آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

الإيذاء والوسائل

جواد المعراج

يمارس فئة من الناس مع أطراف أخرى مختلف الوسائل لإيذائهم في سبيل تسجيل بعض الانتصارات، أو لتجنب بعض الوقائع الخاصة بالهزيمة أثناء النقاش، والذين هدفهم تحبيط وتثبيط الأطراف الأخرى، عن طريق إثارة وإيذاء مشاعرهم بوسائل متعددة، في حال إذا فشلوا بالوصول إلى بعض الأهداف المعينة، وأيضًا محاولة سلب الإرادة والعزيمة منهم، لكي لا يتمكنوا من التقاط أنفاسهم من جديد، ليواصلوا مشوارهم إلى هدفهم المنشود، وخصوصًا لو كانوا أحد الشخصيات الاجتماعية أو الإعلامية، أو أي شخصية إيجابية، ونشيطة، وعملية في مختلف المجالات بشكل عام، فإن حجم الخصومة يختلف من طرف لآخر، فالبعض يستخدم وسائل مؤذية تصل إلى حد الدمار النفسي، على حسب نوع الشخصية التي يريد إيذاءها.

إيذاء الخصم من الناحية النفسية، يكون بالعادة أحد الوسائل الشائعة التي يستخدمها بعض الأطراف للقضاء على الخصم، حيث إن البعض منهم يحاول دائمًا نشر وتسليط الأصابع والأضواء على عيوبك، ونقاط ضعفك، ويحاول كذلك أن يتصيد على بعض المواقف، والممارسات غير الأخلاقية التي ارتكبتها في الماضي، وذلك حتى يضيق عليك كل الطرق المؤدية إلى الأهداف التي تتمحور حول تطوير بعض الجوانب الشخصية والثقافية والاجتماعية، فهو يريد أن يجعلك تشعر بالنقص، والإحباط واليأس من الحياة، والضعف في الشخصية، أي يحاول جعلك غير واثق من نفسك.

وقد يكون في بعض الأحيان لدى خصمك شهادات، ومن الممكن أن يكون من أصحاب النفوذ، أو الشخصيات المبدعة، ليس شرطًا أن يكون فردًا من عامة الناس، فعلى سبيل المثال هناك أشخاص من أصحاب النفوذ والإبداع يستغلون الفرصة في حال إذا أخطأت وارتكبت بعض الأمور غير الأخلاقية، أو إذا فشلت بتحقيق الطموحات السامية، فإنهم يحاولوا بشتى الطرق التلاعب بعواطفك ونفسيتك، ويوجهون لك تهمة الدجل، والنصب، والتلاعب، حتى يجعلونك تتنازل، بهذا فإنهم يريدون إخراجك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من الساحة الثقافية، والاجتماعية.

إن مثل هذه الفئة التي تميل إلى الخصومة، لا تلجأ إلى المنافسة الشريفة، فهي تريد فقط السيطرة على عقول بعض الشرائح الاجتماعية، واحتلال مكانة اجتماعية وعلمية عالية بطرق غير مشروعة، وحجب الرؤية عن بعض الحقائق، لتجعل بعض الأطراف تتنازل عن بعض الأمور، وتستسلم وتخضع إلى القناعات والأفكار الملتوية.

سيستمر خصومك في إحضار أفكارهم الملتوية التي تثير الشكوك حول صوابك، فعليك أن تعمل على التخلص من الأفكار السلبية التي تحملها في داخلك، واستبدالها بأفكار ومعتقدات إيجابية، وأيضًا تحطيم الحواجز التي تمنعك من إصلاح ذاتك، والتعلم من المواقف والأحداث التي مرت عليك في السابق، حتى لا تدعهم يضروك.

وزيادة على ذلك عليك أن تجعل نيتك صادقة، بأنك تغيرت إلى الأفضل، دون أن تلجأ إلى إرضاء الآخرين، بالنهاية، مهما كانت نيتك صادقة، لن تنجو من ظنون الأشخاص السيئين.

وإن الحذر من مكائد خصومك سيساعدك على تفادي الوقوع في الفخاخ التي ينصبونها لك، بغرض التسقيط، والإيذاء، سواء كانت بانتهاج طرق مباشرة، أو غير مباشرة.

ختامًا، إن هذه الصور المؤلمة تتطلب عقولًا واعية مدركة لزمام الأمور وتمتلك إرادة، وعزيمة، وثقة، للوقوف أمام التيار السرطاني الذي يقتل كل جميل لدى الناس، ونحتاج للمزيد من القراءة والتعلم، وتوسيع المعارف الإدراكية، والقدرات العقلية، وتطوير السبل من أجل القضاء على الفكر السرطاني.

حمانا الله وإياكم من هذه الفئة المثبطة والمحبطة، وندعو لهم بالهداية والتوفيق.