خطر المخدرات على جيل الشباب
تعتبر المواد الإدمانية من أسوأ العادات وأخطرها، وهي التي تهدد فئة الشباب بصورة خاصة وتدمر حياتهم المستقبلية والاجتماعية، وقد أصبح انتشارها سريعاً في المجتمعات الحديثة حتى المحافظة منها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يلجأ بعض الشباب إلى هذا الطريق المدمر؟ توجد بعض الأسباب التي قد تجعلهم ينجرفون إلى هذا الطريق ومنها:
الأولى: ”التعرض إلى تجارب صعبة“ في بعض الأحيان قد تجعل الشاب ينهزم ذاتياً إذا لم يجاهد نفسه على مواجهة الاختبارات والابتلاءات من رب العالمين، ووجود المشاكل المادية والنفسية مثل: الاكتئاب. فعلى سبيل المثال يعتقد بعض الشباب أن الإدمان على هذه المواد هي علاج إلى حالاتهم، ولكن بعضها يستخدم في العلاجات الطبية والتي لها وصفة محددة من الطبيب. هناك تصرف صحيح وهو أن يذهب المصاب بأي حالة إلى مختص بالعلاج النفسي أو يستشير خبير، وعلى الشاب أن لا يستسلم إلى التجارب القاسية التي تواجهه في مسيرة حياته. ولدى بعض الناس تفكير خاطئ في حال الذهاب إلى مختص نفسي إذا تعرض أي شخص إلى أزمات صعبة، فإنهم يعتقدون أن من يستشيره أنه إنسان مجنون.
الثانية: ”ضعف الوازع الديني“ عند بعض الشباب يجعلهم ينجرفون بسرعة إلى طريق المواد الإدمانية، فإذا ثقفوا أنفسهم في الدين، على سبيل المثال قراءة الكتب الدينية، ولكن دون التشدد بل بمنهج الوسطية والاعتدال، ويشمل ذلك التثقف في مجالات أخرى مثل الذهاب إلى دورات التوعية الدينية التي تقام في المساجد أو الحسينيات أو الديوانيات، وكذلك الدورات العلمية والرياضية فإن هذا يجلب لهم المنفعة كثيراً إلى أمورهم الدنيوية. ونضيف إلى ذلك اللجوء إلى الله عز وجل في جميع الأحوال.
الثالثة: ”مجالسة الصحبة السيئة“ تجلب الكثير من المشاكل، فمن الممكن بسبب هذا الصديق الذي يحمل العادات السيئة له القدرة على تضييع مستقبل صديقه الضحية بالتلاعب به وإجباره على التجربة والتعاطي باستمرار لهذه المواد الإدمانية، أو يجعله يبيعها فيأتي اليوم المحتوم وينصب له فخ الغدرة فيضيع حياته في السجن. فمن الأفضل أن يجالس الشباب أصحاب الخير ويحاولون أن يحتكوا أكثر بأهل العلم والثقافة والخبرة، وذلك لكي يستفيدوا من خبراتهم وتجاربهم.
الرابعة: ”إهمال التربية من الأسرة“ فبعضهم لديهم مشاكل أو ينشغلون بأمورهم العملية ويغيبون لفترة طويلة من المنزل، فهذا الأمر من الأسباب التي قد تجعل الشاب يضيع في بعض الأمور ويوجه نفسه إلى المخدرات، فلو قامت الأسرة بالرعاية والاهتمام القوي إلى أجيالهم الحديثة، وتشجيعهم وتعويدهم على قراءة الكتب والذهاب إلى الدورات التثقيفية، فإن هذا سيجعلهم يكونون متعلمين وواعين أكثر.
الخامسة: ”انخفاض مستوى التوجيه والإرشاد النفسي والأسري والتربوي“ من قبل بعض الخبراء والفئات العلمية، فإن هذا يجعل الوعي الشبابي ضعيف، فهو بحاجة إلى تعزيز ذلك عن طريق نشر مقالات عن خطر المواد الإدمانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتكثيف الحملات التوعوية في الأماكن التعليمية.
بالنهاية نشير إلى ما أوضحته الكاتبة الخبيرة والمبدعة «صباح الشرقي» من دولة المغرب حيث تقول: أن المخدرات بجميع أنواعها تهدد فئة الشباب، وأن مضاعفات الإدمان عليها تسبب الفشل في الدراسة والحياة الوظيفية والعامة وتنشئ المشاكل الأسرية.
وأوضح سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف من محافظة القطيف، حرمة تناول المخدرات وأضرارها قائلاً: ونتيجة لما للمخدرات من آثار تدميرية على شخصية الإنسان والمجتمع والقيم والمثل فقد أجمع الفقهاء على تحريم المخدرات، وقد أكد العلم الحديث على أضرار المخدرات فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى ضعف وقصور في أداء النشاط الحسي والوظائف العقلية، وعدم القدرة على التحكم في التصرفات، وازدواجية القرارات، ويؤدي أيضاً إلى عدم استقرار المزاج العام للشخص، وتعرضه للتقلبات والهزات النفسية. كما أثبتت نتائج البحوث أن التعاطي يقلل من إنتاجية الشخص، سواء أكان يؤدي عملاً يدوياً أم فكرياً، حيث يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي تدريجياً، وعدم الاتزان والاستقامة في السلوك الاجتماعي.
وخلاصة القول: إن على الشباب الحذر ثم الحذر من الوقوع في شباك مافيا المخدرات، حتى لا يتحولوا إلى مدمنين، والانتباه جيداً من الوسائل والأساليب التي تستخدمها مافيا المخدرات في عمليات الترويج والتسويق والدعاية لاصطياد الشباب.