آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:13 م

أسوأ خمسة كُتَّاب

جواد المعراج

إن تعريف الكاتب، على مر العصور، كان وما زال مختلفا من ناحية توجهات الفكر البشري، وفي كل زمان ومكان نرى أن لكل كاتب توجها معينا، رغم تعاقب المجتمعات والثقافات والحضارات والتحولات، ولكن من هذا المنطلق لا أريد أن أتعمق في تعريف الكاتب، لأن الهدف من هذه المقالة هو أستعراض بعض أشكال الكُتَّاب السيئين بتعبير، ووصف مختصر.

وإليك يا عزيزي القارئ هذه القائمة البغيضة التي بها أسوأ خمسة كُتَّاب، ولكل منهم منهجه الخاص به:

الأول: ”الكاتب السطحي“ الذي يتناول في موضوعاته أسبابا وحلولا محدودة أو غير مدورسة بشكل دقيق، مما تبرز على شكل أفكار سطحية تؤدي إلى فقدان القدرة على إيجاد الحلول الجذرية للقضايا الكبيرة، والظواهر السلبية في المجتمع، كذلك عدم معرفة ما يهم المتلقي ويعبر عن همومه الإنسانية. التفكير السطحي ينكشف بوضوح عند المناقشة الجادة، أو المناظرة في المحافل العلمية، نظرا لعدم وجود قاعدة فكرية رصينة.

الثاني: ”الكاتب الوهمي“ الذي يخترع أعداء غير حقيقيين، وبطولات وهمية يدسها بكثافة في موضوعاته، هذا الكاتب وضع تصورات وهمية في عقله أدت به إلى التحليق عاليا في سماء الخيال التي جعلته يفقد القدرة على التفريق بين القضايا الهامشية، والمهمة في المجتمع، وهذا الأمر طبعا بسبب العظمة والمثالية المفرطة، والبعد عن أستخدام أساليب التفكير المعتدلة والمتوازنة.

الثالث: ”الكاتب المخرب“ الذي يستخدم أداة الكتابة واجهة للممارسة التخريب في الوسط الاجتماعي، وذلك عن طريق نشر معلومات زائفة عبر أستخدام الكثير من الطرق والوسائل التي تؤدي إلى إدخال البيئة الاجتماعية في مسارات فكرية مشبوهة، أي بعيدة عن المسارات التي بها أفكار تتمحور حول الحقول الواقعية المدروسة وفق قواعد وأسس علمية، وثقافية، واجتماعية واضحة.

الرابع: ”الكاتب الشعبوي“ الذي يستغل التوجهات الفكرية للمجتمع، عبر دغدغة واستثارة المشاعر والأحاسيس، فهو كاتب لا يقدم أفكارا أو حلولا، ولا يخاطب عقل القارئ، بل هدفه الوحيد هو الحصول على تأييد شعبي من قبل المجتمع، من أجل الوصول إلى مواقع اجتماعية متقدمة، وأيضا للوصول إلى عاطفة وقلب القارئ. هذا النوع السيئ من الكُتَّاب يبحث عن الشهرة فقط.

الخامس: ”الكاتب المشخصن“ الذي يحكم على الآخرين أو على أفكارهم ووجهات نظرهم وتصرفاتهم من منطلق شخصي أو رؤية شخصية، لا من خلال مضمون الفكرة أو طبيعة الحدث وظروفة. إن الشخصنة تبعد صاحبها عن الحقائق المجردة، وتعمي بصيرته عن الواقع، وتسهم في تعزيز ثقافة التشكيك والاتهام بين أفراد المجتمع، وإنها أيضا تعتبر طريقة مثالية لإشعال نيران الحقد والكراهية في النفوس، لأنها تجعل الكاتب المشخصن يشكك في النوايا البيضاء التي تحتاج المساعدة والتصديق من قبل الأطراف الأخرى.

أسوأ كاتب على الإطلاق من بين هذه الأشكال هو ”الكاتب الفهلوي“، لم أذكره في هذه المقالة، ولكن فضّلت أن تكشفه أنت عزيزي القارئ.