الفراغ السلبي
هل تستيقظ من الصباح وينتابك شعور في داخلك أنه لا يوجد أي سبب مقنع يجعلك تستيقظ وتشغل يومك ووقت فراغك بأشياء تمنعك من الوقوع في الفراغ السلبي؟
كان الشخص في الماضي قليلا ما يجد لنفسه متسعا من الوقت، فهو دائم الانشغال بدراسته أو عمله. ولكن اليوم أصبحت هناك آليات كثيرة، حيث أصبحت هناك أيام وساعات محددة للعمل وإجازات متنوعة وكثيرة، ونشاطات وأمور كثيرة نافعة لاستثمار أوقات الفراغ.
في مثل هذه الحالة نرى بعض الناس وخصوصا فئة الشباب، وقد صاروا يعانون من الفراغ السلبي، وذلك بسبب عدم معرفة كيفية تنظيم الوقت أو وضع الأهداف الإيجابية في الحياة اليومية.
صرنا نرى بعض الشباب يعانون الاكتئاب والحزن، والقلق النفسي وحالة مستعصية من الضغط العصبي، ومن الممكن أيضا أن نرى بعض الشباب يفكرون في الانتحار.
كما أن هناك مشكلة عند البعض وهي الشعور بالفراغ النفسي والعاطفي، فعلى الإنسان في هذه الحياة ألا يستهتر بنفسه ويضيع أوقاته في أشياء تدمر تفكيره، وهذا خطأ كبير أن الإنسان يصر على تكرار الأخطاء والتعمد على فعلها يوميًا، في حين أنه بإمكانه التخلص من عيوبه بالإصرار والمحاولة على تحطيم الأفكار السلبية التي تمنعه من ترتيب أموره الحياتية.
ومن بعض أسباب الشعور بالفراغ النفسي والعاطفي:
- عدم استشارة العقلاء وأهل الخبرات.
- الشعور بالوهم والخوف باستمرار.
- المكابرة وعدم تقبل النصيحة والمساعدة من الآخرين.
- الاستسلام إلى الصراعات النفسية.
- ضعف الصلة برب العالمين.
المجتمع بحاجة إلى أشخاص مثقفين واعين بأمور كثيرة وذوي خبرات عالية، وذلك من أجل حل مثل هذه القضايا النفسية والهموم التي يعاني منها بعض الشباب، ونحن نحتاج أيضًا إلى سعة الصدر والبال بدرجة كبيرة.
وعدم فرض الآراء بالعنف أو محاولة السيطرة على الآخرين بقوة، فلذلك من اللازم علينا التعامل بمرونة وهدوء نفسي مع مثل هذه الأمور؛ حتى لو لم يتقبل الطرف الآخر النصح والإرشاد، ويضم إلى ذلك عدم محاولة ذل وإهانة الطرف الآخر بل أخذ الأمر من باب الود والمحبة وتمني الخير للآخرين.
بالإضافة إلى ذلك فالأمر لا يعتمد فقط على الشخص المثقف الذي ينصح أو يساعد الناس بل يجب أن تكون هناك رغبة في التغيير الإيجابي لدى الفرد الذي يحمل العادات والأفكار السلبية؛ حتى تكون له القدرة على ترتيب أموره الحياتية الصعبة.