آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

أمراض بعض المثقفين

جواد المعراج

مرض المونومانيا حالة شاذة ومختلفة عن السلوك الطبيعي، والمقصود بها الإصابة بالجنون في شيء واحد أو أشياء محدودة مثل: الغرور أو العجب أو الكبر بقوة.

فنرى بعد المثقفين في مجتمعاتنا المعاصرة يعانون من الجنون العقلي أو ما يسمى بالمونومانيا، بحيث أنهم لا يريدون أحد أن ينتقدهم أو يسخر منهم، ويعتبرون أنفسهم أنهم من العظماء والعلماء الكبار. شيء وارد وطبيعي جدا أن أي إنسان على وجه الأرض يتعرض للسخرية والنقد بجميع أنواعه، فليس هناك إنسان كامل إنما الكمالية عند الله.

كما أن هناك بعض المثقفين يعانون من جنون العظمة، أن هذه العاهة النفسية المستعصية تجعلهم يشعرون بأن لا أحد يملك علم مثلهم على وجه الأرض أو أنهم يعتقدون بأنهم أشخاص مهمين جدا. بالإضافة إلى ذلك يحبون الغطرسة والسيطرة على عقول الآخرين بقوة، وفرض رأيهم على الجميع بالعنف، ويعتقدون دائما أنهم على صواب.

بعض المثقفين يعانون من داء الغرور المعرفي، والذي يجعل لديهم الرغبة الشديدة في الأستعلاء والتكبر على الناس، فلا يريدون أن يعطوا الناس المعرفة بل يريدون احتقار الناس وإثبات أنهم هم الأفضل وتسليط الأضواء عليهم دون فائدة للوسط الثقافي.

وإن العنجهية التي لم تمكنهم من تحويل المعلومات إلى معرفة مفيدة إلى المجتمع بل وأعمتهم عن الواقع وجعلتهم يتيهون في عوالم العاهات النفسية الغير منتهية، وينسون هموم المجتمع، وأيضا جعلوا المجتمع يتبعون ثقافات وسلوكيات خاطئة.

المجتمع بحاجة إلى رفع مستوى الوعي في مثل هذه المعضلات النفسية الخطيرة على الجيل الجديد الذي يطمح بأن يكون شخصية مثقفة، لهذا على علماء النفس والاجتماع المعاصرين؛ يحاولون أن يجدوا الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة والواسعة في الانتشار بين المجتمع والأجيال الجديدة الطامحة إلى الموهبة والإبداع والثقافة العلمية.

ويضم إلى ذلك أخذ دراسات عليا تطبيقية، وعمل بحوثات عملية دقيقة ومتخصصة حتى نتمكن من التوصل إلى الحلول الجذرية، وبعد ذلك نقوم بعملية التقويم.