول إلى علم الأصول. «أصول الفقه»

تأليف: العلامة الحلي، الحسن بن يوسف الحلي «648 - 726 هـ ».

أوله: < الحمد لله رافع درجات العارفين إلى ذروة العلا... فهذا كتاب تهذيب الوصول إلى علم الأصول حررت فيه طريق الأحكام على الإجمال من غير تطويل ولا إخلال إجابة لالتماس ولدي محمد > ..

آخره: < ومن أراد التطويل في هذا الفن فليطلبه من كتابنا المسمى بهاية الوصول فإنه قد بلغ الغاية، وتجاوز النهاية، والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب >.

فرغ من النسخ ليلة السبت 11 ربيع الأول لسنة 1013 هـ  [8] ، في مدينة المشهد الرضوي [9] .

قال في نهاية النسخة:  <وقع الفراغ من كتابته في يوم الأحد الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة الثالثة عشر بعد الألف من الهجرة في المشهد الرضوي على ساكنه أفضل الصلاة وأكمل التحيات والتسليمات، بقلم العبد الذليل الفقير الحقير تراب أقدام المؤمنين، جعفر بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن داوود الشهير بالنجار الأحسائي عفى الله عنهم أجمعين>.

على النسخة قيد تملك نصه: <من متملكات السيد الحسيب النسيب سلالة آل طه ويسّ الأمير الأعظم مير جعفر التوني - متعه الله به طويلاً ووفقه للخيرات وغفر له ولوالديه ولكافة المؤمنين والمؤمنات، يوم الجمعة 28 شهر رمضان المبارك سنة 1292>.

عليها توقيعات وخطوط وتملكات متعددة، وهي مليئة بالحواشي والتعليقات المذيلة برموز مختلفة[10] .

تقع المخطوط في: 127ص، في كل صفحة: 11س، بمقاس صفحات: 13 X 18,5سم.

المصدر: مكتبة المشهد الرضوي، رقم المخطوط: [11]  2860.

تهذيب الأحكام: «حديث»

تأليف: شيخ الطائفة، محمد بن الحسن الطوسي «ت 460 هـ ».

التعريف بالمخطوط:

عليه بعض التعليقات والحواشي، وهو يبدأ من كتاب الطهارة إلى كتاب الحج، وكما يظهر من نهاية النسخة فإن العمل كان لكامل كتاب «التهذيب» على شكل أجزاء وقد وصل فيه إلى الجزء الرابع، وأشار إلى أنه سيشرع بكتابة الجزء الخامس.

أوله: <الحمد لله ولي الحمد ومستحقه، وصلواته على خيرته من خلقه محمدٌ وآله وسلم تسليماً، ذاكرني بعض الأصدقاء - أيده الله تعالى - ممن أوجب حقه، بأحاديث أصحابنا أيدهم الله، ورحم السلف منهم>.

آخره: <قال محمد بن الحسن، هذا الخبر موافق للعامة، ولسنا نعمل به، والعمل على ما قدمناه من الأخبار، تم الجز الرابع من كتاب تهذيب الأحكام، ويتلوه الجزء الخامس كتاب الزيارات والحمد لله رب العالمين [12] >.

تاريخ النسخ: قام بنسخها يوم الاثنين 18 من ذي الحجة سنة 1036 هـ .

كتب في نهايتها: <قد وافق الفراغ من نسخه وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام يوم الغدير، بقلم الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير كثير الذنوب والخطايا والأوزار جعفر بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن داود الشهير بالنجار لحسايي غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم آمين آمين رب العالمين، وقد كتب برسم الشيخ الفاضل الكامل التقي النقي حاجي الحرمين الشريفين بهاء الدين بن محمد الأشحوري العاملي متعه الله به طويلاً بحق محمد وآله أجمعين آمين آمين آمين رب العالمين، وكان ذلك في السَّنة السّادسة والثلاثون بعد الألف من الهجرة النبوية عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية>.

على الصفحة الأولى قيد تملك من الشيخ بهاء الدين العاملي: >بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي، كان الباعث على استكتاب هذا الكتاب المبارك الموسوم بالتهذيب من تصانيف شيخ الطائفة وعمدة المتقدمين محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه ونور ضريحه، وهو مشتمل على قريب من النصف منه، ولقد كتابه اتفق في أصفهان حرست من نوائب الحدثان لنفسي ولمن شاء الله بعدي. الفقير إلى الله الغني بهاء الدين بن محمد العاملي<.

مجلد تجليد أحمر، يقع المخطوط في 482ص، في كل صفحة 27س، والمخطوط بمقاس: 25,5 X 39سم.

المصدر: المكتبة الوطنية في طهران، رقم المخطوط: 723 [13] .

1 - تهذيب الوصول إلى علم الأصول:


 


 

2 - التهذيب الأحكام






 

 

[1]  أعلام الأحساء، مصدر سابق: 174.

[2]  فهرس دنا، مصدر سابق: 5 / 998.

[3]  مكتبة الناصرية بلكنهو بالهند، زودنا بالصفحة الأخيرة من المخطوطة من الهند الباحث السيد علي باقر الموسى الأحسائي في 20 جمادى الثاني سنة 1436 هـ .

[4]  ذخائر الحرمين الشريفين: أعلام المجاورين بمكة، الشيخ حسين الواثقي، بوستان كتاب: قم، الطبعة الأولى: 1437 هـ 1395 هـ . ش: 10/532.

[5]  أعلام الأحساء، مصدر سابق: 174.

[6]  فهرس دنا، مصدر سابق: 8 / 1005.

[7]  الفهرس الموحد للمخطوطات الإيرانية «فنخا»، مصدر سابق: 27/262.

[8]  الفهرس الموحد للمخطوطات الإيرانية «فنخا»، مصدر سابق: 9/653.

[9]  مرادي، محمد وفادار، فهرست كتاب خطي كتابخانه مركز يو مركز اسناد آستان قدس رضوي، كتابخانه مركزي ومركز اسناد آستان قدس رضوي: مشهد، الطبعة الأولى: 1380 هـ : 16 / 111.

[10]  تهذيب الوصول إلى علم الأصول، العلامة الحلي، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن مطهر «648 - 726 هـ »، تحقيق السيد محمد حسين الرضوي الكشميري، منشورات مكتبة الإمام علي: لندن، الطبعة الأولى: 1421 هـ - 2001م: 26.

[11]  الفهرس الموحد للمخطوطات الإيرانية «فنخا»، مصدر سابق: 9/653.

[12]  النسخة الخطية من تهذيب الأحكام، حصلنا على بعض الصفحات من عن طريق الباحث والمحقق الدكتور محمد كاظم رحمتي.

[13]  التراث العربي المخطوط في مكتبات إيران العامة، مصدر سابق: 3/ 542، الفهرس الموحد للمخطوطات الإيرانية «فنخا»، مصدر سابق: 9/560، وقد حصلنا على بعض صفحاته من الدكتور الباحث والمحقق محمد كاظم رحمتي.