التعبير البصري بين الفن والأدب
ابتهجت القطيف بذلك الزخم الجماهيري بحضور مستوى من النسيج الاجتماعي في الصالة الجديدة «لتجمع الفنون القطيفي» بكلمة المهندس عباس الشماسي مهنئا القطيف بل المنطقة الشرقية.
معلنا بداية فعاليات من المعارض والمحاضرات والأمسيات ترجع إلى العصر الذهبي عند تاسيس هذا التجمع عام 1417 هـ ، وبهذا ينتقل الحراك الفني إلى مرحلة بها تحديات تشغيل الصالة والاعتماد المالي على التجمع وإدارة هذا المنبر التوعوي.
ازدانت الصالة بمجموعة أعمال بافتتاحين الأول لصالة الفنون والثاني لمعرض 22 السنوي لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف بعنوان مشاريع فوتوغرافية من 23 يناير حتى 30 يناير.
«لكي تبدع بالصورة عشها عن قرب»
المشاركات على شكل مجموعة مشاريع لكل مصور من الجماعة ضم لهم: - من «سلطنة عمان» المعلم أحمد البو سعيدي ومن «الكويت» سامي الرميان مصور حياة الناس والشارع مصور وثائقي، ومحمد بو حسن «البحرين» مصور حياة الناس ومؤلف كتب مصورة، وخالد صديق «مكة المكرمة مقيم في الرياض» رحالة وفوتوغرافي.
سأتطرق بالنقد لبعض الأعمال وذكر الأخرى بصورة سريعة ليس نقصا بها بل لكثرة المشاريع المشاركة: -
ضيافة روسية للفنان مهدي العوى بشغفه وولعه بالتصوير أوصله إلى أماكن نائية وبعيدة فقد التقط صور ذات طابع واقعي وهو معاناة الطاهية واهتمامها بما تقدمه لزوارها، وعبر عن عزلتها الوحيدة في المنزل بالعتمة وقلة الإضاءة وضيق المساحة في إيحاء بالتفرد والانزواء.
أما سيمفونية الفنان محمد الخراري عضو لجنة التقييم: - فقد استنطق المدرسة الواقعية بخبرته الطويلة واستوحى معاناة العمالة كلقطة «القفل» وحشرهم في مواقع مخصصة لسكناهم وأضاف لقطات سريالية كالصورة من خلال المرآة والنظر للتقويم بدلالات الرجوع للوطن، وأحدها ضم اللقطة التجريدية لدوائر من إطارات الدراجة بإيحاءات رمزية استوحاها من العمق في الميدان.
وحسنا عبر السيد حسين الهاشم حيث حول المشروع إلى توثيق وطني شعبي للقطات واقعية كلاسيكية واستخدم المساحة الطبيعية للأخضر والتباين مع اللون الأحمر لابراز الاهتمام بهذا الموروث الحضاري بتخلل الإضاءة واللباس الأبيض وبلقطة خيالية بالقفز في الهواء لها اثر معنوي تعبير عن الحرية والانطلاق للخيال والرومانسية الحالمة.
من الرائع ان يكون لكل مشروع صيغة معروضة عند العمل كبيان توضيحي لمجمل المشروع فالبيانات المكتوبة أغلبها تعبير ادبي إنشائي يلامس العواطف ويحلل النواحي الوجدانية اجتماعيًا.
ولكن المتتبع قادم لمشاهدة معرض تصوير فوتوغرافي، وذكر النواحي التقنية كفتحة العدسة وسرعة الغالق وغيره أمر جيد وليس غاية، ولكن المؤمل اتباع توضيح الجنبة الفنية لانتماء المصور لأي مدرسة أو النواحي التعبيرية للمدارس الفنية وبعد التتبع لاحظت الفنان منير آل حماد: دون «المشروع الفوتوغرافي يضمن صور تجريدية لملاعق بلاستيكية لأنماط وتكوينات مختلفة …»
أما مشروع تقاطعات للفنان حسين العلو كتب «تتقاطع الخطوط المستقيمة والمنحنيات فيما بينها بنسب مختلفة... تتقاسم المساحة لتنتج تركيبة من الأشكال الهندسية المتباينة...»
بالممارسة والاختلاط تلقّى المشاركون زخم من التجارب التي أزهرت مؤثرات سيكلوجية كحالة طارئة لعبد المجيد الناصر ومشروع جدتي واقتناص عدة زوايا اجتماعية كمشروع الكفيف والعمالة ولاجئة لمحمد البحراني وتراثية كالألعاب الشعبية، ووطنية كسيدتي القطيف، وعاطفية صنع بحب للفنانة فاطمة الأسود وحب في الثمانينات لباسم القاسم وتكوين مع الطبيعة لقاسم الفارسي فتّة ودقيق لسامي آل طالب ولاجئة لمحمد البحراني وتكوين لإسراء المرزوق وروحية كتوسل لوديعة آل عدنان مع حفظ الألقاب.
حصول جوائز التحكيم الفنان محمد البدراني والفنانة إيمان السيهاتي مودة ورحمة وهناك فعاليات مصاحبة على مدى أيام المعرض تضفي حضور وتفاعل للثقافة والتنوير حول العروض
مع الخصوصية والتفرد في تنوع مشاريع المشاركون الا أن المشهد العام للمعرض أتقن بعزف لوني جديد في لحن موسيقي واحد بإطارات موحدة في شكلها ومقاسها لخبرة القائمين وحرصهم على الخصوصية والتفرد والنوعية لإقامة المعرض بهذا المستوى، فكان بحق بداية رتمات ناجحة فنيا بإيقاعات أطربت القاصدين والمتتبعين.